خوازيق هي جمع لكلمة “خازوق” وهو عبارة عن عامود كانوا يُجلسون عليه من يريدون تعذيبه او اعدامه، وكان حاداً مدبب الرأس، وكان المحكوم عليه يجلسونه عليه بقوة معينه وبسرعة معينة يتحكمون فيها الي ان يخرج الرأس المدبب من رأسه ويموت ، وهي وسيلة للتعذيب و للاعدام أشد جرما من اي جرم يقضي الي احد باعدامه! و اشتهرت كلمة “خازوق” بين المجتمع بكافة التصريفات المختلفة، الفعل والمفعول به ….الخ، واصبحت تستخدم دلالة علي الاذي من الظهر، اي ان يبتسم الشخص في وجهك ويعطيك كل ملامح الود والحب، وسرعان ما يفعل امرا ضارا بك بعد ان تلتفت عنه، فيلحق بك الاذي، فتُستخدم في تلك الحالة كلمة “خازوق” بتصريفاتها المختلفة.
و انتشرت الكلمة بمعناها المواز هذه الايام انتشارا كبيرا بشكل يدعو للقلق من كثافة سوء العلاقات بين البشر، فاصبحت كلمة دارجه تستخدم بين الطلاب في المدارس وفي الجامعات، وبين الزملاء في العمل، وبين الاقارب والاصدقاء، بل واحيانا بين الاخوات، مما يعكس سلبية العلاقات بين الناس، ومؤشرا خطيرا لانتشار الامراض النفسية والاخلاقية وانعدام الضمير و غياب الاستعداد لتقديم مشاعر الود والحب والسلام. ولست ادري ما هي الاسباب الحقيقية لانتشار مثل هذا السلوك، فقد اصبحنا نري هذه “الخوازيق” في كل مجالات الحياة المختلفه، فربما يحتاج الامر الي دراسة نفسية تتطلب مجلدات لتحليل هذه الظاهرة، ولكن مما لا شك فيه – من وجهة نظري- ان “الانانية” تلعب دورا هاما و رئيسيا في مثل هذا السلوك، فتصبح “الأنا” هي المحرك الرئيسي لمثل هذه الافعال.
ولعل المشاهدات اليوميه للسلوك اليومي المعتاد للناس في الشارع خير دليل للواقع المؤلم الذي نعيشه،فقد اصبح يسجل مؤشرا سلبيا غاية في الخطورة، ويعكس مدي بشاعة الموقف الذي نواجهه من ازمة في السلوك.
الاندفاع والعدوانيه والتعدي علي الحقوق وعدم احترام القواعد والقوانين والاختراق لكل الاصول والاعراف. واصبح الحكم بعدم الحكمه علي من يثور ويرفض مثل هذا السلوك، بينما من يستجيب ويصمت لهذا الاختراقات يتم نعته بالعقل والحكمة! السلوك الموجود في الشارع هو انعكاسا للأزمة الاخلاقية التي نواجهها.
نحتاج الي ان نواجه انفسنا،كل في مجاله وفي مكانه، في المدرسه والجامعه والبيت والعمل والشارع، نريد ان نتحول من فكر “الأنا” الي فكر ال“نحن”، نريد مجتمعا بلا خوازيق!
