الشيخ أسامة القوصى يكتب حوار مع إسلام 

 كتب لي على الماسنجر أحد من كانوا يحضرون عندي خطبي و دروسي في مرحلة سابقة من حياتي و اسمه إسلام ما يلي :- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، كيف حالك يا شيخ أسامة ؟ أنا كنت بحضرلك في مسجد الهدي المحمدي ومسجد الرحمة وحزين والله على الحال اللي انت وصلتله . انت مش ناوي ترجع إلى الله تاني يا شيخنا ؟ فأجبته :- و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته يا إسلام :- الحمد لله رب العالمين في نعمة عظيمة و لله وحده الفضل و المنة ، أراك تملك توكيلا من الله تعرف به مَن مع الله و مَن ليس معه يا إسلام ، هات برهانك إن كنت من الصادقين ، و اعلم يا إسلام أني مررت بمراحل عديدة في حياتي ، ما من مرحلة منها تركتها للتي تليها إلا و قال لي من كنت معهم في المرحلة السابقة نفس عبارتك هذه ( انت مش ناوي ترجع إلى الله تاني ؟! ) فمن منكم مع الله و من ليسوا معه يا إسلام : الصوفية أم القطبيون أم المتسلفون و طوائفهم المختلفة ؟!!!!! ( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) . و قد قال الله لرسوله الكريم صلوات الله و سلامه عليه ( إن الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم في شيء ) فكلكم تزعمون نفس الزعم أنكم الوحيدون مع الله ، الله سبحانه فوق العرش يا إسلام و لم يوكل أحدا عنه في حساب البشر فلا تجعلوا من أنفسكم أندادا لله أو نائبين عنه في الأرض فلستم أنبياء و لا رسلا فضلا عن أن تقوموا مقام أحكم الحاكمين في محاسبة الناس ، تب إلى الله يا إسلام من هذا الكذب على الله رب العالمين فقد جعله الله أشد المحرمات على الإطلاق بل أعظم من كل الذنوب و الفواحش بل أعظم حتى من الشرك نفسه لأنه شامل للشرك و غيره ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الإثم و البغي بغير الحق و أن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) . لن يسألك الله تعالى عني و لا عن غيري يا إسلام و إنما سيسألك أنت عن عملك و عما تفعله في جنح الليل في خلواتك في الليالي الدهماء السوداء الظلماء و قد غلقت الأبواب حتى لا يدخل عليك أحد فيراك فضلا عن كل أعمالك في السر و العلن فانشغل يا إسلام بنفسك و لا تشغل نفسك لا بي و لا بغيري من الناس و السلام . فكتب لي :- منشغل بنفسي ولله الحمد ومنشغل بك لأن فضلك عليّ كبير لا سيما عندما أحتج في كلامي مع الناس بما كنت قد سمعته منك قديمًا، وأنت يا شيخنا عندما تتراجع عن ٩٠٪ مما كنت تقرره وتقوله فمعنى هذا أن الشيخ مقبل كان مخطئا ومتسرعًا لما زكاك في الرواية والدراية. هل يعقل أن معظم ما علمتنا كان ضلالًا؟ كيف يا شيخ؟ لن ينفعك النصارى يا شيخ أسامة والله لن ينفعوك. تدارك ما بقي من عمرك وأنت تعلم أن العناد لا يضر إلا بصاحبه. عجبًا لك والله: سلم للنصارى حرب على السلفيين! ما هذا ؟ هل أنت مقتنع بما سطرته الآن أم أنك لا تريد أن تظهر بمظهر المخطيء؟ يا شيخي الحبيب الأعمال بالخواتيم وأعيذك بالله أن تلقى بما أنت عليه الآن من موالاة من يكفرون بنبيك- صلى الله عليه وسلم. فأجبته :- يا بني ما تسميه مولاة سماه الله برا و قسطا و أنا و الرئيس السيسي و كل من يتعاملون من المسلمين مع المسيحيين في مصر من العقلاء ليسوا موالين لا لليهود و لا للنصاري و لا للمشركين فلا تسم الأشياء بغير أسمائها التي سماها الله يا إسلام . و تذكر أنك أنت الذي دخلت إلى حسابي و أني لم أقتحم عليك حسابك و بالتالي فعليك احترام من دخلت بيته و الأخذ و الرد بالتي هي أحسن و إلا فأنا أيضا أملك لسانا و قلما و إصبعا و حسابا مثلك تماما لكن تربيتي التي تعرفها جيدا من خلال حضورك لي كما ذكرت تمنعني من أن أجاريك في هذه التهم الجزافية التي يمكنني محاسبتك عليها باللجوء للقضاء المصري . فإن كنت تريد حوارا و جدالا بالتي هي أحسن يهدي للتي هي أقوم بالدليل من الآيات و الأحاديث الثابتة فأهلا و سهلا و إلا فانصرف في هدوء فأرض الله واسعة و رحمته أوسع و السلام . فرد :- والمشكلة يا شيخ أسامة ليست في النصارى فقط بل موقفك من الفن وأهله تغير كثيرًا وأرى لك صورًا على صفحتك مع نساء متبرجات فأنا أود فقط أن أفهم والله: لم هذا ؟ فأنت كنت قدوة صالحة لنا جميعًا. ولا تظن يا شيخنا أني أستفزك أو أريد مضايقتك، أبدًا والله ، لكن هذا عرفان مني بجميلك عليّ، فلا يمكن أن أرى من كان سببًا في اعتلائي المنابر وإمامتي بالمصلين وتدريس لبعض الكتب الشرعية، لا يمكن أن أراه في طريق هو نفسه كان يفسق من مشى فيه ثم لا أسدي له نصيحة. وهذا آخر ما عندي حتى لا تتضايق مني أكثر من هذا. فأجبت :- يا إسلام ، الكفر و الفسوق و العصيان لا يمكن تغييرهم إلى الإسلام و الإيمان و الإحسان فما سماه الله كفرا يبقى كفرا و هكذا في البقية . هذا شيء يبقى في معتقد كل واحد منا دون تغيير أما التعامل مع غير المسلمين و غير المؤمنين و غير المحسنين فهذه مسألة أخرى تماما لها فقهها في الكتاب و السنة فتعاملك مع غير المسلم المسالم بالبر و القسط و الإحسان لا يعني أن معتقدك في الكفر قد تغير عن سابقه و كذلك في الفسق و المعاصي تبقى كلها كفرا و فسقا و معاصي رغم تعاملك مع الواقعين فيها بالحسنى . و مشكلة المتطرفين المتعصبين هنا هي التلازم في عقولهم بين التعامل و الإقرار و أن المُنكِر يلزمه المفارقة و عدم التعامل و هذا خطأ بيِّن في التنزيل فلا تلازم . و إلا فكيف نفهم ( أن تبروهم و تقسطوا إليهم ) دون تعامل و كيف نفهم مشروعية زواج المسلم من كتابية دون تعامل بين الزوجين يصل لدرجة المودة و الرحمة بنص القرآن .

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات