عمود إنارة يفقد ” شروق ” ذات العامين حياتها في إمبابة ..

شروق

 

لم تكن تدري الأم المكلومة، أن القدر يخبئ لها فاجعة جديدة، وأن الاختيار وقع على فلذة كبدها «شروق»، بنتها الصغرى، لكي تكون ضحية جديدة لمسلسل إهمال أعمدة الإنارة، إذ أسرعت الطفلة «شروق» ذات العامين إلى اللعب مع أقرانها بالشارع واللهو مثلهم.

أخذت بضعة جنيهات من أقاربها، وذهبت لكي تحضر الحلوى من المحل القريب منها، بعد أن تركتها الأم المسكينة عقب ارتدائها ملابسها الجديدة، وبدأت تترصد لها في كل خطواتها، وهي تلهو والفرح يغمر قلبها، وترتسم البسمة البريئة على وجهها، فسرعان ما غفلت الأم عنها بانشغالها في أمور المنزل، ليفزع قلبها بصرخات مدوية تنطلق في كافة أرجاء الشارع والجميع يهرول مسرعًا.

لم تدري الأم ماذا تفعل وإلي أي مكان تذهب وماذا جري! حتى سمعت من أحد الجيران، بأن هناك طفلة صُعقت بالكهرباء من عمود إنارة أثناء اتكائها عليه عقب إحضارها الحلوى بجانب صيدلية شهيرة بالمنطقة، وسقطت قتيلة، تمنيت في تلك اللحظة لو انشقت الأرض وابتلعتها، فكان قلبها يدق من الفزع على أن تكون طفلتها، فخرجت مسرعه لتجدها جثة هامدة وخالها والجيران يحملونها ويسرعون بها لإنقاذها من الموت بأخذها إلى أقرب مستشفي لكنها كانت قد فارقت الحياة.

لم يمض الكثير وسادت حالة من الهدوء والحزن سيطرت على سكان شارع جمال عبد الناصر بمنطقة إمبابة بالجيزة، وانتقلت على الفور الأجهزة الأمنية إلي مكان الواقعة، فيما أمرت نيابة إمبابة بتشريح جثة الطفلة ودفنها عقب ذلك، واستعجال تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة.

هكذا فارقت «الملاك البرئ شروق»، الحياة وفُجعت أسرة بكاملها على فراقها، وثكلت أمها لموتها، في ظل استمرار مسلسل إهمال أعمدة الإنارة مكشوفة بالشوارع ليتساقط كل يوم ضحية جديدة بسبب الصعق بالكهرباء جراء عدم وجود غطاء للأسلاك الكهربية المكشوفة بأعمدة الإنارة.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات