أمل فرج تكتب آل سعود بن ترامب

امل فرج

لقد فاز الرئيس الأمريكي – دونالد ترامب – في أجواء يسودها الخوف والحذر من المواطن الأمريكي نفسه قبل المجتمع العربي وخاصة الإسلامي ، على خلفية تاريخه الثري بالعنصرية والطائفية والعنف، حتى أنه عرف بالديكتاتور ، عرف عنه بكراهيته التي أعلن عنها للعرب والمسلمين ، بل للإسلام في ذاته ، واللافت أنه قد وصلت به العنصرية لكراهية الغرب من غير الأمريكان ، الأمر الذي دفع الحكومة الكندية لإغلاق بابها في وجه الأمريكان على أثر تصريحات ترامب العنصرية ..

ترى هل تعلم الممكلة السعودية بهذه الخلفية التاريخية لترامب ؟! وإن كانت على علم ، فكيف تقدم على خطوة بحجم هذا التنازل في المؤتمر العربي الإسلامي الذي انعقد فى يوم ٢٠و ٢١ من شهر مايو الجاري ؟! هل يعقل أنه لم يصل إلى مسامع آل سعود ما صرح به دونالد ترامب عن السعودية تحديدا حين وصفها بالبقرة الحلوب التي تدر ذهبا ودولارات بحسب ما تمليه عليهم أمريكا ، هكذا كرر ترامب أكثر من مرة في حديث مرماه التقليل من شأن السعودية ..

الجدير بالذكر والخزي أن استقبال بن سلمان لترامب كان مبالغا في الحفاوة والترحيب ، إذا فلا عجب إن طلبت أمريكا أن يلعق العرب أحذية أسيادهم من الأمريكان ، وأن يعلنوا الخضوع لهم ، تماما هذا ما حدث في بنود هذا الاجتماع الأسود ؛ إذ طلب ترامب من بن سلمان تسديد ٣/٤ ثروته بدلا من نصفها مقابل الحماية الأمريكية لحكم آل سعود ..

إذا نحن أمام واقع تمويل السعودية لإسرائيل وخدمة مصالحها .. أعتقد أنه على العرب جميعا محاسبة آل سعود إن سالت دماؤهم في هجوم إسرائيلي على أبناء العرب ، ولا ضرورة لإثبات ذلك ؛ فدونالد ترامب هو الراعي الرسمي لحفيده المدلل إسرائيل ، والذي يرى أن باراك أوباما قد أخطأ كثيرا في معاملته لإسرائيل ، وأن الكيان الصهيوني يواجه خطرا بسبب الاتفاق الذي عقده أوباما مع إيران ، كما صرح ترامب كثيرا بأنه قد آن الأوان أن يدفع حلفاء أمريكا ثمن المساعدات العسكرية الأمربكية التي تقدمها أمريكا لهم ، ترى هل نعذر آل سعود في هذا الخضوع لأمريكا ظنا منهم بأنها الحامي لهم من أنياب إيران التي باتت تعلن التهديد والوعيد ببلد الحرمين الشريفين ؟! وهل هناك ما يبرر الخضوع رغم إهانة الدين والكرامة ؟ ؛

فقد سب ترامب الإسلام ،واعتقل المسلمين ،وقد تكلم في تغريداته أن مشكلته مع الإسلام في ذاته أكثر مما هي مع المسلمين ، هاجم ترامب الإسلام واستخف بالخليج العربي وبخاصة المملكة العربية السعودية ، وقد أشار لها بأشد التعبيرات إذلالا ووصفهم بأنهم مجبورون لدفع ثمن الحماية الأمريكية لهم طوال الخمسين عاما الماضيىة ، هل يليق هذا التصريح وهذا الحجم من الكراهية للإسلام والمسلمين والعرب عموما بحجم استقبال الملك سلمان الحافل بترامب ؟!

ترى هل تم القضاء تماما على البقية الباقية من الكرامة العربية للحد الذي يمكننا للاحتفال والترحيب بكل هذا القدر بمن أهانها ؟!

ترى هل خشية آل سعود من تهديدات إيران وشبح المد الشيعي هو ما اضطر الملك سلمان لمثل هذا الموقف ؟! أم أنه الحرص على توريث الحكم على حساب كرامتهم واحترام إسلامهم وارتضوا الركوع لمن جمعوا له ملياراتهم ، بل جمعت السعودية لترامب التريليونات ليتم لهم ما تم الاتفاق عليه ،

ترى هل سيلتزم ترامب بحماية المسلمين ومقدسات الإسلام مقابل ما حُشد له من تريليونات السعودية وهو العدو الأول للعرب والمسلمين ؟! هل سينتهج ترامب مع آل سعود سياسة توجيه سلطة العرب كيف يشاء حيثما شاء، وقتما شاء ؟! ..

هل سخر قادة العرب المسلمين لخدمة ترامب بأموال عربية ؟! .. وهل استعصى على العرب أن يتحدوا أمام أزماتهم ؟! هل أصبحت الوحدة العربية للتصدي لإيران وغيرها أكثر صعوبة من التحالف مع العدو العنصري الطائفي ؟! ..

هل سيسطر التاريخ هذا الخزي العربي ؟! أم كيف سيجمله التاريخ بين طياته المشوهة للأجيال القادمة ؟ هل سيستطيع التاريخ أن يغفر لآل سعود إهدار الكرامة العربية ؟! ..

يا سادة العرب أنتم سادة الأرض بشهادة التاريخ ؛ فاخجلوا قليلا من ضعفكم ، وارفعوا كثيرا رءوسكم ،؛ فأنتم أهل مجد وعز ، لا يليق بكم الذل والانكسار .. ليس للعرب إلا الوحدة العربية في وجه أي عدوان ، هي صمام الأمان عبر الزمان ، هو الحل الوحيد لنحفظ رأس العروبة عاليا ، وإلا فلن نحاسب الغرب على دماء العرب حين تسيل ، وعلينا أن نحاسب من مولهم ..

وأخيرا أشير إلى أنني لا أشير لضرورة تحدي أمريكا أوالمبادرة بمعاداتها ، ولكن علينا أن نكون رجال سياسة بحنكة وكرامة وقوة..

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات