«ضيعت بنتها معاها».. قتيلتا العبور مدمنتان

أرشيفية
“نسمة.ص”، 38 سنة، نشأت في منطقة الزيتون بالقاهرة، تزوجت أكثر من مرة، وكانت إحدى زيجاتها السبب في تدمير حياتها، إذ عودها زوجها على سموم المخدرات، وبسبب ذلك الجرم الذي وقعت فيه لم تعرف طعمًا لاستقرار الحياة من حينها، حتى بعد طلاقها وزواجها من آخر، وكذلك بعد أن رزقها الله بابنتها “كاريمان.م”، لم تنعم بالعيش الكريم والحياة المستقرة، حتى وهي ترى طفلتها تكبر أمام عينيها حتى صارت عروسًا في عمر 18 سنة، وأخيرًا انتهى بها الحال وابنتها جثتين ممزقتين بوابل من الرصاص في منطقة مهجورة بمدينة العبور بمحافظة القليوبية.

العثور المفزع على الجثتين

كان مشهد الجثتين المجهولتين لسيدة وصبية برفقتها، في منطقة العبور بالقليوبية مروعًا للأهالي، فالضحيتان جسداهما ممزق من كثرة طلقات الرصاص، وكل واحدة منهما كان نصيبها قرابة عشر طلقات، لم يكن بحوزتهما أوراق إثبات هوية، فقط كانت السيدة تحمل لفافات مواد مخدرة، وكان المشهد مفزعا، وكان لا مفر من نشر الصور؛ أملًا فى تحديد هوية المجني عليهما، وإكرامهما ولو متأخرًا بالدفن بعد مصيرهما المفجع.

سرعان ما تم تداول صور الضحيتين بين الأهالي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظنا أنه تمت سرقة المجني عليهما وقتلهما، في الوقت الذي بدأ فيه رجال المباحث في التعامل مع الجريمة، ونشر صور الضحيتين في مختلف أقسام الشرطة، حتى وصلت إلى والد طليق السيدة ووالد الصبية التي برفقتها، واتصل بأشقاء طليقته الذين أخبروه أن شقيقتهم بالفعل هربت من المنزل، واصطحبت ابنتها قبل 4 أشهر، وذهب الأهل وتعرفوا على الجثتين.

كانت المعلومات اللازمة لفك غموض الجريمة متشعبة، فالأهل بالرغم من سوء سلوك “نسمة” وإدمانها المخدرات، وإصرارها على أخذ ابنتها معها في أي طريق تسلكه، كانوا يبكون بحرقة “الأب والخال” على المصير الأليم الذي طال الاثنتين، وتأكد بذل الرجلين جهودا مضنية على مدى سنوات لمحاولة السيطرة على الأم ومنعها من تعاطي المخدرات، أو حتى إجبارها على التخلي عن ابنتها حتى لا تلقى معها ذات المصير، وجاءت نهاية الموت على جنبات الطريق رميًا بالرصاص أبشع مما قد يتخيله أهل الأم وطفلتها رغم المعاناة التي يعيشونها بسبب “نسمة”، التى كانت رغم كل شيء تستميت في إبقاء ابنتها معها، ولا أحد يعلم حتى الآن حقيقة تعاطي الابنة المخدرات، أم أن أمها كانت تمنع عنها تلك السموم رغم مرافقتها الدائمة لها.

ومع انصراف الشكوك تدريجيًا عن أهل الضحيتين، بعد ثبوت حسن سلوك الأب وأنه كان يحاول إثناء طليقته عن سلوكها، حتى إنه حاول إجبارها على العلاج لكن دون جدوى، كما أنه كان يرسل نفقة لها ولابنته.

وقال الأب: “طلقتها بسبب المخدرات، الله يسامحها ضيعت معاها بنتها”، وشرح والد الضحية أنه طلق زوجته منذ عامين بسبب إدمانها المخدرات بعد فشل محاولات علاجها، مشيرا إلى أن طليقته أصرت على بقاء ابنتها معها، وكان يرسل لها مصروفها الشهري ويطمئن عليها، وكانت الأم تعده بأنها ستقلع عن المخدرات.

ولم تكن جهود شقيق “نسمة” أقل من جهود زوج شقيقته، إذ أصر على إقامة شقيقته وابنتها رفقته، وحاول مرارًا علاجها ورعايتها، لولا هرب الأم وابنتها وانقطاع أخبارهما عنهم منذ قرابة 4 أشهر حتى وقت العثور على الجثتين.

وبدأت جهود البحث تتجه إلى المخدرات، ومصدر تحصل القتيلتين عليها، فتبين صلة الأم الأكيدة بتجار مخدرات، وحامت الشبهات حول شخصين يرجح أنهما وراء جريمة القتل.

ورجحت الأجهزة الأمنية أن المجني عليهما قُتلتا خارج حدود محافظة القليوبية، وأن الجناة قاموا عقب ارتكابهم الحادث بحملهما بسيارة وإلقائهما في مكان العثور عليهما، حتى توصلت جهود البحث والتحري إلى هوية مرتكبي الواقعة وهما عاطلان كانا يجلبان لهما المخدرات من أحد الأوكار على الطريق، وأمرت النيابة بضبطهما وإحضارهما.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات