” حرام عليك جبتلنا الفقر عشان خاطر واحدة شمال ” عبارة قتلت قهوجي على يد شقيقه بالشرابية .. 

أرشيفية

أمل فرج

صباح الخميس الماضي، تسلل “عمرو” إلى غرفة شقيقه الأكبر “فتحي”، عازمًا النية على قتله بعدما عنفه أمام الجيران لمداومته على تناول المخدرات وممارسة الرذيلة مع فتاة داخل مسكنهما في الشرابية. فشل الأول في كتم أنفاس أخيه خلال نومه، فسدد له طعنات أودت بحياته، وادعى لرجال الشرطة أن آخرين قتلوه وفروا هاربين.

الجاني (عمرو) والمجني عليه (فتحي)، تتراوح أعمارهما بين الـ(38 و42 سنة). نشأ بين أسرة بسيطة في شارع الزعبلاوي بالشرابية، وتوقفت حياتهما الدراسية عند المرحلة الإعدادية، وامتهنا عن والدهما العمل في محل الجزارة، ولهما شقيق يَصغر عنهما “أسامة” بسنوات قليلة توفى قبل 3سنوات في شجار مع آخر بالقليوبية.

عاد “عمرو” من ليبيا قبل 4 سنوات، وقطنا رفقة شقيقه في شقة واحدة، وفتح محل ملابس خاص به بالأموال التي جمعها خلال عمله في “الغربة”، لكن مشروعه لم يربح، واضطر إلى غلقه والعمل مع أخيه في محل الجزارة، وبعدما اشتد الشجار بينهما على مدار الأيام، قرر “الجاني” العمل في “قهوة” بذات المنطقة، يقول “محمود” جار المجني عليه :

افتراق الأخوان عن بعضهما في العمل، لم ينه الخلاف الدائم بينهما، فكان الشقيق الأصغر “عمرو” يصطحب فتاة رفقته إلى المنزل طوال الليل، ويتناول المخدرات ويمارس الرذيلة معها، رغم تعنيف شقيقه الأكبر له طوال الوقت على عدم تكرار ذلك الأمر، والحد من تعاطي المخدرات والسير في طريق مستقيم، لكن الأخير لم ينصاع لتلك النصائح، حسب تصريحات “محمد – جار المجني عليه” .
تصميم الجاني عن عدم الكف عن أفعاله، جعل المجني عليه يتنازع معه أمام الأهالي، ويفضح أمره “حرام عليك جبتلنا الفقر.. هتخسر دنيتك ودينك علشان واحدة شمال”، وفي كل خلاف بينهما كان يتدخل الجيران ويصلحوا بينهما. ظلت وتيرة تصارعهما مستمرة حتى قرر “عمرو” قتل أخيه خلال نومه في غرفته، للتخلص منه.

دقات الساعة تشير إلى الثامنة صباحًا. الصمت يطبق على الحي الشعبي. حركة المترجلين ضئيلة. ضوء شمس خافت يغطي نطاق الحي في نهار شتوي. خلال ذلك كان الشقيق الأصغر اختمرت في ذهنه خطة لقتل أخيه بعدما اعتاد فضحه أمام الأهالي، فتوجه على أطراف قدميه إلى غرفة نوم أخيه، وقبض بيديه عنق المجني عليه لكنه لم يتمكن من كتم أنفاسه، فاستل سكينًا من طيات ملابسه وسدد له طعنات نافذة بأجزاء متفرقة بجسده، أودت بحياته على الفور، وظلت دماء “فتحي” تنسكب على سريره، وبجواره “عمرو” يجهز حيلة لإبعاد شبهة القتل عنه.

هاتف الجاني صديقته التي حضرت في غضون دقائق قليلة، وأسندا سويًا المجني عليه وحملاه داخل “توكتوك” وانتقلا نحو المستشفى، وعند وصولهما أبلغ “المتهم” مسؤولو قسم الطوارئ أنه تلقى مكاملة هاتفية من شقيقه “فتحي” وردد له “الحقني الحقني”، وأرسل له عنوانه، وعندما ذهب إليه وجده غارقا في دمائه، وفق “حسين- شاهد عيان”.
لم تقتنع إدارة المستشفى بالحيلة التي قالها المتهم، وأبلغوا قسم شرطة الشرابية، بوجود جثة لشخص يدعى فتحي وبه 6 طعنات بالصدر والظهر وأسفل القفص الصدري أدت لوفاته.

حضرت قوة من قسم الشرطة، وأجروا تحريات وصلتهم لتفاصيل الواقعة، واكتشفوا أن المتهم ادعى أن آخرون قتلوه ليبعد الشبة عنه، بعد تلعثمه خلال سماع أقواله، فتمت إحالته للنيابة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.

لدى الجاني والمجني عليه 3 أشقاء آخرين من ناحية الوالد، رفضوا الحديث عن الواقعة، ورددوا: “مانعرفش عنهم حاجة ومش بنتواصل معاهم من سنين كتير بعد وفاة والدنا “.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات