وطن بلا مساجد خير من مساجد بلا وطن.

 

يقلم : خالد الأسود

هل يجرؤ متأسلم على نطق هذه العبارة.. هل يملك مسلم هذا الوعي بقيمة الإنسان والحياة..

 

الوطن هو الذي يضم الإنسان يمنحه الأمن والحياة، الإنسان هو الذي يقيم المساجد ليعبد خالق الحياة..

 

من يرفعون شعارات الخلافة ودولة الإسلام ضد الوطنية المصرية هم من توسلوا لأوباما بالعربية والإنجليزية من فوق منصة رابعة الملعونة ليرسل الأساطيل الأمريكية لتضرب وطنهم، ليحرق بلادهم ويدمرها فقط ليجلس إمام جبريل والملائكة مرسي على عرش الخراب، هم يريدون مرسي بلا وطن، يريدون الحكم ولو على خرابة محروقة.

 

يزعمون أن فكرة الوطن مؤامرة استعمارية لتفتيت دولة الخلافة التي يتوقون لها..

 

الاستعمار الذي أتى من أوروبا رغم كل مساوئه ورفضنا له هو أيضا الذي كسر سياسة العزلة التي فرضتها علينا خلافة الترك..

بمجيء الحملة الفرنسية ١٧٩٨م تفتحت أعين المصريين على التطور الإنساني الذي حُجب عنهم عمدا، رأوا الأشواط التي قطعتها الإنسانية في رحلة ترقيها..

 

عرفنا الحكم النيابي، عرفنا المطبعة، عرفنا قواعد الصحة العامة، عرفنا العلوم المادية، عرفنا مناهج البحث الحديثة، عرفنا المستحقات الإنسانية لكوننا بشرا لا رعايا أو عبيدا، عرفنا أن الرق والعبودية جريمة لا قدر ينظمه ويبرره الشيوخ، عرفنا أن الحاكم خادم للشعب لا ظل لله في الأرض طاعته من طاعة الخالق، عرفنا أن الوطن إقليم له حدود وشعب له استحقاقات..

فهل المطبعة والتعليم وقواعد الصحة العامة والحياة النيابية ومناهج البحث العلمي كلها مؤامرة استعمارية !!!!!!؟؟

 

هل نعود لنظام الرق والعبودية والكتاتيب لنكون مسلمين!!!

 

بدأ محمد علي وضع نواة مصر الحديثة في بدايات القرن التاسع عشر، بدأت نهضتنا قبل نهضة كوريا واليابان بعشرات السنين.

 

ظل حراس الوهم يعوقون تطورنا، حرموا التعليم خارج كتاتيبهم، حرموا المطبعة لأنها عندهم رجس شيطاني ينير العقول ويبدد الظلام وهم لا يكونون آلهة إلا في الظلام..

حرموا الفنون والآداب والبهجة فهم لا يكونون آلهة إلا إذا كان العالم قبرا كبيرا..

 

ظل حراس الوهم يضعون العراقيل في طريقنا، يمنعون تطورنا، يعلو صراخهم كلما انعتقنا من قيودهم وانحزنا للعلم والعدل والجمال..

 

 فرضوا علينا أن نحيا موتى تحكمنا قبور ورسوم متناثرة في صحراء الماضي البدائي الهمجي..

 

أنشأوا جماعاتهم وجمعياتهم

 واستقطبوا السوقة والرعاع وأقاموا جيشا من الجرابيع ينتمي لأوهامهم، ينصبهم آلهة..

 

سيظل المصريون المنتمون لوطنهم في صراع مع جيش الجرابيع والرعاع المنتمين لوهمهم..

 

انتموا لوطنكم مصر ولا تستسلموا للمزايدين عليكم بالدين، هم دجالون يرفعون راية الله فوق جيش الشيطان، هم يتاجرون بالله سلعة تنصبهم آلهة..

 

كونوا مصريين؛ تأمنوا، لاتفرقوا؛ تقهروا عدوكم والشياطين.

 

خالد الأسود

  

 

 

 

  نقلا عن الأهرام الكندى

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات