“الأدب القبطي” .. المؤتمر الدولي التاسع لمؤسسة سان مارك لتوثيق التراث القبطي

كتب نيافة الحبر الجليل الانبا مارتيروس على صفحته

الأبناء الأعزاء ، يفتتح حضرة صاحب ، القداسة والغبطة البابا تواضروس الثاني ، المؤتمر التاسع لمؤسسة سان مارك للدراسات القبطية ، بمركز لوجوس بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي ، وقد حضر الإفتتاح أساتذة معهد الدراسات القبطية وعدد كبير من الأساتذة الأجانب علي رأسهم إستيفن إميل وفاندر فليت وكاثرين لويز وسوزانا هوداك وغيرهم … وكثير من الباحثين والمختصين في مجال الدراسات القبطية ، وستكون محاور المؤتمر حول الأدب القبطي ، ويروق لنا أن نمدح الدور الكبير للدكتور فوزي إسطفانوس ، الذي قدم كثير من الإهتمام لدراسات التاريخ القبطي ، فقد بدأت رسالته منذ عام 2000م عندما أسس مؤسسة “St. Mark foundation for Coptic history” تحت رعاية قداسة البابا شنودة الثالث ، والآن يكمل رسالته تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثانى والذي يحب التراث القبطي ، ويهتم به من خلال إنشاء مكتبة ضخمة بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي ، علي مثال مكتبة الفاتيكان ، ستضم مليون كتاب وكثير من المخطوطات القديمة ، وأيضا إنشاء مركز لوجس الثقافي وغيره.. ، ويبدو أن بابوات الكنيسة حريصين كل الحرص علي المحافظة علي التراث القبطي ودراسة فروعه ، من خلال تشجيع أبناءهم علي البحث والتنقيب في تراث الآباء ، فقد إهتم قداسة البابا كيرلس السادس بمؤسسة أطلق عليها جمعية مارمينا العجايبي للدراسات القبطية ، ومن قبله إهتم البابا يوساب الثاني بإنشاء معهد الدراسات القبطية الحالي ، وقبله كان البابا مكاريوس والبابا يؤأنس ال19 يدعمان الإكليريكية والندوات الثقافية ، ولا ننكر ابدا ما قام به البابا كيرلس الخامس من إنشاء هذه المدرسة الإكليريكية سنة 1892م ، ومشجعا تلميذه الأرشيدياكون حبيب جرجس ليقود دفة التعليم الكنسي ، ولا غرو في أننا نجد البابا كيرلس الرابع وهو يفتتح المدارس ، ويشتري أول مطبعة من ألمانيا لطبع الكتب ، وكان لها أشد الأثر في نشر التراث والادب القبطي.

وقد إفتتح قداسة البابا تواضروس الثانى مع الأستاذ الدكتور جودة جبرة حيث بدأ قداسة البابا بكلمة إفتتاحية رائعة حيث قال:
هذا المؤتمر الذي يتحدث عن الأدب القبطي ، والذي يعتبر هو الوسيلة التي من خلالها إنتقل التراث عبر الأجيال ، والأدب هو مايحمله من تاريخ وفكر وفن وإيمان ومقالات وسير ورسائل ،حيث ساهم الأباء قي إثراء الحركة الادبية ، و تناقلت عبر الأجيال ، وقد تأثر الأدب القبطي بلا شك بالثقافة اليونانية ، والتي كانت سادة أيام السيد المسيح ، وقد ترجم هذا الأدب إلي القبطية ، فمن خلال ما نقرأ لرسائل الأنبا أنطونيوس فقد كتبت باليونانية أولا ، وقد أعتبرت الأديرة القبطية جامعات علمية ، كالدير الابيض في سوهاج الذي كثر فيه الآباء ، ومنهم من ينسخ ويترجم التراث الأبائى ، وهناك ثلاث أنواع من الأدب القبطي ، وهو الديني والإجتماعي والوطني ، ويمكننا أن نتأمل معا في أدب القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين ، وقد بقيت مكتبته حتي القرن العاشر الميلادي ،

ومن الأهمية أن نذكر تاريخ يوحنا أسقف نيقيوس وكتابات إبن العسال وكتابات إبن الراهب وإبن المكين وإبن كبر ، وفي العصر الحديث تظهر كتابات يعقوب نخلة ، وكامل صالح ، و ترجمة الكتاب المقدس من اليونانية إلي القبطية ، ومن اللهجات الفيومية والاخميمية إلي العربية ، وهناك ترجمة لكتب التراث ، مثل تجسد الكلمة للبابا أثناسيوس ، وكتاب الإبصلمودية من ثيؤطوكيات وإبصاليات من القبطية للعربية ، وبعض الكتب النسكية ، وأقوال الآباء للإبوفثجمماتا باتروم ، وأيضا الأدب الليتورجي ، وكتب التسبيح وكان للأدب الديني النصيب الأكبر في كنستنا الفبطية ، أما الأدب القبطي الإجتماعي فقد عكس العلاقات الوطيدة بين الأقباط والمسلمين ووحدتهم الوطنية ، ونجده في الفلكلور الشعبي ، والترانيم الشعبية ، والحكايات والمقالات ، والكتابات التي تعكس وحدة المحبة بين المصريين جميعهم ، ومدي التأثر بالطبيعة المصرية ، من أرض وصحراء ونهر النيل ، حيث يشعر المصرين بالوحدة الطبيعية التي تجمعهم ، ويجب ألا ننسي أن هناك الف ومئتان كلمة قديمة قبطية تستخدم في داخل الكلمات العربية الآن ،

أما الأدب الوطني فهناك مقالات متأثرة بتاريخمصر القديم ، وبالثقافة الفرعونية وتاريخها ، و يظهر أيضا أدب ثورة 1919م الممتلئ بالمقالات الوطنية الساخنة ، كمقالات سينوت حنا وأيضا وقت تعرض رئيس الوزراء بطرس باشا غالي لحادثة الإغتيال ، وما تابعها من مقالات وطنية وشعر وطني منظم ، ويذكر أن رحالة كثيرين كتبوا عن مصر والكنيسة القبطية ، وودعوا قداسة البابا الدارسين لدراسة الأدب القديم ودراسة المخطوطات وتحقيقها ، والتأكد من سلامتها وصحتها.

….ثم تحدث قداسة البابا تواضروس عن المكتبة الحديثة التي أنشأها قداسته ، في رحاب مقره البابوي وضمن مركز لوجوس الذي أسسه ، ودعي أعضاء المؤتمر لزيارة هذا الإنجاز العظيم بعد شرح مسيرة العمل وتكوينات المكتبة وقاعاتها.

 

وكان قد عقد يوم الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٩ م.. ٣ أمشير ١٧٣٥ ش.

“الأدب القبطي” .. المؤتمر الدولي التاسع لمؤسسة سان مارك لتوثيق التراث القبطي

بدأت اليوم، فعاليات المؤتمر الدولى التاسع لمؤسسة سان مارك لتوثيق التراث القبطي تحت عنوان “الأدب القبطي” 
والذي يقام في ضيافة قداسة البابا تواضروس الثاني بمركز لوجوس البابوي بوادي النطرون.

هذا وقد افتتح قداسته أعمال المؤتمر اليوم ثم اصطحب المشاركون فيه لزيارة المكتبة المركزية الباباوية الموجودة بالمركز ذاته.
يشارك فى المؤتمر ١٧ محاضرًا من ٧ دول مختلفة بالإضافة إلى ١٠ محاضرين مصريين.

ومؤسسة سان مارك لتوثيق التراث، مؤسسة أكاديمية دولية، أسسها الدكتور فوزي إسطفانوس أستاذ التخدير السابق بمستشفى كليڨلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، عام ١٩٩٨، وحملت اسم مؤسسة القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطي. ويترأسها قداسة البابا تواضروس الثاني منذ تنصيبه، بينما يتولى العمل الأكاديمي بها فريق علمي كبير يقوده الأستاذ الدكتور جودت جبرة أستاذ القبطيات السابق بجامعة كليرمونت بالولايات المتحدة الأمريكية.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات