في خامس أيام رمضان المبارك .. الإمام الأكبر في حديثه على الفضائية المصرية: التدين الشكلي العاري من الأخلاق تديّنٌ مغشوش

منة الله عصام

 

للمرأة النظرُ إلى مَن يريد خِطبتها

قال فضيلة الإمام الأكبر: إذا كان حق الخاطب شرعًا أن ينظر إلى من يريد خِطبتها، فإن هذا الحق أيضًا مكفول للمخطوبة؛ لأنها الطرف الثاني في العقد، فمن حقها أن تراه، وإن رأت منه ما يدعوها إلى أن تقترن به فلتفعل، كما أن لها الحق في أن ترفض، وقد حصر الحديث الشريف الصفات التي تدعو الرجل للارتباط بالمرأة في أربعِ صفاتٍ: المال، ووجاهة الحَسَب والنَّسَب، والجمال، والدِّين، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ»، ومسألة الحسب والنسب كان يُعمَلُ بها قديمًا سواء الرجل أو المرأة، وإلى عهدٍ قريب، وما زالت بعض العائلات تتمسك بهذه المسألة، فيَرفض أحدُ الطرفين الآخَرَ؛ بسبب عدم توفرها في أحدهما.

وأضاف فضيلته في حديثه اليومي، الذي يذاع قبل المغرب، على الفضائية المصرية، طَوال شهر رمضان المُعظَّم: وهنا يجب أن نتوقف عند مسألة الدِّين، الذي لا يُقصد به أداء العبادات فقط، كما يظن بعض المتدينات وبعض الشباب المتدين، ليس هو الاجتهاد في الصلاة والاجتهاد في العبادة والتراويح وقيام الليل، فهذا جانبٌ واحد من جوانب الدين، إذ هناك جوانب أخرى تندرج تحت مفهوم العبادة؛ مِثل: جانب الأخلاق والسلوك، ففي الحديث الشريف: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ»، مشيرًا إلى أنّ العباداتِ لابُدَّ لها من أخلاقٍ داعمة لها لتنفعَ صاحبها يوم القيامة، فقد سُئلَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ امْرَأَةٍ تَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، فقَالَ: «لا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ فِي النَّارِ»، فمع أن هذه المرأة كانت صوَّامة قوَّامة، حَكَم عليها النَّبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأن عبادتها صفر، وأنها في النار؛ لأنها تؤذي جيرانها بلسانها.

ومن ناحيةٍ أخرى، حين سُئلَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عَنِ امْرَأَةٍ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَتَصَدَّقُ ببقايا طعامها على الفقراء، وَلا تُؤْذِي أَحَدًا بِلِسَانِهَا، قَالَ: «هِيَ فِي الْجَنَّةِ»، فالعبادة تحتاج إلى ما يسندها ويدعمها وهو الأخلاق، لذلك جاء الحديث الشريف: «إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ -ليس أكثركم عبادةً وإنما- أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ».

وأكّد فضيلة الإمام الأكبر، أنه إذا صحت الأخلاق صحت العبادة وصح الدِّين، الذي يتميز بالربط الشديد بينه وبين الأخلاق، بحيث نقول: إن الأخلاق الحميدة والدِّين وجهان لعُمْلَةٍ واحدة؛ ولذلك حينما نتكلم عن الصفات التي تُغري الرجلَ ليرتبط بالمرأة ونذكر من بينها الدِّين، فإنه لا نقصد به التديّن الشكلي إطلاقًا، ولم يقصده النبي -صلى الله عليه وسلم- وإنما يقصد به الدِّين الذي يورث الأخلاقَ الكريمة؛ مثل: خُلُق الأمانة والصبر والتَّحمُّل، وخلق الوفاء والمروءة.

موضحًا أن العبادات الممتزجة بالجانب الأخلاقي والسلوكي هي الأبقى والأصلح من بين هذه الصفات؛ لإقامةِ حياةٍ مستقرةٍ متواصلةٍ للأسرة

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات