بقلم ناجح فرج : بل ما يخرج من الفم

(بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنْ الفَمِ )

قَالَ السَّيِّدُ المَسِيحُ لَهُ المَجْدَ :-

( لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ) ( مت 15: 11)

*بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنْ الفَمِ .. فالأية وَاضِحَةٌ فِي أَنَّ نَجَاسَةَ الإِنْسَانِ وفقدانة لِطَهَارَتِهِ بِسَبَبٍ مَا يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ وَلَيْسَ العَكْسُ ،فالذى يَدْخُلُ فَمُ الإِنْسَانِ لَا يفقدة طَهَارَتُهُ.. فَكُمٌّ مِنْ نَجَاسَاتٍ وَشُرُورٌ خَرَجْتَ مِنْ الفَمِ بَلْ كُلُّ الشُّرُورِ وَالخَطَايَا يَتَفَوَّهُ بِهَا اللِّسَانُ وَقَبْلَ الفَمِ يَتَلَوَّثُ بِهَا الفِكْرُ وَيَشْتَهِيهَا القَلْبُ وَتَكَوُّنُ النَّتِيجَةِ هِيَ نَجَاسَةٌ كَامِلَةً وَالمَقْصُودُ بالنجاسه لَيْسَ عَدِمَ الطَّهَارَةَ الخَارِجِيَّةُ بَلْ فِقْدَانُ الطَّهَارَةِ الدَّاخِلِيَّةُ ،

فَالفَمُ يَنْطِقُ بِالبَاطِلِ وَيَخْرُجُ مِنْهُ اللعن وَالسَّبُّ، وَإِهَانَةُ الغَيْرِ، وَتَحْقِيرِهِ، وَلَوْمِهِ، وإدانتة، وَتَجْرِيحِهِ، وَتَكْفِيرِهِ وترويعه… *بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنْ الفَمِ ..الفَمُ الَّذِي يُخَرِّجُ  مِنْهُ كُلَّ جِدَالٍ وَسَيُجَالُ يُعَكِّرُ الصَّفْوُ وَيَفْقِدُ العَلَاقَاتِ طُهْرُهَا وَنَقَاؤُهَا

يُخْرِجُ الإِنْسَانُ مِنْ جَوْفِهِ سُمُومَ كُرْهٍ وَحُقُدٌ وَرَفَضَ لَ الأُخُرُ وَتَعَصَّبَ، يُخْرِجُ كِبْرِيَاءَ وَتَفَاخَرَ وَتَعَالَى أَلَّا يُنَجِّسَهُ كُلٌّ هَذَا؟.

*بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنْ الفَمِ… الفَمُ الَّذِي يُخَرِّجُ   أَوَامِرَ وَتَصَرُّفَاتٍ وَأَفْكَارٌ وَتَعَالِيمُ خَاطِئَةٌ وَمُغَالَطَاتٌ وَتَضْلِيلٌ لِلغَيْرِ، تَفْسُدُ القُلُوبُ وَالعُقُولُ وَتَشَوُّهُ الرُّوحِ الإِنْسَانِيَّةِ .

*إِذَنْ فَلَّكِي نَتَطَهَّرُ مِنْ كُلِّ نَجَاسَاتٍ نُرَاقَبُ بِدِقَّةٍ مَا يَخْرُجُ مِنْ الفَمِ وَنُرَاجِعُهُ  وَنُعِيدُ تَنْقِيَةَ  الفَاسِدُ مِنْهُ وَنَطْرُدُ كُلٌّ مَاهُو ردىء وَنَتَفَوَّهُ بِكُلِّ مَا هُوَ طَيِّبٌ مَهْمَا اِخْتَلَفْنَا وَمَهْمَا تَضَايَقْنَا.

* نَتَذَوَّقُ الخَارِجَ وَنَضَعُ أَنْفُسَنَا مَحَلٌّ المُتَلَقَّى هَلْ الطَّعْمُ طَيِّبٌ فَنُكَمِّلُ. أَمْ ردىء أَوْ مَرٌّ أَوْ فَاسِدُ فنلفظة وَنَتَقَيَّأُ بَعِيدًا كُلُّ مَا هُوَ رُدِئَ وَيُنَجِّسُنَا وَيُؤْذِي الغَيْرَ .

* وَالعِلَاجُ يَكْمُنُ فِي قُدْرَتِنَا عَلَى تَفْعِيلِ المَحَبَّةِ، فَالمَحَبَّةُ تَقُومُ الأَفْكَارَ وَتَنْقَى النِّيَّاتُ وَتَصَلَّحَ كُلٌّ أعوجاج يَعْتَرِي النَّفْسَ وَبِالتَّالِي فَيُخْرِجُ مِنْ الفَمِ كُلَّ طَهَارَةٍ.. وَإِنْ كَانَتْ هُنَاكَ مَقُولَةٌ تَقَوَّلَ كُلُّ إِنَاءٍ يَنْضَحُ بِمَا فِيهِ، فَلِنَجْعَلْ إِنَاؤُنَا يُفِيضُ طَهَارَةً وَمَحَبَّةٌ وَنَقَاءٌ وَقُبُولٌ للأخر وَيَكُونُ شِعَارُنَا (بَلْ الخَارِجُ مِنْ الفُمِ يُطَهِّرُ الإِنْسَانُ) فَنَخْرِج مَا هُوَ سَبَبُ بَرَكَةٍ لَنَا وللأخرين.

ناجح فرج

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات