رحيل المثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل مار فيلكسينوس متى شمعون مطران الرها شرفا ومدير المؤسسات البطريركية في العطشانة , بكفيا , لبنان سابقاً.

كتب الخورى يعقوب طحان حسن المآل
رحيل معلمي ومرشدي
المثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل
مار فيلكسينوس متى شمعون مطران الرها شرفا ومدير المؤسسات البطريركية في العطشانة , بكفيا , لبنان سابقاً. 7|4|2019
نِعِمَّاً ياَقِبطانَ السفينةِ 
لَقَدْ اَحسَنْتُم قيادَةَ الإبحارٍ
وَصلتُم بها بأماَنِ الرِّحلَةِ
بَعدمَا شَقَّيَتُم عِبابِ البِحارِ

لَم تَأبَهوا سَيدي الامواجَ العاتِيَة
ولا هَيجَانَ العواصِفِ والإعصارِ
ماهَزَّتكُمْ أبداً ضيقاتٌ عَصِيَّةٌ
ولاأَضعَفَتْ هِمَتُكُم اَخطَرُ الأخطار

صارعتُم بِصَبركُم الأنواءَ الهائجَةَ
مُتَمَسكِّين باتكالكُمْ على الباري
وَضَعتُم يَدَكُم على المحراثِ بقُوَّة
وسرتُم وراءَ سِكَّتِهِ بإصرارٍ

ما نظرتُم إلى مَجدٍ و سمو رُتبَهٍ و
لا أعَرْتَم المَديحَ أَي اعتبار
يا نبراس النسكِ وَرَجُلَ الرَّهبَنَةِ
يا صادقاً صَدوقاً بصِدْقِ الاختيار

عنوانُكُم التَّوَاضُعُ دَيدَنُكُم الخدمَةُ
هَدَفُكم الكنيسةُ كأمينٍ جبَّارِ
الصَوم دَربُكُم والصلاةُ فرَح الخلوةِ
تصلون بها الليلَ معَ النهار

وَهبتُم ذاتَكم للرَّبِّ قًربانَ طاعَةٍ
وتركتم أمجادَ الدُنيا وغِنَى الازدهار
جَعلَتُم الرَّبَّ قوَّتكم وأمَّكُم الكنيسةَ
أميناً على علومها ومالها بلا مقدار

اتَّخَذتُم طريقَ العلمِ وَحُسْنِ العِبادَةِ
اقتَدَيتُم بالآباء الميامين الأخيار
حملتم على عاتقكُم ميتماً ومَدرسةً
فكنتم نِعمَى من قامَ بإداء الأدوار

ساهمتم باقتناء الأراضي الشاسعة
بنَيتَم صرحا للسريان يابطل الإعمار
بيدكم تحرثون وتزرعون بهِمَّةٍ عاليةٍ
وبنفَسِكُم تجمعون بفَرَحٍ اَطَيَبِ الثمار

وبعد كفاح طويل أتتكم مكافأة
رئاسة الكهنوت من أبي الأنوار
ما بَدَّل حَالَكُم لا صولجانٌ ولا رئاسةٌ
ولا العَرشَ اثنى تواضُعَكُم الطَهورِ

الأب متى دعوكم بعد الاسقفيةِ
فَفرحتُم بالأبوة أجملَ شعارِ
يزيدُ فرحكُمْ لما تلبسون زي الرهبنةِ
وتلتقون بالناس بمختلفِ الأعمار

كنتُم تُخفونَ وراءَ جَدِّيَتِكَم بَسمةً
تزرَعون فيها البهجة بقلبِ الصغارِ
الكل كان يظنُّ بأنَّ لدَيكُم قسوةٌ
فلولا النارِ مالَمع الذهب بالأكوارِ

أَرضيتم رَبَّكُم بأَعمالِ الرحمَةِ
وكَفكَفتم دموعَ اليَتيم العاريِ
أربعونَ يَتيما يتربعون على المائدَةُ
وأنتم خادِمَهُم الطاهي أمامَ النارِ

سَبعون عاجزاً يَطلبونَ مساعدة
أبعَدهم الزمن عن الإقامة بالدار
فكنتم لهم سيدي رجُلَ الأخوةِ
وخادماً أميناً يعطيهم الدواء بالمعيار
لم يَنَل مِنكم التَرَفُ مكان ولا العظمَةُ
ولا المال أدخل لحياتِكم أيَّ إشعارِ
كلُّ مايأتيكم تقدموه بكل حبٍّ وطاعَةٍ
لعروسة الرَّبِّ بيعَةِ الأبكارِ

بعدما أصبحتم رهن الشيخوخةِ
وتقدمت بكم الأيامَ والزمن جارِ
بقيتم شاباً مع الشباب بالهِمَّةِ
وحكيمٌ بحكِمَةِ الشيوخ الكِبارِ

سَتَبقونَ في القلوب الذكرى الجميلةَ
وستذكركم الكنسية وجميع الأديارِ
سيذكركم الطُلَابً والأيتام والعطشانَةُ
والأراضي والدوالي وأجملَ الأشجارِ

ستَذكركُم الكنيسة والكاتدرائية
التي بنيتموها بهمةٍ وسمو الأفكارِ
ستذكرُكُم الجدران التي بينَ الأبنيةِ
التي رصفتموها أحجاراً فَوقَ أحجارِ

هنيئاُ لكم سيدي جمال النهاية
وحسنً المآلِ يا أطيب الأحبارِ
أذكرنا عند مثولك أمام سَيِّد النِعمَةِ
وصلي منْ أجلنا لدى أطهر الأطهارِ

 

ِ

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات