فاطمة ناعوت لحسني مبارك في عيد ميلاده ..

فاطمة ناعوت

 

 

كل سنة وأنت طيب سيادة الرئيس السابق والقائد الحربي محمد حسني مبارك.
في عيد ميلادك، اليوم ٤ مايو.
*
تحديث لغير المتابعين لمقالاتي وكتبي:

* انتقدتُ الرئيس السابق محمد حسني مبارك في عزّ سلطانه أثناء حكمه، كما يفعلُ الأحرار، في مقالات عديدة موجودة لمن يريد أن يعود إليها في أرشيف جريدة (المصري اليوم).

* شاركتُ مع جموع المثقفين في ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ حين كنا نعتقد أنها ثورة من أجل صالح مصر.

* ظللتُ على مدى ١٨ يومًا أكتب يوميًّا مقالا في جريدة (المصري اليوم) أدعو فيها الرئيس مبارك للتنحي وأن يحذر محكمة التاريخ. كان ذلك في عز حكمه كما يفعلُ الأحرار، منذ يوم ٢٥ يناير وحتى يوم ١١ فبراير ٢٠١١.

* جمعتْ (الهيئة المصرية العامة للكتاب) مقالاتي تلك في كتاب موجود في الأسواق عنوانه:
(تدوينات عصرية)
تأليف فاطمة ناعوت
رقم إيداع بدار الكتب: ISBN13 9789779107400
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب

* فور تنحي الرئيس مبارك عن الحكم؛ رفضتُ نهائيًا أن يُذكر اسمُه بسوء على أي صفحة من صفحاتي، كما يفعلُ الأحرار، لأنه أصبح في ذمّة التاريخ.

* في جميع مقالاتي بعد تنحيه عن الحكم لم أكتب مرة كلمة (المخلوع)، بل: (الرئيس السابق). فالأحرارُ لا ينهشون لحم المُغادرين، تلك طباع الضباع. وفي جميع لقاءاتي التليفزيونية بعد سقوط حكمه لم أذكره بسوء كما فعل كثيرون غيري من أبناء (مات الملك عاش الملك). فقد أصبح رهن التاريخ يذكر ما له وما عليه. وأنا لا أنتقد إلا ذا سلطان، وليس ذا سلطان سابق، ذلك طبع الأحرار.

* حين وثب مرسي العياط على الحكم، أدركتُ، كما أدركنا جميعًا، الفارقَ الهائل بين (الرئيس الوطني) و(الجاسوس الإخواني سارق الحكم).

* لأنني حرّة ابنة أحرار أعرف يقينًا أنني لستُ إلهًا ولا قاضيًا لأحاكم الناسَ، فالمحاكمة لها رجالُها على الأرض، وإلهها في السماء.

* لأنني ابنة ناس طيبين، فإنني لم أتعلم (الكراهية والبغض والتشفّي في الناس). والحمد لله الذي عافانا مما اِبتُلي به غيرنُا من سود القلوب.

* لأنني عاقلة فإنني لا (أُشيطن) الناسَ، ولا (أُؤلّه) الناس. أعرف تمامًا لأن لكل إنسان فوق الأرض فضائلَ ومذامَّ، حسناتٍ وسيئات. مكرماتٍ ورذائلَ. لا أعرف الحكم (التوتالة) الذي يعرفه بسطاءً العقل فيقولون: هذا شيطانٌ لا خير فيه، وهذا ملاكٌ لا شر فيه. هذا الكائن الخيالي غير موجود بيننا. جميعنا يخطئ ويصيب، مادمنا بشرا.

* تهنئتي للرئيس مبارك في عيد ميلاده، هي مجرد تهنئة له في عيد ميلاده. ليست نيشانًا ولا وسامًا سيضعه فوق صدره. وليست تعني تأيدًا ولا نفاقًا. فمن خارج السلطة لا يُنافق، وكان الأحرى أن أفعل هذا في حكمه، وهو ما لم أفعل، بل فعلت عكسه. هكذا الأحرار، ينتقدون السلطانَ، ويحترمون من غدوا خارج النفوذ.

* تهنئتي للرئيس مبارك، هي تهنئة من ابنة أصول تقدر ما صنع هذا القائدُ لمصر من خير، وتعتب على ما لم يستطع فعله لمصر من خير. وأما العتب فقد كان وقته أيام حكمه، ولم أتأخر عن فعل ذلك وقتها. والآن لا يتبقى إلا الاحترام.

* وأخيرًا:
أقرّ وأعترف بفروسية الرئيس محمد حسني مبارك الذي تواصل معي أثناء إقامتي في دولة الإمارات مدة ثمانية شهور، أثناء محنتي التي تعرفونها، ودعمني وشدّ من أزري ومسح دموعي في الهاتف قائلا: (متعيطيش يا حبيبتي هاترجعي لبلدك ولولادك. فاطمة ناعوت صاحبة قلم شريف وكلنا عارفين كده.) وحين اندهشتُ من فروستيه معي وقلت له: (بس أنا كنت بانتقدك يا ريس أثناء حكمك!) قال لي: (كنتي بتنتقدي باحترام. وحتى اللي كان بيتشمني أنا سامحته زي ما شوفتي.) هذا لأنه فارس وحرّ وابن أصول. سأل عني وآزرني في محنتي وجفف دمعي وهو في خضّم مرضه ومحاكماته ومنحته. هكذا أولاد الأصول الفرسان.

* من جديد: كل سنة وأنت طيب يا أيها الرئيس الوطني السابق محمد حسني مبارك.

#فاطمة_ناعوت

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات