السودان تاريخ طويل من الثورات والانقلابات العسكرية

كتبت نازك شوقى إبراهيم

السودان دولة عربية تقع في شمال شرق أفريقيا مع اتصالها بالبحر الأحمر من ناحية الشرق ويحدها من الشمال مصر وليبيا وتحتل جزاً كبيراً من نهر النيل حيث انه البلد الثاني لبلدان حوض النيل وكونه يربط بين أوروبا ومنطقة البحر المتوسط وأواسط أفريقيا جعلها في ملتقي الطرق الأفريقية. فنشأت علاقات تجارية وثقافية وسياسية بين مصر و السودان منذ الأزل، وكان قدماء المصريين يسمونه تانحسو أي “أرض الأرواح “أو “أرض الله “عندما بهرتهم بخيراتها “

وهى ثالث أكبر بلد من حيث المساحة فى قارة أفريقيا .

تاريخ السودان

استوطن الإنسان في السودان منذ 5000 سنة قبل الميلاد. والسودان موطن للعديد من الحضارات القديمة، والتي ازدهرت معظمها على طول نهر النيل. تداخل تاريخ السودان القديم مع تاريخ مصر الفرعونية على مدى فترات طويلة، لاسيما في عهد الأسرة الخامسة والعشرين السودانية (الفراعنة السود) التي حكمت مصر من السودان ومن أشهر ملوكها طهراقة وبعنخي.

وعلى الرغم من حداثته، إلا أنه يزخر بتاريخٍ غني. فضلاً عن ذلك، يعتبر كنزاً لعلماء الآثار، وذلك بسبب وجود عدد كبير من القطع الأثرية التي تعود إلى ما قبل التاريخ.

ومصر في الأول من يناير من عام 1956.

كان تاريخ السودان ما بعد الاستقلال مضطرباً، حيث امتاز بالانقلابات المتعددة والمشاكل الاقتصادية. تصاعدت هذه الاضطربات بسبب التوترات الدولية، والعقوبات في وقتٍ لاحق، نتيجة سماح الحكومة السودانية بإقامة زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في الخرطوم في تسعينيات القرن الماضي.

اشتعلت فيه الحرب الأهلية قبيل إعلان الاستقلال حتى 2005 عدا فترات سلام متقطعة، نتيجة صراعات بين الحكومة المركزية في شمال السودان وحركات متمردة في جنوبه وانتهت الحرب الأهلية بتوقيع اتفاقية السلام الشامل، بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، واستقل جنوب السودان عام 2011 كدولة.

الانقلابات والثورات التى شاهدتها السودان على مر السنين

منذ استقلال السودان، شهدت البلاد العديد من الانقلابات العسكرية والثورات الشعبية نتج عنها عدد من الحكومات أطولها مدةً حكومة الرئيس المعزول عمر البشير تليها حكومة جعفر النميري.

منذ استقلال البلاد عام 1956 إلى اليوم، شهد السودان أكثر من 11 انقلاباً أو محاولة انقلابية، وحكم عسكريون منذ الاستقلال 45 عاماً ممتدة على ثلاث فترات انقلابية، مقابل 11 عاماً لحكومات مدنية ديمقراطية لثلاث فترات أيضا

ولعل أبرز الانقلابات التي شهدها السودان،

كان انقلاب الفريق إبراهيم عبود عام 1958 واستمر حكمه 6 سنوات،

وانقلاب جعفر النميري 1969 واستمر حكمه 16 عاماً، وانقلاب عمر البشير عام 1989 استمر حكمه مايقرب إلى 30 عاما

أما عن الثورات،كانت أهم ثورتين شعبيتين أطاحتا بحُكمين عسكريين؛ الأولى عام 1964 وأطاحت بحكم عبود،

والثانية عام 1985 وأطاحت بحكم جعفر النميري، كانتا رائدتين في تاريخ الثورات الشعبية العربية المعاصرة.

أما أول ثورة شعبية شهدها هذا البلد، فانطلقت عام 1964 من جامعة الخرطوم ضد نظام حكم عبود، حيث امتلأت شوارع الخرطوم بالمتظاهرين المطالبين بتنحيه عن حكم البلاد.

ساند الجيش الشعب وكان أول انقلاب عسكري شهده السودان،

وتبدأ ثاني حكومة مدنية في البلاد امتدت حتى مايو من عام 1969.

لتأتي الثورة الشعبية الثانية في العام1985 إبان حكم جعفر النميري الذي حكم البلاد لستة عشر عاماً.

المتظاهرون الذين احتشدوا في شوارع الخرطوم طالبوا بإنهاء حكم النميري الذي كان قد غادر إلى الولايات المتحدة للعلاج، وللمرة الثانية استجاب الجيش لرغبة الشعب وانحاز رئيس الأركان ووزير الدفاع وقتها المشير حسن عبد الرحمن سوار الذهب للإرادة الشعبية في السادس من أبريل عام ألف وتسعمائة وخمسة وثمانين.

وتولى البلاد لمدة عام واحد خلال الفترة الانتقالية، سلم بعدها الحكم طواعية بعد انتخابات حرة جاءت بحكومة الصادق المهدي المنتخبة في عام 1986.

وفى سبتمبر في سنة 2013 اندلعت انتفاضة وذلك بعد أيام من رفع الحكومة السودانية للدعم عن السلع الاستهلاكية والوقود

ثورة ديسمبر 2018

فى ديسمبر سنة 2018 اندلعت انتفاضة وذلك بعد شهور من انعدام البنزين وشح في العملة النقدية المحلية والارتفاع الشديد لأسعار الدولار مقابل الجنيه السوداني.

استمرت الثورة لمدة ٤ أشهر حتى يوم ٦ أبريل ٢٠١٩ كانت أكبر دعوة لاعتصام أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة داعيين لاسقاط نظام حزب المؤتمر الوطني الحاكم و ضد نظام العسكر والرئيس عمر حسن أحمد البشير، وعليه تم خلع الرئيس وبإعلان مجلس عسكري انتقالي في نهار ٧ أبريل ٢٠١٩، لم يرضى الشعب برئيس المجلس (الفريق اول ركن/ عوض ابن عوف) الانتقالي الذي كان محسوبا على النظام السابق وفي نهار يوم ٨ أبريل ٢٠١٩ تنحي عن منصب رئيس المجلس العسكري الانتقالي وتم تنصيب (الفريق اول ركن/ عبدالفتاح البرهان).

مخطئ من يعتقد أن المطالبات بالتغيير والحقوق والحريات سوف تتوقف في مرحلة ما، فقد تقمع وتتراجع وتنكسر وتهزم أحياناً، لكن الأجيال سوف تبقى مطالبة بحقوقها. ومن يعتقد أن الأجيال سوف تهزم، فعليه مراجعة وقراءة التاريخ القريب والبعيد. هذا الشباب المتطلع والمتشوق للحريات والعدالة والعيش الكريم لا يمكن أن يحكم بأدوات الماضي أو بإجراءات شكلية هدفها الرئيسي إطالة أمد النظام.

تحرير

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات