التاريخ الدموي لـ “داعش ” في لبنان ( الجزء17)

كتبت : كرستين عوض

نظرا إلى الاهتمام الذي بات “تنظيم الدولة” يحظى به على المستوى الدولي، ولما يقوم به هذا التنظيم من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم حرب ، والذي يعرف الآن باسم “داعش”، وهو تنظيم مسلَح يتبع فكر جماعات السلفية الجهادية، ويهدف أعضاؤه إلى إعادة “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة”، ويستند إلى افكار واجتهادات متطرفة للغاية في الشريعة، ماجعله أكثر من مجرد تنظيم إرهابي، وتهدف استراتيجيته ايضا حول حيازة الأموال، والموارد، والقوة. ويحارب التنظيم كل من يخالف آرائه وتفسيراته الشاذة ويستحل دماءهم ، مستخدما ممارسات وحشية منحرفة عن الدين الذي يجاهرون به كالإعدام بقطع الرؤوس والاسترقاق والقتل الجماعي، واستغلال النساء جنسيا ، وتجنيد الاطفال واستخدامهم كدروع بشرية في الخطوط الأمامية ويستخدمون لعمليات نقل الدم منهم لمقاتلي داعش .

كما تعتبَر استراتيجية داعش متنوعة وتستند إلى دمج ماهو عسكري بما هو إعلامي وسياسي اجتماعي، فهو من أكثر التنظيمات الإرهابية اهتماما بشبكة الإنترنت والمسألة الإعلامية،وهذا مامنحه اليد العليا فوق الجماعات الإسلامية الأخرى في سوريا والعراق.

ويتواجد هذا التنظيم وينتشر بشكل رئيسي في العراق وسوريا مع أنباء بوجوده في المناطق دول أخرى هي جنوب اليمن وليبيا وسيناء وأزواد والصومال وشمال شرق نيجيريا وباكستان ولبنان

 نبذةعن نشأة تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي (داعش):

تأسس تنظيم “داعش” الإرهابي، تحت قيادة قائد تنظيم القاعدة في العراق “أبو مصعب الزرقاوي“، حيث أسس ما سمي وقتها بـ”جماعة التوحيد والجهاد” في سبتمبر 2003 ، ومر بمراحل وانعطافات عديدة الى ان تم الاعلان عن “دولة العراق الاسلامية” في 13 أكتوبر 2006.

في 8 أبريل 2013، توسع التنظيم إلى سوريا، وتبنى اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام،، وأطلق عليه اسم داعش اختصارا من أولى حروف اسمه رفضت داعش هذا الاسم، وتعاقب بالجلد كل من يستخدم هذا الاسم في المناطق التي تسيطر عليها.

ثم سعى التنظيم إلى نشر نظام الرعب الذي يتبعه خارج المشرق العربي وصولًا إلى ليبيا ومصر وأفغانستان وجنوب شرق آسيا.

وفي 29يونيو2014 أعلن المتحدث باسم تنظيم “الدولة الاسلامية” أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي عن قيام ما اسماه بالدولة الاسلامية ومبايعة ابو بكر البغدادي لقيادة الدولة ،وفي نفس اليوم، أعلن التنظيم تغيير اسمه مرة أخرى إلى الدولة الإسلامية فقط، معلنا نيته إقامة “خلافة عالمية” .

كما تنتشر مجموعات مسلحة في عدة دول ترفع راية تنظيم الدولة ومبايعة لتنظيم الدولة وتؤيد فكرة مشروع الخلافة ولكنها لا ترتبط ارتباطا مباشرا بالتنظيم الأصلي في العراق وسوريا وهي :

بوكو حرام– لاحقا ولاية غرب إفريقيا – نيجيريا

ولاية سرت – ليبيا

ولاية الجزائر – الجزائر.

ولاية عدن أبين – اليمن

أنصار بيت المقدس لاحقا أصبحت تسمى ولاية سيناء – سيناء، مصر

ولاية خراسان – أفغانستان.

تنظيم الدولة الإسلامية في الصومال.

• التحالف الدولي ضد داعش :

قاد التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، الذي تشكل في سبتمبر 2014 والذي يضم 79 دولة، معارك حاسمة بهدف تفكيك التنظيم الإرهابي .

وقد خسر تنظيم داعش الإرهابي معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا منذ إنشاء التحالف الدولي ضد تنظيم داعش ، وبفضل هذه الجهود الدولية، شهدت قدرات التنظيم على التخطيط للاعتداءات واجتذاب المقاتلين الأجانب والحصول على التمويل تراجعا ملحوظًا.

وعلى الرغم من أن الجهود التي بذلتها الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش أتاحت تحرير غالبية السكان العراقيين والسوريين من قبضة التنظيم الإرهابي، فلا يزال تنظيم داعش يمثّل تهديدا خطيرا للأمن الدولي، نظرا إلى:

– استمرار وجود مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم داعش في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وجنوب شرق آسيا.

– قيام التنظيم بدعاية غاية في التعقيد تدعو إلى استخدام العنف.

– احتمال انتشار هذه الظاهرة مجددًا عن طريق استغلال هشاشة الوضع السياسي في المناطق المتأزّمة.

– استمرار وجود خلايا سرية ناشطة على الساحة العراقية والسورية.

• العمليات الارهابية لـ “داعش ” في لبنان :

قام تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” بسلسلة تفجيرات في لبنان تبناها على مدى سنوات، أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى، منها التفجير الانتحاري في الشارع العريض في منطقة حارة حريك في ديسمبر من العام 2014 والذي اسفر عن سقوط 5 قتلى و75 جريحا، وفي يونيو من العام ذاته فجر انتحاريان حزاماً ناسفاً أثناء مداهمة قوة من الأمن العام فندق “دي روي” في منطقة الروشة، أحدهما مات والآخر اعتقل بعدما اصيب بجروح كما اصيب 11 شخصاً بين أمني ومدني. وفي شهر نوفمبر من العام 2015 وقع تفجير في منطقة برج البراجنة نفذه 3 انتحاريين (الثالث قتل قبل أن يفجر حزامه الناسف) أسفر عن 43 قتيلاً و239 جريحاً.

و اصدر الجيش اللبناني بياناً في عام 2016 اعلن خلاله عن إحباط عمليتين إرهابيتين على درجة عالية من الخطورة، كان “داعش” قد خطط لتنفيذهما ويقضيان باستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان، حيث تم توقيف خمسة إرهابيين وعلى رأسهم المخطط. وقد اعترف الموقوفون بتنفيذهم أعمالا إرهابية ضد الجيش في أوقات سابقة، وفي العام ذاته، ألقت مخابرات الجيش القبض على العقل المدبر للتنظيم في مخيم عين الحلوة عماد ياسين، فتبين أنه كان يخطط لتنفيذ عمليات اغتيال وكان من اهم اعترافاته للقيام بهذه العمليات: محاولته اغتيال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، والأمين العام لاتحاد علماء المقاومة الشيخ “ماهر حمود”، ورئيس الحكومة الاسبق “سعد الحريري” وامين عام التنظيم الشعبي الناصري “اسامة سعد”، كما انه كان بصدد تنفيذ عمليات متزامنة ضد كازينو لبنان، وسط بيروت، مصرف لبنان، محطتي توليد الكهرباء في الجية والزهراني، فضلاً عن التخطيط لتفجير ضخم يستهدف “سوق الإثنين” في مدينة النبطية، وغيرها من العمليات الإرهابية.

• اشتباكات شمال لبنان ( 2014 ) :

أجج النزاع في سوريا التوتر في لبنان بين السنة الذين يدعمون المعارضة السورية والعلويين الذين يدعمون النظام السوري ، وقد قام علي اثرها

اشتبك بين الجيش اللبناني مع متشددين إسلاميين في منطقة وسط طرابلس التاريخية المصنفة تراثا عالمياً من اليونيسكو في 24 أكتوبر 2014،اندلع القتال عندما تعرضت دورية للجيش لهجوم كر وفر، في منطقة خان العسكر بالمدينة. حيث أصيب أربعة جنود في الحادث.

وفي 25 أكتوبر 2014، اشتدت وتيرة القتال. بمقتل ما لا يقل عن 11 جندياً و8 مدنيين و22 مسلحاً في الاشتباكات واُعتقل 162 مسلحاً. بالإضافة إلى إصابة ما مجموعه 24 جندياً ومدنياً خلال القتال.

كما وقع هجوم منفصل في قرية المنية، في ضواحي طرابلس. عندما قتل جندي وأصيب اثنان بعد استهداف سيارة تابعة للجيش بقذائف آر بي جي. ورد الجيش اللبناني بإطلاق النار على مواقع المتمردين من طائرات الهليكوبتر.

وفي 26 أكتوبر 2014، قتل أربعة جنود نتيجة نصب كمين لهم في محلة ضهور المحمرة. وفي قرية بحنين قتل جندي وأصيب آخر في أعقاب معركة بالأسلحة النارية. كما جرح واعتقل العديد من المهاجمين. وأبطل الجيش اللبناني مفعول ثلاث سيارات مفخخة أمام مدرسة كان المسلحون قد استولوا عليها في وقت سابق.

• معركة عرسال :

قام مسلحون من “جبهة النصرة” و”الدولة الاسلامية” على دخول عرسال في شهر اغسطس 2014، على خلفية توقيف قائد “لواء فجر الاسلام” عماد جمعة، واعلان معركة مفتوحة مع الجيش اللبناني انتهت بعد ثلاثة أيام بخطف أكثر من 30 عسكرياً (جيش وقوى أمن داخلي) إلى الجرود، افرج عن بعضهم بمبادرة “هيئة العلماء المسلمين” وأعدم 4 عسكريين بعد فشل المفاوضات.

• عملية فجر الجرود (2017 ) :

بتاريخ 19 اغسطس 2017 أعلن قائد الجيش العماد جوزاف عون بدء تنفيذ عملية “فجر الجرود” ضد تنظيم داعش الإرهابي في جرود رأس بعلبك والقاع، وفي التاريخ نفسه زار فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غرفة عمليات قيادة الجيش حيث استقبله قائد الجيش بحضور رئيس الأركان اللواء حاتم ملاك وعدد من كبار ضباط القيادة. وقد استمرّت العملية حتى تاريخ 27 اغسطس 2017، واستخدمت فيها مختلف أسلحة الجيش الرشاشة والصاروخية والمدفعية الثقيلة والطائرات، وأسفرت عن انتصار حاسم على الإرهابيين وتحرير جرود رأس بعلبك والقاع من الوجود الإرهابي.

وبعد 10 انتهاء العملية بتطهير الجرود من الارهابيين بعد عملية تفاوض جرت بين “حزب الله” و”داعش” أفضت إلى انسحاب أكثر من 600 مقاتل من عناصر التنظيم إلى البادية السورية مقابل تسليم جثامين شهداء الجيش وعدد من جثامين “حزب الله” والأسير أحمد معتوق .

• عملية “لبنان الآمن” 2018:

كشف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق عن عملية “لبنان الآمن” التي قامت بها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي وجرى خلالها القبض، في يونيو 2017على أحد قياديي تنظيم داعش الإرهابي، ويدعى أبو جعفر العراقي الذي كان يقيم في شكل سري في لبنان. وقال: من أبرز نتائج عدم الحصول علي أي عملية إرهابية خصوصاً خلال فترة الأعياد.

• الكشف عن “عملية الجبنة القاتلة” في مسلسل “لبنان الآمن” :

أعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق عن إحباط شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي “مخطّطاً إرهابياً داعشياً كان يستهدف تنفيذ تفجيرين كبيرين، الاول في أحد دور العبادة المسيحية، والآخر ضد القوى الأمنية والعسكرية،لتعطيل سير عملية الانتخابات النيابية بلبنان .

وأوضح المشنوق أنه بعد التفجيرات الأخيرة في لبنان، درسنا الخارطة التي قد يعتمد عليها داعش في عملياته، وبعد دراسة الخريطة الجديدة تم إحباط تنفيذ هذه العمليات، كاشفاً أنه تم التأكد أيضاً من وجود قيادة قائمة في لبنان لداعش في شهر يونيو العام 2017 حيث ألقي القبض على إرهابي على علاقة بالإرهابي أبو جعفر العراقي، وتم تشغيله بعد تجهيزه وتدريبه لمدة 5 أشهر لدى قوى الأمن من دون معرفة قيادة التنظيم بأنه موقوف لدى شعبة المعلومات.

وأكد وزير الداخلية اللبناني أن توقيف وتجنيد أبو جعفر العراقي من قبل الأجهزة الأمنية أسهم في اكتشاف المخططات الإرهابية خلال فترة الأعياد باستهداف الأماكن العامة ودور العبادة.

• هجمات ارهابية على الأمن اللبناني في طرابلس 2019 :

هاجم مسلحون دورية امنية تابعة لقوى الأمن الداخلي اللبناني في طرابلس شمالي لبنان في يونيو الجاري،ما اسفر عن مقتل 3 جنود وإصابة عدد آخر،الإعتداء على الدورية تبعه إلقاء قنبلة صوتية أمام سرايا طرابلس، ما أسفر عن إصابة شخص مدني.

وذكرت وسائل اعلام أن القوى الأمنية حاصرت في شارع دار التوليد في طرابلس مطلق النار على الدورية،فيما اشارت وسائل إعلام لبنانية إلى ان منفذ الهجوم هو الإرهابي عبد الرحمن مبسوط الذي قاتل في صفوف داعش في الرقة،وكانت شعبة المعلومات قد أوقفت الإرهابي مبسوط عام 2016 ثم أفرج عنه عام 2017.

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات