ماجد ملاك يكتب النظرية والتطبيق

ماجد ملاك

بقلم: ماجد ملاك

النظرية والتطبيق

لعل اهم ما يميز عصرنا الحالي هو الانفتاح الشديد علي وسائل التواصل والميديا، والذي بفضله اصبح التأثر العقلي والعاطفي بالمواد والمقالات والكتب والفيديوهات المنتشرة شديدا الي اقصي مدي. وهو امر له فوائده ومضاره، اما فوائده فتكمن في سهولة التعلم واستقطاب النظريات الحديثة والمدارس المختلفة في شتي المجالات. اما المضار فهي مضار مباشرة وغير مباشرة، المباشرة هي التي تأتي بسبب معلومات مغلوطة او نظريات غير سليمة ودون سند، والغير مباشرة هي التي تأتي من نظريات قد تكون سليمة ولكنها قد لا تتناسب مع المتلقي، فهي قد تكون قابلة للتطبيق في مجتمع ما، بينما لا تناسب مجتمع اخر، قد تناسب دين ما ولكنها لا تناسب دين اخر، قد تصلح للتطبيق مع فرد او اسرة او مؤسسة ما ولكنها لا تصلح للتطبيق للاخرين.
نحن هنا لا نتحدث عن النظريات العلميه، مثل الرياضيه او الفيزيائية علي سبيل المثال، ولكننا نركز علي النظريات المجتمعيه والاسرية والسلوكية بصفة خاصة وما تتضمنه من قواعد للسلوك والتواصل بين الافراد والاصدقاء والاحباء والازواج والاباء والاولاد … الخ.

الامر يحتاج الي التروي والتعقل، يحتاج الي ثلاث مراحل:

المرحلة الاولي:

هي فهم النظرية بشكل سليم، ودراستها بشكل تفصيلي، والتاكد من انها لا تخالف قواعد المجتمع، والتأكد من احتياجاتنا الشخصية لها ومن ان تطبيقها سيعود بالنفع وليس بالضرر.
المرحلة الثانية:
هو استخدام التنقيح والفلتره، والتأكد من أن النظرية بكافة تفاصيلها تناسبنا، فان كانت بعض التفاصيل لا تناسبنا ولا يوجد ضرر من التغاضي عنها دون ان يحدث خلل للنظريه، فلا ضرار من التغاضي عنها والاكتفاء بالتفاصيل التي تعود بالنفع علينا.

المرحلة الثالثة:

هي مرحلة اختيار الاسلوب الامثل للتطبيق، هل التطبيق الكلي ام التدريجي، فقد تكون نظرية ما او اتجاه مجتمعي او اسري ما صالحا للتطبيق، وسيعود بالايجاب علي مطبقيه، ولكن يبقي ان نطبقه بشكل تدريجي حتي نتجنب الفشل. ولنأخذ مثال رياضي في هذا الصدد، اذا اتي مدرب اجنبي لتدريب فريق محلي، ووجد ان لاعبي الفريق غير مؤهلين لطرق التدريب واللعب الحديثه، وغير مدربين من صغرهم علي ذلك، فاذا اتي بطريقة لعب حديثة لا تتناسب واللاعبون واصر علي تطبيقها الفوري، فبالقطع سيفشلون، ولكن اذا قام بتطبيقها تدريجيا، وفي ذات الوقت قام بتاهيلهم وتدريبهم علي استيعاب مثل هذه الطرق الحديثة، فبالتاكيد ستؤتي ثمارها الناجح.
وهكذا يجب ان نستقبل الافكار الجديده، فمن ناحيةلا يجب ان نكون متجمدين في اماكننا غير قابلين للتطور، فهذا سوف يؤخرنا ويؤخر مجتمعنا ويخلق حاجزا بين الاجيال، ولكن من ناحية اخري، لا يفضل ان نكون مندفعين او متهورين في التطبيق الفوري لكل ما هو جديد وحديث، فالاندفاع والتهور قد يؤديان الي فقدان الثقه في النظريات الحديثه والافكار العصرية، افضل الحلول الوسط، التعقل في استخدام تلك النظريات والافكار، واختيار الاسلوب الامثل لتطبيقها، حتي نتجنب ما قد يؤدي الي الانهيار الاسري و المجتمعي.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات