القمص موسي الأنبا بيشوي يتحدث عن بداية رحلة الإنسان في كتابه الإنسان في فكر الآباء

تحدث القمص موسي الأنبا بيشوي كاهن كنيسة الأنبا بيشوي في فرنسا في الباب الاول من كتابه الإنسان في فكر الآباء عند بداية رحلة الإنسان لنري أنه بدأ بهذه الكلمات.

القدیس إكلیمنضس الإسكندري : الإنسان ھو أشرف المخلوقات
ِره قبل الخلیقة .. ِ كان في ف ْ ك ّ وأعزھا لدى الله.

الإنسان ھو بالحقیقة عزیز في عیني الله، لأنھ صنعة یدیھ .

فقد أوجد الله الأعمال الأخرى في الخلق بكلمة أمٍ أ(ر َمر
فكانت)، أما الإنسان فخلقھ بنفسھ .. ونفخ فیھ من عندیاتھ ..
لإشتیاقھ إلیھ – في ذاتھ – على حساب كل بقیة الخلیقة .

و : (وقال الله : نعمل الإنسان على
القدیس أغسطینوس أسقف ھیبُّ
صورتنا كشبھنا -.. تك ١( : ٢٦

إلا أنھ بعدھا مباشرة قیل في الكتاب (فخلق الله الإنسان على صورتھ
.( ٢٧ : ١ تك- ..

قطعاً كلمة (صورتنا -) بصیغة الجمع – تعن ُ ي أنھ خِلق على
صورة الثالوث ..

 

أیضا لئلا یُفھم أن كلمة (الثالوث) ھنا تعني ثلاثة آلھة لكن
إلھاً واحداً، قیل (فخلق الله الإنسان على صورتھ، على صورة الله
خلقھ -.. تك ١ : ٢٧ (

– ٢ وبالتالي صار أعظم مخلوقات الله

و : أتدَّعي أنك قوي ؟ ستغلبك
ُّ
القدیس أغسطینوس أسقف ھیب
الوحوش ! أتدَّعي السرعة ؟ الطیور أسرع منك ! أتدَّعي الجمال ؟
أي جمال ع
َّ
ظیم موجود في ریش الطاؤوس !

إذاً : كیف تكون أعظم من ھذه كلھا ؟ بكونك صورة الله
ومثالھ ..

ُ ن الإنسان م ِ نھ لأي من َكّر القدیس باسیلیوس الكبیر : إ م جداً، لأ
المخلوقات قد قیل أنھا على صورة الله ؟ .. فھذه المخلوقات الأخرى
تمتلك حیاة في أجسادھا المادیة فقط .

َ ولكن حیث أنھ لا یوج َ د عقل لھذه المخلوقات، فلا یوجد لھا
ُ إرادة ح ّرة ولا مشاعر .

– ٣ ُ الإنسان خِل ُق ح ّراً منذ البدء

القدیس یوستینوس الشھید : خلق الله الملائكة والبشر أحراراً لعمل
ٌ الصلاح، إذ رأى الله أن ذلك حسن.

القدیس إیریناؤس أسقف لیون : إن قول الرب (.. كم ُ مرة أردت أن
ِ أجمع أولادك .. ولم تریدوا – مت ٢٣ : ٣٧ (یؤكد القانون القدیم

للحریة الإنسانیة، لأن الله – من البدء – خلق الإنسان حراً، لیتبع
إرادة الله بحریتھ، دون أن یلزمھ الله بذلك .

– ٤ ِ وعرف الله بالحب، وأیضا من خلال
الخلیقة والضمیر

القدیس إكلیمنضس الإسكندري : الله حب، یمكن أن یعرفھ الذین
یحبونھ .

ْع ِط َي القدیس یوحنا ذھبي الفم : لك
علّمان ھما : ُ م أ – منذ البدء – ُ
الخلیقة والضمیر. ورغم أن كل منھما لیس لدیھ صوت لیتكلم بھ، إلا
أنھما یُ َع ! ّلمان البشر في صمت

– ٥ َ بل أصبح الإنسان صدیقاً a

القدیس أمبروسیوس أسقف میلان : إن الحریة قد تجعل الإنسان حراً
من الناس، لكن المحبة تجعل الإنسان صدیقاً a !

القدیس إكلیمنضس الإسكندري : َ الصدیق الحقیقي للإنسان ھو الله –
بعنایتھ الإلھیة – َ یقصد ویعمل لأجل تقدیس الإنسان، لیصیر مقدساً
كخالقھ الواحد القدوس .

– ٦ وبدأ الإنسان في تسبیح الله !

القدیس مار أفرام السریاني : یا إلھي : النفس ھي عروسك، والجسد
ھو حجرة زفافك ؛ مدعووك ھم الحواس والأفكار

 

فإ ُ ذا كان جسدٌ واحد ھو عرسك، فكیف تستطیع قیثارتي – یا
إلھي – ّ أن تكف عن تسبیحك ؟ !

– ٧ وصار مجد الله أن یحیا الإنسان

القدیس إیریناؤس أسقف لیون : ْمجدُ الله أن یحیا الإنسان، وحیاة
الإنسان أن یرى الله .

َجلّت عنایة الله بالإنسان
– ٨ وتَ

ّ العلامة أوریجانوس : إن عنایة الله تھتم بنا كل یوم، على مستوى
الجماعة كما في الحیاة الخاصة، سراً وعلانیة، حتى حینما لا نعرف
عن تدبیره شیئاً ..

لقد أعطى الله الإنسان كل المشاعر والأحاسیس التي یستطیع
بھا أن یُصارع لأجل بقائھ في الفضیلة ونموه فیھا. وبجانب ھذا،
غرس الله فیھ قوة العقل، بھ یُدرك ماذا ینبغي أن یفعل وماذا یتجنب .

– ٩ فتمتع الإنسان الأول قبل السقوط :

-ا بحیاة سعیدة فائقة (متمتعاً باa(

ُّ القدیس أغسطینوس أسقف ھیبو : بالتأكید عاش الإنسان في
الفردوس متمتعاً باa ،دون أن یحتاج لشئ .. إذا جاع فھناك الطعام،
ِ وإذا عطش فھناك الشراب ..

 

لم یكن جسده قابلاً للفساد .. ولم یخش أمراضاً من الداخل، أو
ضربات من الخارج .. ٌ كانت لجسده صحة فائقة، ولروحھ ھدوء
كامل !

– ب وبمعرفة ممتازة (تفوق معرفتنا )

لن یمكنك أن تتخیل أي ُّ القدیس أغسطینوس أسقف ھیبو : نوع من
َّ
البشر كان آدم حین ُ خِل َق ً ، ذاك الذي أعطى أسماء لكل الأنواع
المختلفة من الحیوانات (تك ٢ : ١٩ و )٢٠ .. !

إن كان العباقرة في ھذا العالم ( ّ الملئ بالأخطاء والمشقات
َ والعناء) لة
قّ
َیبدون على درجة عالیة من المھارة، إلا أن أرواحھم مثَ
بأجساد قابلة للفساد .

فإذا أردنا عمل مقارنة بین عباقرة العالم وعبقریة آدم،
فسیسبقھم آدم كما یسبق الطائر – في خفتھ – ّ السلحفاة البریة !

-١٠ ثم جبل الله حواء من ضلع آدم لحكمتھ الإلھیة

القدیس أمبروسیوس أسقف میلان : ِ لم یخلق الله المرأة من نفس
ِخذت من
ُ الطین الذي صِن َع منھ آدم، ولكنھا أ ضلع آدم، حتى نعرف ُ
ِ أن جسد الرجل والمرأة ھما من طبیعة واحدة، وأن ھناك مصدر
واحد للجنس البشري .. فقد أراد الله أن جی عل للجنس البشري طبیعة
واحدة .

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات