ما وراء هجوم الحرس الثورى الإيرانى على القاعدتين الأمريكيتين أربيل وعين الأسد

هاني صبري – المحامي

قام الحرس الثوري الإيراني بإطلاق أثنين وعشرين صاروخاً من نوع “أرض أرض” على قاعدتين أمريكيتين  في أربيل وعين الأسد في محافظة الأنبار واربيل العراقية، وذلك انتقاماً لمقتل قاسم سليمانيورفاقه.

حيث أنه لم ينجم عن الهجوم أي خسائر بشرية في صفوف القوات الأمريكية والخسائر المادية كانت محدودة للغاية.

في تقديري أن الهجمات الإيرانية تنتهك سيادة العراق وتؤجج الصراع، وهو مجرد شو إعلامي واستعراض مسرحي للاستهلاك المحلي، وفيه ارتباك واضح من قبل إيران وأن القوات الأمريكية كانت تعلم بنوايا إيران بالهجوم وفي نظم العلوم العسكرية لابد أن يكون الهجوم مفاجئ ليحقق أهدافه، وأن هذا السيناريو متفق عليه بين أمريكا وإيران لحفظ ماء الوجه الإيراني لمحاولة إيجاد مخرج لها لتهدئة الشأن الداخلي الإيراني، وإيصال رسالة لوكلائها في المنطقة إنها قادرة علي الرد، وأنها لا تريد التصعيد وتكتفي بهذا الرد لمقتل قاسم سليماني.

وحسب رؤيتنا نري أن المعركة محدودة بحدود هذا الهجوم قد نقل المواجهة من حرب بالوكالة إلي مواجهة مباشرة بين الطرفين الأمريكي والإيراني، وهما يعلما ماذا يريدان من هذا الأمر، ألا وهو جلوس الطرفين علي مائدة المفاوضات تريد أمريكا تأمين مصالحها في المنطقة، وتحقيق مكاسب بشأن الملف النووي الإيراني، أن الولايات المتحدة الأمريكية وفق سياساتها الخارجية بصفة عامة ليس من مصلحتها أن تحل أي مشكلة في العالم ولكن من مصلحتها أن تمسك بخيوط المشكلة حسب المصلحة القومية الأمريكية، بالتأكيد، الإدارة الأمريكية سوف تتخذ كافة التدابير الاحترازية لتأمين قواعدها العسكرية في منطقة الشرق الإوسط تحسبًا لحدوث أي اعتداءات، وفضلا عن أن إيران تريد حفظ وجودها في المنطقة ولها أوراق ضغط في العراق وسوريا ولبنان واليمين للمقايضة لحماية مصالحها وأنها سوف تتحين الفرص لتحقيق أي مكاسب لها لتحقيق أجندتها وزيادة المد الشيعي في المنطقة.

ويجب علي حكومات دول منطقة الشرق الأوسط التي بها نفوذ إيراني أن تعمل علي حماية مصالح شعوبهم والبعد عن أي صراعات إقليمية لا طائل لهم فيها، وأن تتعامل إيضاً مع الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها وفق تحقيق المصالح المشتركة لشعوبهم، واحترام سيادة دولهم واستقلال قرارهم الوطني دون أي تبعية لأي دولة مهما كانت قوتها ونفوذها.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات