تاريخ مدينة نينوى عبر التاريخ (1/2)

د. ماجد عزت اسرائيل

شيدت مدينة نينوى تلك المدينة الشهيرة في التاريخ على الضفة الشرقية لنهر دجلة،وبالتحديد عند رافد الخسر،أى على بعد خمسة وعشرين ميلًا من التقاءنهرى دجلة مع الزاب، وقبالة الموصل وكان العبرانيون يطلقون اسم مدينة نينوى حتى يشمل كل المنطقة حول التقاء الزاب بدجلة (تك 10: 11 و12، يون1: 2و 3: 3).

ومن الجدير بالذكر،أن من قام بتشيد مدينة نينوى الشعب البابلى حيث ورد بالكتاب المقدس قائلاً:” مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ خَرَجَ أَشُّورُ وَبَنَى نِينَوَى وَرَحُوبُوتَ عَيْرَ وَكَالَحَ..”(سفر التكوين10:11) وكانوا يعبدون الآلهة عشتار،أو عشتاروت، التي اشتركت في عبادتها معظم شعوب العالم القديم تحت أسماء مختلفة.

علة أية حال،ومن مركز عبادة عشتار في نينوى نقل الحوريون والحثيون عبادتها إلى جنوب شرق آسيا. وكانت نينوى تدين بالولاء لأشور، التي كانت تبعد عنها حوالي ستين ميلًا، إلى أن بنى شلمناصر قصرًا له في نينوى، حوالي عام(1270 ق.م) واتخذها مقراً لحكمه وحلفائه – أى عاصمة للإمبراطورية الآشورية- واستمر خلفاؤه يسكنونها إلى أيام آشور ناسربال وابن شلمناصر اللذين لم يكتفيا بنينوى، بل جعلا مدينة كالح عاصمة أخرى مثل نينوى، حوالي(880 ق.م). ولكن نينوى استعادت نشاطها السياسىفيما بعد.

وكان ملوك الآشوريين يعنون بإحضار الغنائم والأسلاب معهم إلى نينوى وتركها هناك لتنمو المدينة وتزداد عظمة وغنى وجمالا. حتى أنهم اعتبروا العالم القديم كله عبدًا لنينوى يمدها بما تحتاجه. والى جانب القصور الشاهقة والشوارع الواسعة والهياكل والأسوار والقلاع، التي عرفت نينوى بها، بنى اشور بانيبال (حوالي عام 650 ق.م.) مكتبة قيمة، ضم إليها جميع المخطوطات والمكاتبات والوثائق الحكومية والإدارية والرسائل الدبلوماسية والمعاملات الداخلية والأوامر الملكية ونسخًا من المعاملات والوثائق والمراسلات التي عثر عليها في بابل

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات