الإعلامية الهام فهمى تكتب : لا تقتلوا بهم .. .. الإنسان ..!

الاعلامية الهام فهمى
لا تقتلوا بهم الإنسان الذى ولد معهم بالفطرة _فلا تبتسمون مازحين على ما يصدر من اطفالكم من قسوة عفوية ، لايدركونها فى مراحل طفولتهم الأولى .. ابذروا بهم العطف والشفقة والرحمة ، وغيرها من المعانى الانسانية ، وجهوهم ، ساعدوهم على أن يبقى الإنسان بهم انسان .
_لا تجعلوا منهم ضحايا عبثكم و استهتاركم ، لا تستهينوا ..فإنها مكوناته لشخصية الغد ، والتى تتكون معالمها تدريجيا ،فالاحاسيس والعواطف أن لم تجد من يرعاها ويغذيها ، ومن ثمة يوجهها فى مسارها الصحيح ، فمع مرور الوقت تتغير وتتبدل تدريجيا ، تلك المعالم الانسانية التى ولد بها ، وذلك بالتعود شيئآ فشيئا الى أن يحل مكان الرأفة والرحمة جبروت ، والعطف والشفقة قسوة .
_لا تجعلوهم يعتادوا فعل او رؤية كل ماهو قاتل المشاعر الإنسانية _فمن البيت يبدأ كل شىء ..
_فان كانت عواطفه غائبة ، وغير مدركة اليوم لما هو يفعل ، وذلك لصغر سنه فى مراحل طفولته الأولى وهو يخنق قطة أو يعذب كلب .. فهو سيستمتع غدا أن لم يجد من يقومه ، فكثيرا من الحالات التى نراها ، وتتردد علينا من حين لآخر من صور الاستمتاع بتعذيب للحيوانات رغم ألفتها ، ولكنها فى الواقع لم تسلم من تربيتكم انتم ايها الاباء ، فانتم من زرعتهم بأبنائكم تلك القسوة والجبروت ، وعدم الإحساس بالام الاخر حتى ولو كان هذا الاخر حيوان اليف لم يتعرض له بأذى .
_فمن عندكم انتم تتكون النشأة _فلو اى منكم أوى اسدآ منذ ولادته فى منزله ، واعتني به واعطاه رعاية واهتمام وعطف وحنان ، حتما سيرتبط به ويكبر وتكبر معه عاطفة الحب والارتباط والتعلق به .. ستخلق به مشاعر هى فى الاصل إنسانية ، لا تنطبق علي طبيعته المتوحشة المفترسة ، ستبدل من طبيعته التى تتسم بالغدر والدم الى طبيعة تحمل لك الوفاء والحب .. فاذا كنت انت برعايتك واهتمامك ، قادر أن تغير من طبيعة الوحوش المفترسة .. فإذا أنت القادر والمسؤل عن قتل فى ابنك إنسانيته ، و التى هى فى الاصل ولدت معه بالفطرة …وانت ايضآ القادر تبقيها به وتجعلها تنمو بداخله .
_فمن عندك تبقى به الانسان ، ومن عندك سيتحول يوما ما الى مسخ انسان ، خالى من المشاعر والاحاسيس والعواطف ، وكل ماهو يجب أن يتسم به من معالم لمعنى انسان ، الى قاتل للنفوس بلا رحمة ، يتلذذ برؤيتة للدماء ، يسعد بنحر الارواح ، يستمتع بحرق البشر احياء..فمن عندك انت ..! -فلا تتخلون عن ادوراكم ، ولا تنسحبون من مسؤلياتكم ، عندما ترونهم يوما ما فى صفوف الإرهاب ، فعندما أتت الفكرة والإتجاه ، فلم تجد إلا أرضية خصبة ، لم يكن بها للرحمة والانسانية مأوى _ليتكم تعلمون ان المشاعر لا تتجزا ، الرحيم رحوم فى كل المواقف ، مع القريب والغريب ، مع البشر والحيوان ايضا ، والقاسى المتحجر ، ايضا قاسى فى كل المواقف ، حتى على اقرب المقربون له .. فستجنون ما انتم به زرعتم .. .. فالمشاعر لا تتجزا .

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات