كتب : جوزيف العرقاني
خوض الفرق العربية مباريات الجولة الخامسة من مرحلة المجموعات (دور الستة عشر) ببطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم والأمل يداعب بعضا منها في حسم التأهل مبكرا لدور الثمانية في المسابقة القارية.
وبينما بات أكثر من فريق عربي على مشارف الصعود للأدوار الإقصائية في البطولة، فإن عددا آخر من الفرق التي تحمل لواء الكرة العربية بالمسابقة تسعى للإبقاء على حظوظها في التأهل للدور المقبل، في ظل تأزم موقفها خلال الجولات الماضية.
ويبحث النجم الساحلي التونسي عن نقطة التعادل فقط خلال لقائه مع مضيفه فيروفيارو دا بيرا الموزمبيقي للظفر بتذكرة التأهل في المجموعة الأولى، التي تشهد أيضا كلاسيكو سوداني مرتقب بين فريقي المريخ والهلال.
ويتربع النجم، الفائز باللقب عام 2007، على صدارة المجموعة برصيد ثماني نقاط، بينما يحتل الهلال المركز الثاني برصيد أربع نقاط، بفارق الأهداف أمام فريقي المريخ وفيروفيارو، صاحبي المركزين الثالث والرابع على الترتيب، المتساويين معه في نفس الرصيد.
ويعاني الفريق التونسي من غياب عدد من عناصره الأساسية لأسباب مختلفة مثل الحارس المخضرم أيمن المثلوثي وغازي عبدالرزاق وحمزة لحمر، وهو ما دفع الفرنسي هوبير فيلود مدرب النجم للاستعانة بـ16 لاعبا فقط في قائمة الفريق التي انتقلت إلى مدينة بيرا الموزمبيقية لخوض اللقاء.
في المقابل، يستضيف المريخ غريمه التقليدي الهلال في أجواء متوترة تعيشها الكرة السودانية حاليا، لاسيما بعد تهديد الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بتجميد اتحاد الكرة السوداني وتعليق النشاط الكروي في البلاد نهاية الشهر الجاري بسبب التدخل الحكومي.
وتواجه الأندية السودانية المشاركة في دوري الأبطال وكأس الاتحاد (الكونفدرالية الأفريقية) خطر الإقصاء من البطولتين حال تنفيذ إيقاف نشاط اتحاد الكرة المحلي، وهو ما يعني تأهل النجم وفيرفيارو لدور الثمانية.
وتشهد المجموعة الثانية مواجهة عربية خالصة، حيث يلتقي أهلي طرابلس الليبي مع ضيفه اتحاد الجزائر، في حين يخرج الزمالك المصري لملاقاة كابس يونايتد الزيمبابوي، في مواجهة محفوفة بالمخاطر للفريق الأبيض.
ويتصدر اتحاد الجزائر المجموعة برصيد سبع نقاط، متفوقا بفارق الأهداف على أقرب ملاحقيه أهلي طرابلس، بينما يقبع الزمالك، الذي توج باللقب في خمس مناسبات، في المركز الثالث برصيد خمس نقاط، ويتذيل كابس يونايتد الترتيب برصيد ثلاث نقاط.
ويرغب اتحاد الجزائر في حصد النقاط الثلاث لحجز بطاقة الصعود لدور الثمانية رسميا، دون النظر لنتائج باقي مباريات المجموعة، حيث يخوض الفريق الجزائري اللقاء بمعنويات مرتفعة للغاية عقب فوزه المستحق 2 / صفر على ضيفه الزمالك في الجولة الماضية.
من جانبه، يأمل أهلي طرابلس في استغلال قوة الدفع التي حصل عليها بفوزه 4 / 2 على كابس في الجولتين الماضيتين، حيث يتطلع للفوز باللقاء ليضع قدما في دور الثمانية.
وربما يحسم الفريق الليبي صعوده حال فوزه على اتحاد الجزائر وتعثر الزمالك أمام كابس يونايتد.
ويطمح الزمالك في العودة لنغمة الانتصارات التي غابت عنه في الجولات الثلاث الماضية، عندما يلاقي مضيفه كابس يونايتد.
وبعدما استهل مسيرته في دور المجموعات بالفوز على كابس بهدفين نظيفين، سرعان ما تراجعت نتائج الفريق المصري، الذي سقط في فخ التعادل السلبي مع مضيفه أهلي طرابلس، ثم بهدف لمثله أمام ضيفه اتحاد الجزائر، قبل أن يخسر خارج ملعبه أمام الفريق نفسه في مباراته الأخيرة.
ولا بديل أمام الزمالك، الذي مازال يبحث عن لقبه الأول في البطولة منذ 15 عاما، سوى الفوز على مضيفه الزيمبابوي، للحفاظ على آماله في العبور إلى دور الثمانية.
وفي المجموعة الثالثة، يلتقي الترجي التونسي مع مضيفه فيتا كلوب الكونغولي الديمقراطي، بينما يواجه صن داونز الجنوب أفريقي (حامل اللقب) مضيفه سان جورج الإثيوبي.
ويتواجد الترجي، حامل اللقب عامي 1994 و2011، على قمة المجموعة برصيد ثماني نقاط، بفارق ثلاث نقاط أمام صن داونز وسان جورج، صاحبي المركزين الثاني والثالث على الترتيب، في حين يتذيل فيتا كلوب الترتيب برصيد ثلاث نقاط.
وأهدر الترجي فرصة التأهل مبكرا لدور الثمانية، بعدما اكتفى بالتعادل السلبي مع ضيفه صن داونز في الجولة الماضية، غير أن الفريق الذي توج بلقب الدوري في بلاده في الموسم الماضي، يبدو عاقد العزم على إنهاء الأمور لصالحه في العاصمة الكونغولية كينشاسا.
ويضم الترجي الملقب بـ(شيخ الأندية التونسية) العديد من الأوراق الرابحة القادرة على قلب المعطيات في اللقاء مثل طه ياسين الخنيسي وفخر الدين بن يوسف وسعد بقير والفرجاني ساسي، بالإضافة للحارس المعز بن شريفية.
ويأمل الفريق التونسي في مواصلة تفوقه على نظيره الكونغولي الديمقراطية، بعدما تغلب عليه 3 / 1 في بداية مشواره بدور المجموعات.
ويحلم سان جورج باستغلال مؤازرة عاملي الأرض والجمهور والفوز على صن داونز، حتى يضمن تأهله للدور المقبل، حال تعثر فيتا كلوب أمام الترجي.
ويبدو صراع المنافسة نحو الصعود للأدوار الإقصائية على أشده في المجموعة الرابعة، التي تشهد لقاء مصيريا للأهلي المصري، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد ثمانية ألقاب، مع مضيفه زاناكو الزامبي، في حين يحل الوداد البيضاوي المغربي ضيفا على القطن الكاميروني.
وفجر زاناكو مفاجأة مدوية بتصدره المجموعة حتى الآن برصيد عشر نقاط، بفارق ثلاث نقاط أمام أقرب ملاحقيه الأهلي، ويحل الوداد البيضاوي، الفائز بالبطولة عام 1992، في المركز الثالث برصيد ست نقاط، ويقبع القطن في المركز الأخير بلا نقاط.
ويتطلع الأهلي للتمسك بحظوظه في الصعود ومداواة جراحه عقب خسارته الموجعة صفر / 2 أمام مضيفه الوداد البيضاوي في الجولة الماضية، رغم صعوبة المهمة التي تنتظره أمام منافسه الزامبي، المنتشي بفوزه في مبارياته الثلاث الأخيرة بالمجموعة.
ويعتمد الأهلي على خبرة لاعبيه في التعامل مع هذه المباريات الحساسة لتحقيق نتيجة إيجابية في اللقاء، خاصة في ظل امتلاكه لأكثر من لاعب أساسي في صفوف المنتخب المصري حاليا، لكن طموح زاناكو في استمرار مغامرته بالبطولة يبدو مرتفعا للغاية.
وبإمكان زاناكو حسم الصعود رسميا للدور المقبل، حال تغلبه على الأهلي دون انتظار نتائج باقي اللقاءات الأخرى بالمجموعة، وربما تكون نقطة التعادل كافية له للتأهل في حالة تعادل الوداد مع القطن.
وقد يتأهل الفريقان معا في حالة فوز الأهلي وخسارة الوداد أمام القطن في لقائهما الذي سيقام بمدينة جاروا الكاميرونية.
ويفتقد الوداد خدمات أكثر من لاعب مؤثر في صفوفه أمام القطن، في مقدمتهم الليبيري وليام جيبور، هداف الدوري المغربي في الموسم الماضي، لأسباب خاصة، والمدافع بدر كادارين للإيقاف، والمهاجم الكونغولي فابريس أونداما والمدافع السنغالي مرتضى فال لانتهاء عقديهما مع الفريق.
ويلعب القطن المباراة بأعصاب هادئة تماما بعدما ودع المسابقة مبكرا في ظل تلاشي آماله في الصعود إلى الدور القادم، عقب خسارته في مبارياته الأربع الأولى بالمجموعة.
