مـريـم عـدلـى تكتب::حــروب”الـجـيـل السادس”والـعبـث بـمـصـائـرالـشعـوب والـدول

أستأنف حديثى في “مقالى” هذا عن بزوغ حروب”الجيل السادس” ليكون هذا المقال منصبا حول أدوات هذا الجيل من الحروب …. فقبل الخوض فى تفاصيل “حروب الجيل السادس” أستعرض ملخص عما يقصد بأجيال الحروب الخمسة السابقين ….
تطور فكر الحروب على مرالعصور ليلائم الأهداف المتغيرة للتطورالتكنولوجي وتطورتقنيات الواقع الافتراضي لتتحول إلي حروب معلومات بدلاً من مدافع…
“فالجيل الأول” من الحروب” بدء منذ توقيع “معاهدة ويستفاليا” 1648 التى استخدمت فيها الدول البنادق والمدافع البدائية لشن حروبها، واعتمدت على شن معارك بين جيشين متناحرين في أرض محددة، وبتكتيكات حربية تقليدية فى القرون الـ17 و الـ18 مثل حرب نابليون في أوروبا 1803-1815….
أما”الجيل الثاني”…فظهرخلال الحرب العالمية الأولى بظهورالمعدات العسكرية الحديثة كالمدرعات الثقيلة والطائرات المقاتلة ، وشن الضربات الإستباقية بالمدفعيات والطائرات، لإحداث خسائر كبرى للعدو ….
في حين إعتمدت حروب “الجيل الثالث” بشكل أساسي على التطورالتكنولوجي للقوة العسكرية، من الدبابات وتطورصناعة الطائرات المقاتلة ونظم الإتصالات ، التي أتاحت القيام بمناورات عسكرية ، والإعتماد على عنصرالسرعة والمفاجأة وهوما عرف “بالحرب المتحركة” والتلاعب العقلي بالخصم ، لتحطيمه داخليا ، كما حدث من القوات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية ، والحرب العربية الإسرائيلية 1967.
أما حروب “الجيل الرابع” و”الرابع المتقدم” و”الخامس” أوالحروب بالوكالة، أو اللامتكافئة أو اللامتناظرة,هي بعض المفردات التي راج تداولها منذ” الثورات التى أطلق عليها “الربيع العربي” في 2011, وتعتمد على التكنولوجيا في إدارة العصابات وحكومات الظل الموازية للحكومات الفعلية في الكثيرمن الدول ، ككيانات ممنهجه تعمل من خلال تشكيلات عصاباتية وتنظيمات إرهابية بهدف إشاعة الفوضى والتشكيك في قدرة الدول فيما عرفناه “بالطابورالخامس” ودوره في إثارة واستثارة العنف من حيث التأثير الذهني على الشباب وتحويله لقطعان متصارعة وفوضوية وذلك بهدف التمهيد “لحروب الجيل السادس” GW6 : كتطوير للحروب عن بعد no-contact warfare””….التى تستخدم وسائل وأدوات وأسلحة خارقة وخيالية لا تخطرعلى فكر البشر ولايمكن أن يستوعبها الكثيرخاصة المجتمعات النامية التي لازالت لا تعرف إلا الحروب التقليدية.
حيث تقوم “حروب الجيل السادس” على الأسلحة الذكية منها:الصواريخ القابلة للتوجيه عن بعد والقنبلة الذكية المجهزة للتوجيه الذاتي وطائرة بدون طيار لأغراض التجسس على المحادثات بين الأشخاص والقادة أوالمؤسسات التي يتم بواسطتها تعطيل أجهزة التحكم والقيادة مثل اختراق منشأة “تخصيب اليورانيوم “وسط إيران في عام 2010 من خلال برنامج عرف بـ “الألعاب الأولمبية”….الخ والألغام التي يتم تفعيلها أو تعطيلها عن طريق الأقمار الصناعية , فضلا عن جمع المعلومات الإستخباراتية وإستغلال نظام تحديد المواقع العالمية ، وكل ما يمكن إستهدافه عن طريق الأقمار الصناعية .
أما أسلحة القتل النظيف أو مايطلق عليها “أسلحة الطبيعة”… مثل تركيز أمواج راديوية بترددات خاصة إلى أعلى من طبقات الأوزون ، بحيث يتم تسخين طبقات الغلاف الجوي بشكل مكثف وتخزين الطاقة واطلاق موجات مغناطيسية تخترق منطقة ما!!! من خلال الغلاف الجوي وتعمل هذه التقنية على إثارة العواصف الماطرة والثلوج العنيفة والفيضانات والجفاف وتنضم اليها أسلحة “الكيمتريل” من “الجيل الخامس” وهى مركبات كيماوية يتم نشرها على إرتفاعات جوية محددة لاستحداث ظواهر جوية تختلف هذه الكيماويات طبقًا للأهداف ، ليتم رشها مباشرة فوق السحب في ثقل وزنها ولا يستطيع الهواء حملها فتسقط أمطارًا ، كما تستخدم هذه التقنية مع تغييرالمركبات الكيماوية فتؤدي إلى الجفاف والأعاصير والزلازل , بالإضافة الى “سلاح هارب” الذى يشبه إلى حد كبير جهازالمايكرويف المنزلي ولكن بشكل مكبرنفذته وكالة ناسا الفضائية ، لأغراض بيئية و جيولوجية واقتصادية وأيضا عسكرية بهدف التحكم بالقوى الكهربائية والمغناطيسية المتناثرة في طبقات الجو، بهدف التحكم بكمية الأمطار ومواعيد هطولها حول العالم ، لخلق حالة من التوازن البيئي على سطح الأرض .
أما سلاح “الصوت الصامت”عبارة عن مجموعة من الأسلحة تتمثل في السيطرة الشاملة على العقل باستخدام التقنيات مثل أدوات “العرض HD ” لإرسال التأثيرات وإحكام السيطرة على الشعوب المراد السيطرة عليها , بالإضافة الى الحروب البيولوجية بكافة أنواعها كدمج فيروسات مخلقة في مادة الكيمتريل لإلقائه على ساحات القتال.
وتتضمن حروب” GW6 سلاح”منظومة الجن الفضائي” لتشمل أقمارًا صناعية صغيرة تقدر بحوالي نصف مليون قمر صناعي في مدارات حول الأرض بعيدًا عن المدارات الاعتيادية بهدف مسح خريطة النشاطات المغناطيسية للعقل والجسم البشري ودراسة إمكانية التحكم في الأفراد بما يعرف بشرائح التحكم البشرية (“شريحة البايوشيب” أو الدجال 666).
أما عن سلاح “الشعاع الأزرق”وخديعة الغزوالفضائي من خلاله يتم تجسيد الآلهة والأنبياء مع دمج “الريبوتات النانوية” مع مادة الكيمتريل الحديثة .
والجيل السادس هوأخر تصنيف من قبل المعنيين بتطورات الحروب من حيث الشكل والمضمون والأساليب.. إذن مما تم إستعراضه من أسلحة حروب الجيل السادس فهو جيل الإبتكاروالإبداع والبراعة والتفوق فى فنون الحروب غير الإعتيادية لتحقيق الأهداف والمصالح والسيطرة على الآخرين بأقصر الطرق واقل الخسائر .
فلم يعد ثمة أى شك أن فيما يدورحولنا من أحداث تتسارع وتختلط فيها الأوراق بشكل غريب، … لمصائرالبشر والتأمرعلى الدول وضمرالمكائد حتى تصبح الشعوب ضحية تائهة ومصائرها معلقة .. ولعل ما نراه هوأن الدول النامية مسرح لتطبيقات هذا الجيل من الحروب .
و”لعلى” أتساءل…. من منطلق قاعدة “درء المفاسد مقدم على جلب المصالح”…ألم يكن”للدول النامية “القدرة على منافسة إنتاج وتوظيف وإستخدام وإمتلاك هذه الأنواع من الإسلحة كعامل لردع العدو, أم أنها باقية على أسلحة حروب الأجيال السابقة وبأساليبها التقليدية المعروفة والمتأخرة ؟! وكيف ستكون شكل المواجهة بين دولتين متكافئتين ويمتلكان نفس التقنيات فى القوى والبراعة والتفوق التقنى للأسلحة ؟ وهل يمكن وقف هذه الأسحلة مما ينجم عنها من أخطار ضد البشرية من خلال قانون عام يضبطها أوإبرام معاهدات ومواثيق دولية للحد من إنتشارها أو وقف إنتاجها أوحيازتها ، حتى لا تقع الدول والشعوب فريسة لأهواء وقناعات من يمتلكها وترك مصيرالبشرية وهلاكها للأهواء والأمزجة؟! وهل يمكن استخدام هذه الأسلحة فى التنمية وسلامة وإستقرار العالم للعيش في طمأنينة وراحة؟!
لكن فى النهاية أقول…أن الدول النامية لاتملك رفاهية الإختيار… ولابد لها أن تلاحق هذا التطوروالتمسك به ومواكبة التسلح الحديث والإعتماد على إبتكارأسلحة أقوى وأقدرعلى المواجهة وأن لا تبقى حقول تجارب للآخرين وألا تتخلف عن مقتضيات عصرها بامتلاك أسلحة حديثه …. عملا بمبدأ “من إراد السلم أستعد للحرب ” وأخيرا.. لم يكن هناك حرب جيدة أوسلام سيئ ودائما عندما تتغلب قوة المحبة على القوة الغاشمة سيشهد العالم السلام…”كما قال القائد العسكري الأسطوري “سون تزو ووه” فى كتابه “فن الحرب” الذى ألفه منذ اكثر من2500 سنة عبارة عن مخطوطات صينية للإستراتيجيات العسكرية وجمع فيه خلاصة خبرته و ارائه العسكرية … “فى السلم إستعد للحرب وفى الحرب إستعد للسلم … إن فن الحرب ذو أهمية حيوية للدولة إنه مسألة حياة أوموت وإنه طريق للسلامة أوطريق الهلاك لذا لايمكن تجاهله تحت أى ظروف” .

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات