نعيمة البزاز.. لماذا ينتحر الملاحدة؟

مختار محمود

لن أختلف معك مطلقًا فى أنَّ رحمة الله وسعتْ كل شئ، وأنه أرحمُ بعباده من الأم برضيعها، وأنَّ مصائر البشر فى الآخرة لا يعلمها إلا اللهُ سبحانه وتعالى، وليس من حق أحد أن يفرض وصايته على خلق الله، ولكن هذا لا يمنعنى من أن أسألك عن سر الوتيرة المتسارعة فى معدلات انتحار الملحدين الذين قضوا حياتهم فى إنكار وجود الله وناضلوا فى سبيل هذه الفكرة نضالاً عظيمًا، وارتقوا من ورائها إلى منصات التتويج فى البلاد الكارهة للإسلام بالسليقة، وحصلوا على أرفع الجوائز.

الكاتبة الهولندية “نعيمة البزاز” التى انتحرت منذ ساعات قليلة ليستْ الملحدة الوحيدة التى تقتل نفسها، فقد سبقها ملحدون وملحدات، وسوف يلحق بها ملحدون وملحدات، والقائمة طويلة جدًا لمن أراد استبيانًا وتأكيدًا.

فى الوقت الذى يتباهى فيه الملحدون بأنهم أكثر حرية من أولئك المتدينين، ويعيبون عليهم التزامهم بثوابت دينية وأخلاقية واجتماعية وإنسانية، فإنَّ الإحصائيات والدراسات تؤكد أنهم أكثرُ يأسًا وإحباطًا واكتئابًا من غيرهم، وأنَّ كثيرًا منهم يُنهى حياته انتحارًا على طريقة “نعيمة البزار” صاحبة روايتى: “فى خدمة الشيطان” و “عشاق الشيطان”.

وبحسب دراسة حديثة..تبيَّنَ أنَّ الملحدين هم أكثر الناس يأساً وإحباطاً وتفككاً وتعاسة.

كما أظهرت الدراسة – التى أعدَّها كل من: الدكتور “جوس مانويل” والباحثة “أليساندرا فليشمان”- أن أعلى نسبة للانتحار على الإطلاق كانت بين الملحدين واللادينيين.

الدراسة شددت أيضًا على أن نسبة الانتحار زادت كثيراً في الخمسين سنة الماضية، باعتبارها الحقبة التى شهدت معدلات مطردة فى تفشى ظاهرة الإلحاد.

وفي دراسة أخرى أجراها باحثون أمريكيون العام 2004 بهدف دراسة علاقة الانتحار بالدين، انتهت إلى أن أكثر المنتحرين هم الملحدون.

وفى وقت لاحق نشرت مجلة “طب النفس” الأمريكية دراسة مشابهة أثبتت تأثيرًا قويًا للتعاليم الدينية على الحد من ظاهرة الانتحار، وأن نسبة الانتحار لدى الملحدين متسارعة، وأن الملحدين أكثر عدوانية من غيرهم، وأنهم أكثر الناس تفككاً اجتماعياً، وليس لديهم أي ارتباط اجتماعي؛ لذلك كان الإقدام على الانتحار سهلاً بالنسبة لهم.

وانتهت الدراسة إلى أن الثقافة الدينية هي علاج مناسب لظاهرة الانتحار.

انتحرت “نعيمة البزاز”، وسوف يبكيها ويتباكى عليها الكثيرون من أشباهها وأقرانها فى مصر وغيرها، وسوف يُصوِّرنها لنا باعتبارها “شهيدة الإلحاد”!!

واللافت أن بعض الملحدين نعوا صديقتهم المنتحرة فور انتحارها، ودعوَا الله الذين ينكرون وجوده ويسترزقون من وراء إنكاره، أن يغفر لها ويتقبلها بقبول حسن ويدخلها جناته الواسعة!

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات