القديس البابا كيرلس والتؤام الروحى القمامصة بيشوى كامل ولوقا سيداروس .

أشرف حلمى

من السهل على الأنسان ان يجد ملايين التوائم بالجسد ولكن من الصعب جداً ان يجد توائم بالروح , يتشابهان فكرياً , عقائدياً , علمياً , إيمانياً ويجمعهما صفات روحية مشتركة صنعت منهما أيقونات محبة , تقوى , تواضع , عطاء وقداسة , إلا فى حالات نادرة كما هو الحال بالتوأم الروحى كل من المتنيح القمص بيشوى كامل والمتنيح القمص لوقا سيداروس , يجمعهما الاب الروحى لهما القديس العظيم البابا كيرلس السادس منذ ان قام بسيامتهم كهنة على كنيستهم الأم ( مارجرجس اسبورتنج بالأسكندرية ) كنيسة المسيح ومصيدة النفوس .

لقد ورثا ابائنا الموقرون الكثير والكثير من ابيهم القديس المعاصر البابا كيرلس السادس فى وقت كان فيه التواصل الاجتماعى محدوداً قبل ظهور الفضائيات والإنترنت , فقد ورث كل منهما الصلاة والاهتمام بالنفوس وترك لهما أعظم رأس مال وهو الإيمان فى محبة المسيح وهو الارث الذى صنع منهما سير روحية صعب ان نجدها فى هذا الزمان فكان المتنيح القمص بيشوى كامل يسير وخلفه القمص لوقا سيداروس فى نفس الطريق الذى رسمه الرب لهما كما قال السيد المسيح فى إنجيل يوحنا ١٤ :٦ ( انا هو الطريق والحق والحياة , ليس احد ياتي الى الاب الا بي )

كما سنرى فى الأسطر التاليه بعض من الاشياء والاعمال التى تجمع بينهما ومهما الانسان كتب عنهما لم يوافيهما حقهما .

أولاً طريق الكنيسة : لقد قام مثلث الرحمات بسيامة كل منهما على كنيسة مار جرجس اسبورتنج فى الوقت الذى كانا يشغلان وظائف ديناوية عالية , أساتذة بالجامعات المصرية فى مدينة الأسكندرية , كما انتدب القديس البابا كيرلس القمص بيشوى كامل للخدمة خارج مصر فى لوس انجلوس بالولايات المتحدة الامريكية عام ١٩٦٩ , وايضاً انتدب مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث للخدمة فى لوس أنجلوس عام ١٩٨٩ .

ثانياً تأسيس كنائس بالايمان ومحبة الله وليس بالاموال : لقد كانت يد الله عون لهما وبركة وصلوات القديسين معهما منذ اللحظة الاولى لسيامتهما فكانت اولى الكنائس فى مصر كنيسة مار جرجس اسبورتنج الذى سيم عليها القمص بيشوى اولاً عام ١٩٥٩ حينما كانت البطرياكية تمتلك قطعة ارض باسبورتنج لأنشاء كنيسة عليها فقام قداسة البابا كيرلس بسيامته لبدء مسيرة البناء والتعمير كما قام قداسته بسيامة القمص لوقا سيداروس فى ١٩٦٧ بالحاح القمص بيشوى كامل لتكملة مسيرة البناء والتعمير مع القمص تادرس يعقوب ملطى الذى سيم عام ١٩٦٢ والتى اسفرت عن بناء كنيسة مار جرجس ومعها ٦ كنائس اخرى بمدينة الأسكندرية .

أما فى الخارج فكانت كنيسة مار مرقس بلوس انجلوس العامل المشترك بينهما أيضاً , فقد بدأ القمص بيشوى كامل تأسيس هذه الكنيسة عام ١٩٦٩ فى الوقت الذى كان هناك نحو ٢٠٠ عائلة دون كنيسة فى هذه المدينة فما كان ان عرض على الشعب شراءكنيسة وقام بتشكيل لجنة وبعد البحث ظهرت كنيسة للبيع بمبلغ ١٠٠ دولار وسط معارضة لعدم وجود سنت واحد ولكن بمحبة شديدة وبدون تردد قال ابونا بيشوى إن العربون في جيبي وكان يقصد إيمانه بمعاونة الله وأمامكم أسبوعان وببركة صلواتالقديسين تم تجميع المبلغ المطلوب كمقدم الشراء الى ان تم تسديدها بالكامل وكانت ثانى كنيسة يتم شرائها بالولايات المتحدة الامريكية , وفى عام ١٩٨٩ تم انتداب القمص لوقا سيداروس للخدمة بنفس الكنيسة , وعلى نفس الدرب قام بتأسيس كنيسة اخرى بمدينة تورنس الساحلية فى لوس انجلوس ايضاً عام ١٩٩٠ مع تنامى الخدمة واصبحت لإحتياج كنيسة أخرى حتى ظهرت كنيسة بمبلغ ١.٧ مليون دولار فى الوقت الذى كان يوجد معهم ٧٠٠٠ دولار فقط ويمثل لاشئ ولكن ببركة , عمل وشفاعة القديسين تم شراء الكنيسة باسم القديس ابى سيفين والانبا ابرام , وكانت ادارة الله وبظهور قداسة البابا كيرلس لابونا لوقا فى وسط الارض المجاورة لها تم بناء كنيسة اخرى عليها حملت اسم القديس مار مينا والبابا كيرلس .

ثالثاً صيادو النفوس : كانت لخدمات القمامصة الاجلاء بيشوى ولوقا موهبة خاصة ومقدرة روحية فى اصطياد نفوس لا تحصى ولا تعد الظاهرة منها والمخفية اذكر منها مثال لكل منهما خارج مصر , فعندما كان يخدم في ابونا بيشوى فى لوس أنجلوس لاحظ شابًا يحضر القداسات ثم يهم بالخروج عقب انتهاء الصلوات فقرر ان يعرف السبب , فى احد الايام سارع ابونا نحو باب الكنيسة وسلم على الشاب وطلب منه انتظاره بعد انتهاء القداس ولما خرج الجميع التفت إلى الشاب فوجده يبكي وقال له انا فلان الذي سلب منك بعض المال من عدة سنوات في كنيسة مارجرجس بالاسكندرية , فما كان من القديس ابونا بيشوى ان احتضنه بحنان قائلاً ( انسى ما حدث انت ابنى ) وصار انساناً جديداً

كما حدث مع القمص لوقا سيداروس بنفس المدينة عندما كان احد ابناء الكنيسةمتقدماً فى السن وأقيم فى منزلة منقطعاً عن العالم , جافاً وحاداً فى رده مع احبائه والمقربين له

فما كان من احد أصدقائه الاتصال بابونا لوقا الذى تحدث اليه تليفونياً فأجاب بجفاف ماذا تريد قال له ابونا ( اريد شئ واحد وهو كتابته مذاكراتك عن الاشياء الجميله التى انعم عليك بها رب المجد ) وبعد ايام قليلة اتصل به الرجل قائلاً ( روشتة قدسك نفعت يا ابونا ) وهكذا عاد الرجل كما كان عليه .

رابعاً مرض الفردوس والصلاة لاخر نفس : الرب أعطى هذا المرضى لكلاهما قبل شهور من انتقالهما الى فردوس النعيم إلا انهما رغم الالم وطول فترة المرض إلا انهما لن ينقطعوا عن الصلاة والخدمة حتى اخر نفس , وعلى الرغم من تعريف مرض السرطان بمرض الفردوس بانه فترة يعيش فيها الانسان يعانى فيها آلام المرض مقدماً توبة حقيقية والصلاة لغفران الخطايا إستعداداً لدخول الفرودس وكلاهما لا يحتاجان لهذا المرض من ناحية الاستعداد إلا انها إدارة الله كى ما يكون درساً قوياً لغير المستعدين من جانب وعدم التذمر على ادرادة الله لأصحاب المرض ضعاف الايمان من جانب اخر , وكم كانوا أمناء على الخدمة والصلاة حتى النفس الأخير فيها كانت كلماتهم تخترق القلوب والجميع صامت .

خامساً تركا العالم بالجسد ولكنهما معنا بالروح : لقد غادرا العالم الفانى الى ملكوت السموات الابدية التى يحلم بها جميعاً ولكنهم عايشين بيننا بالروح نحسهم فى سيرتهم العطرة , أعمالهم العظيمة , انجازاتهم التى ليس لها مثيل أضافة الى سلسلة كتبهم , كلماتهم , قداساتهم وعظاتهم المسجلة ومحفوظة فى قلوبنا يتعلم منها الاجيال القادمة , كما نراهم فى صور الخدام , الكهنة والرهبان الذين تتلمذوا على أياديهم المباركة او من قاموا بمشاركاتهم الخدمة , كان وفائهم للآباء البطاركة الذين عاصروهم ورحلوا كل من البابا كيرلس والبابا شنودة وفاء نادر .

هناك الكثير من شعب الكنيسة لن يتقابل معهما بالجسد ونوال بركاتهما وضعفى واحد منهم إلا اننى واحد من الملايين الذين أخذوا بركات جسد القمص بيشوى كامل بمزاره المقدس بكنيسة مار جرجس اسبورتنج

كما أخذت بركة زيارة الكنيسة العام الماضى التى تم بناءها فى الموضع الذى ظهر به قداسة البابا كيرلس السادس والتى حملت اسمه وحبيه القديس مار مينا فى تورنس واسسها القمص لوقا سيداروس دون ان يطالب شعب الكنيسة بسنت واحد رغم العديد من المشاكل المالية التى كانت تواجهها وتم التغلب عليها بطرق إعجازية ايماناً بوجود القديسين فى حين لن استطع نوال بركة ابونا لوقا نظراً لمرضه وقصر مده زيارتى لمدينة تورنس .

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات