في العدل والمواطنة بقلم د. وائل فؤاد نجيب

بالنسبة للبعض من الغريب المريب دائما ان تتصادف بعض الاحداث الطائفية مع اختلال ميزان العدالة بمعني ان يتناقض الحكم مع الموقف او يتم التعامل مع الجاني بشيء من اللطف باعتبار انه اضطر لهذا التصرف او ذاك لسبب او لاخر مقنعا كان او غير مقنعا للمجني عليه ومجتمعه
المشكلة تتلخص في مدي توافق القرائن والادلة والبراهين في المستندات مع الأحداث الفعلية واقوال الشهود والمجني عليهم
عادة ما يختار بعض الشهود ايثار السلامة ويتبادلوا المصالح مع الجاني ضد المجني عليه او يخففون مما حدث من احداث او يتناسوا ذكر بعض التفاصيل فتكون النتيجة مزيدا من الظلم للمجني عليه وتخفيف الادانة للجاني وهذا ليس تعليقا علي احكام القضاء لانه ليس فثط غير قانوني ولكنه ايضا يتنافي مع مبدا ان الحكم عنوان الحقيقة وان التعليق علي احكام القضاء يشكك في نزاهة العدالة والقضاة وهو ما يفتح الباب لكل ما هو فوضي واخذ الحق باليد دون اتباع الإجراءات والقواعد القانونية وهو ما يؤدي الي العودة الي قوانين القبيلة والمجالس العرفية وهو ما يمثل هدم لدولة القانون والديمقراطية وحقوق الانسان والدولة المدنية
نرجع لموضوعنا عن العدالة وميزانيها وضرورة حماية الشاهد من اي تعدي من الجاني واهله علي المجني عليه وحماية اهليته من اي ضغوط
وعادة ما تتشابه وقائع الحياة مع المحتوي الدرامي لما تعرضه القنوات التلفزيونية من مسلسلات وافلام وكلها تؤكد ان ميزان العدالة ظالم يظلم المجني عليه ويبرا الجاني طول العمل الدرامي بل وينجح سبل الجاني لسنوات طويلة الي اللحظة التي يجب فيها ان يصل الصراع الدرامي الي قمته وفي دقائق معدودة يتم اكتشاف الحقيقةوالقبض علي الجاني واظهار حق المجني عليه
يظل المتفرج متعاطفا مع الجاني ودوافعه ومقتنعا بصدق قضيته ومع الوقت واثناء التفكير في دوافع الجاني وكيف تصرف وكيف انقذ نفسه وكيف تخلص من شركائه وكيف اغتني ونجح في حياته لمدة ٢٨ او ٢٩ حلقة مما يعني حوالي ما يزيد علي ٢٠ ساعه ينتهي المسلسل في حوالي ساعه الاربع يتم كشف الحقيقة فيها وانهاء الصراع مما يشجع الجمهور علي التاكد ان التخطيط الجيد للجربمة وترتيب المواقف في تتابع جيد واستخدام الذكاء اذن ستفشل العدالة في اخذ مجراها وبالتالي في معاقبة الجاني الحقيقي فور ارتكابه جريمته
فنجد طبيب اسنان يتحرش لمدة ٣٥ سنة بمرضاه علي مختلف اعمارهم ذكورا واناثا ونجد مجرم يتزوج اربعة سيدات ويتخلص من صديقه العزيز عليه وينهب ثروته ويزور اوراقا رسمية ويتزوج سيدات ينهب ثرواتهم ويقتلهن ولايتم اكتشاف ذلك الا بعد سنوات وسنوات ونجد شخص ينتحل صفة ضابط ويقنع كل من حوله بذلك وينقل نفسه من رتبه الي اخري الي ان يصل الي رتبة لواء ويستمر في تزويره لسنوات وسنوات ينجح ان يخدع فيها العدالة مثلما نجح غيره من الامثلة وينجح ابن المليلردير ان ينقذ حياته من الموت مرات ومرات استفادة من بعض المواد ونجد ابن المستشار يعتقد اعتقادا ان هو من يصيب الاخرين باصابات بالغة جسمانية ومعنوية وانه لن يتعرض للمحاكمة وانه سيتم انقاذه
والغريب ان في اكير الدول تكلما عن الديمقراطية وحقوق الانسان وضرورة تطبيقهاحول العالم وفي افريقيا وفي مصر ولو بالقوة لان ميزان عدالتها اختلت ونجد هذة الدولة العظمي شغوفة بالعدالة مع المجرمين والقاتلين والارهابيين لانهم يحققون اهدافها ويفشل رئيسها في اثبات حقه في نجاحه في الانتخابات وتوليه رئاسة الدولة لفترة رئاسية ثانية ولكن سقطت اسطورة الديمقراطية وحقوق الانسان وفقدت العدالة جوهرها واختل ميزانها للاسف وانتصر الظلم وقوي الشر

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات