مشهد أقصرى مهيب ، وكلمات مبكية فى حق أسرة تركت الدنيا فى لحظة

سامحوني إن كنت أكتب لكم بكلمات مكسورة مكسوة بالحزن والألم لم تعتادوها مني ، فلا أدرى إن كنت أكتب لكم بيدي ، أم بمداد دموع عيني المتساقطة حزنا ووجعا وألما …النهاردة أصعب وأقوى يوم فوق التحمل البشري ، يوم صعب يتنسي أبدا بكل تفاصيلة ومفرداته المليئه بالوجع والحزن ….يوم كانت فيه الدموع أكثر حديثا من اللسان ، حتى شعرت أنها تروى ما تبقى من ملامح وجهي …يوم بيموت فيه أفراد عيلة على أثر حادث سيارة أودى بحياتهم ياما شاركتهم تفاصيل كتيرة بحلوها بمرها بحكم النسب اللي بينا ، شريط مر قدام عيني وهما التلاته بيدفنوا قدامي مره واحده ، في مشهد مهيب أول مره فحياتي أمر بيه بقسوته وقوته تلك، حتى شعرت أني أرى ملك الموت واقفا محدقا فيما تبقى من ملامحي وفرائسي المرتعشة الحزينه كعصفور بلله المطر ، كم هي مهيبة مرعبة قاسية تلك النظرات وكأنها تقول لي لمثل هذا فأعمل واستعد فربما تكون أنت التالي

الأستاذ عيد بكري وزوجته مدام ابتسام (سالي) ، وأخوه محمد بكري ….يااه على كم الوجع والألم ، وانا بشوف مراحل أم وهي والدتهم الحاجه بدرية لما قبل كده فقدت خالد عيد ابنها الاصغر منذ ٦ سنوات مضت ، واللي كان جوز خالة أولادي ، واللي الي الأن لسه بتبكي عليه كمدا ، ومعلقاله بانر كبير بصورته في الصاله عشان مبتعرفش تنام غير وهو قدامها وهي نايمه تحت صورته مدفيه بوجوده حتى ولو بصورة ، عشان يدخلوا عليها كمان باقي ولادها في أكفانهم…يالله لطفك بقلب تلك الأم …. اللهم أنزل علي قلبها صبرا كصبر أيوب بردا وسلاما ، فالمصاب جلل لا يتحمله إدراكنا البشري الضعيف ..يوم صعب وإحنا بنمهد لطفل بعد تردد وتلعثم وحيرة كيف نبلغه بالخبر وهو الطفل عبد الله خالد بكرى ذو ال٧ سنوات ، ابن خالة أولادي وابن المرحوم خالد عشان نقوله إن أعمامه اللي بيعشقهم وبيعشقوه وبييجي الأقصر مخصوص عشانهم وهما اللي بيشم فيهم ريحه بباه وبيعوضوه عن غيابه ، هما كمان حصلوا بباه ومش هيشوفهم تاني..وكان رده علينا وهو بيبكي ” هي ليه الناس الحلوة واللي بحبهم بيموتوا ، وإنه بقي يخاف يحب أو يعرف ناس حلوة لأحسن كمان يموتوا ، وإنه خايف على خاله لأنه دكتور حلو بيساعد الناس، وليه بيكدبوا في الإعلانات في التلفزيون وبيقولوا حلوة الحياة ، طب إزاي حلوة !!؟ “

فبكينا ولم نجد ردا ، لأن كلامه صادف سؤالا يموج في قلوبنا وعقولنا حقا ويعتصرها ألما ” هو ليه الناس الحلوة واللي بنحبهم بيموتوا “…اللهم لطفك يا أرحم الراحمين، فعقول إدراكنا الضعيفه لا تستوعب عظمه حكمتك.

اللهم بردا وسلاما على القلوب…{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)}

ياسر العطيفي

نقلا عن الأهرام الكندى

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات