نهلة بكرى تكتب أريد كُشكاً

دكتورة نهلة بكرى

أشرقت شمسنا الدافئة في يوم من الأيام على خدمة جديدة تسهل حياة المواطنين المكلومين. كم نحن محظوظون من كم الخدمات التي تقدم لنا، فأصبحنا محط أنظار العالم كله. هذه الخدمة هى كشك صغير يقدم فتاوى تحت الطلب بمحطات المترو المكتظة بجموع المصريين، بالتأكيد هى حاجة ملحة أن تحتاج فتوى مثل حاجتك بوجود حمام نظيف أو وسيلة انتقال مريحة. فقد تكون عائد من العمل بعد ما رزقت برشاوى اليوم وتريد من يغسل يدك قبل عودتك بالمال الحرام الى أسرتك.

فتذهب الى كشك الفتاوى وتسأل سيدنا الشيخ، وهو يعلم أن ببلدنا يسرق الكبير قبل الصغير، بل يعلم أن من وضع الكشك أخذ من ميزانية الصحة والتعليم ووضعها في الكشك ليعلن عن سيطرته على أدمغة الشعب، فيقوم الشيخ بإبراء ذمتك وتذهب إلى بيتك بعد شراء بطيخة حلال تطعم بها أسرتك وأنت مطمئن البال. يا لها من خدمات جليلة كنّا في أحوج الحاجة اليها!

أريد كشكاً للخبز الصحي  أريد كشكاً للكتب كي أستنير أريد كشكاً للإسعافات الأولية أريد كشكاً للورود أرجوك كف عن الوعظ الزائف المغلف بصكوك الغفران الزائفة، فلنا أعين ترى الفساد في ربوع المحروسة، ولنا آذان تسمع السم المدسوس في العسل، ولنا ديننا ولكم دينكم .. ديننا في القلوب وليس في الأكشاك.

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات