مسن يفترش شوارع الفيوم بسبب جحود الأبن

مُسن ثمانيني يطوف شوارع الفيوم، يحمل بطانية صغيرة لا تستر جسمًا ولا تمنع بردًا، تائهًا حائرًا لا يعرف ماذا يفعل، كل ما يفكر فيه هو حزنه وقهرته وصدمته من ابنه الذي لطالما عمل ليل نهار حتى يوفر له أفضل الطعام والشراب والملابس، ثم بذل كل نفيس وغالٍ ليزوجه، ولكن الابن تحول قلبه إلى حجر، فألقى بوالده المسن خارج بيته استجابة لزوجته وإرضاء لها، حيث إنّها رفضت أن تتحمل عبء غسيل ملابسه وإطعامه، فطلبت من زوجها طرده خارج البيت فاستجاب فورًا دون أن يتذكر فضل والده عليه.

يعيش الحاج سيد عبد الغني، 80 عامًا، على الأرصفة في شوارع مركز إطسا بمحافظة الفيوم، يقضي نهاره في البحث عن مكان ظليل ليجلس فيه حتى لا تفقده الشمس وعيه نظرًا لكبر سنه، وفي الليل يبحث عن مكان آمن لينام فيه، يحمل كيسًا به ملابسه، وبطانية خفيفة، ينتظر من يمن عليه بكسرة خبز لا تغني ولا تسمن من جوع.

وبعيون أغرقتها الدموع، يروي الحاج سيد لسكان مدينة إطسا، تفاصيل قيام زوجة ابنه بإقناع زوجها بطرده من المنزل، نظرًا لأنّه كبير في العُمر ومتطلباته كثيرة، وهي غير قادرة على تلبيتها، مؤكدةً له أنّ الكثيرين سيتعاطفون معه نظرًا لكبر سنه وسيصحبونه لدار مسنين، بينما يخلو لهما المنزل ليعيشا معًا في هناء وسرور، ودون تحمل مسؤولية الوالد المُسن، فوافق فورًا ووضع ملابس والده في كيس بلاستيكي ثم أعطاه بطانية خفيفة، وطرده من المنزل قائلاً له إنّ زوجته لا تريده في البيت وأنها تعبت وعانت كثيرًا من خدمته.

ويضيف الأب المكلوم أنّه بكى كثيرًا وقال لابنه: «يا ابني هروح فين؟ طيب خليني وهخدم نفسي وماتخليهاش تعمل لي حاجة»، إلا أنّه أخرجه من المنزل وأغلق الباب في وجهه، فرحل ودموعه على خده يتنقل من رصيف لآخر، يقضي ليله مثل نهاره يتذكر ما فعله لابنه في طفولته، وكيف كان يبكي ويهلع حينما يصاب ابنه بالبرد، قائلاً: «قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي عليا حجر».

وناشد الحاج سيد المسؤولين بمحافظة الفيوم النظر إليه بعين الرحمة والرأفة، وإيداعه في دار مسنين يقضي بها أيامه المتبقية حتى يتوفاه الله.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات