“الصهيونية والإخوان.. صناعة بريطانية ورعاية أمريكية” هو عنوان الكتاب الجديد للزميل حمادة إمام مدير تحرير جريدة الشروق الذى صدر مؤخرا عن دار سما للنشر الكتاب جاء فى خمسة فصول مدعومة بالصور والوثائق وبدأ المولف كتابة بحادثة اغتيال التقراشى باشا قائلا : في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر عام 1948، وأثناء دخول محمود باشا النقراشي رئيس وزراء مصر فى ذلك الوقت
مبنى وزارة الداخلية تقدم منه شاب يرتدى بدلة ملازم أول وقدم إليه التحية العسكرية ورد عليه النقراشي رافعًا يده, وقبل أن يستكمل رد التحية أخرج الضابط طبنجة وأطلق عدة أعيرة نارية عليه وأرداه قتيلا, أغلقت الأبواب ورفعت درجات الاستعداد القصوى
وبدأت على الفور تحقيقات أولية مع القاتل الذى تبين أنه طالب فى كلية الطب واسمه عبد المجيد حسن ووالده موظف كتابي بوزارة الداخلية، ورفض الإدلاء بأي اعترافات أخرى حتى اصدر مرشد الجماعة حسن البنا بيان إدانة لعملية الاغتيال مؤكدًا أنهم ليسوا إخوانًا, فكان البيان بمثابة فاتح شهية للقاتل أن يخرج عن صمته
امام المحقق ليكشف لأول مرة عن العالم السرى للجماعة وطرق تجنيد الاعضاء بشكل عام وعناصر التنظيم السرى بشكل خاص وطقوس البيعة منذ أن وقع الاختيار عليه للانضمام للجماعة كعضو وادخاله إلى غرفة مظلمة إلا من ضوء خافت لا يتبين منه محدثه ثم قسمه يمين الولاء والطاعة على مصحف ومسدس وبعد ذلك كان عليه ألا يظهر أى تعاطف مع جماعة الإخوان وممنوع عليه الكلام مع أى من أعضاء الجماعة ويظهر دائمًا عداءه ضدهم حتى يبعد أى شبهة نحوه وإذا قابل أى عضو من الأعضاء القدامى للجماعة فعليه أن يقول له إنه استقال من الجماعة نهائيًا
ثم استرسل فى الحكى وقال : إنه اشتاق مرة أن يسمع فضيلة المرشد حسن البنا فتوجه إلى مبنى الحلمية ووقف بعيدًا فى الميدان ليسمع صوته المحبب إلى نفسه بغير الميكروفون ولكن العيون المراقبة لاحظته وأجرى تحقيق معه واعترف بمخالفته للتعليمات. فقرر توقيع جزاء تأديبى كان عبارة عن حمل جرابندية الجوالة وسار إلى جواره عضو آخر ركب دراجة من باب اللوق إلى حلوان كعقاب له على مخالفة التعليمات, كان هذا الاعتراف ضمن مجموعة من الاوراق ارادت بها أن تكون محاولة للكتابة عن الجوانب التى تكتب بعد عن تاريخ جماعة الاخوان باعتبارها فرخا خرج من رحم الوهابية. واردت ان يكون الاساس مجموعة من الوثائق
وقد تعمدت الى اقتباس فقرات من هذا الوثائق وحصرت دورى فى الربط بينها فقط والتقليل من مناقشتها بقدر استطاعتي الا انه بالبحث والنبش فى الاوراق اكتشفت ان المسألة اكبر من ذلك وان البحث لا يقتصر على جماعة الاخوان فقط وان مصر لم تكن فى ذلك الوقت مقصدا للوهابية فقط فقد كانت مقصدا للصهيونية ايضا
ففي عام 1898 هاجمت القوات الخاصة لآخر قياصرة الروس نيقولا الثانى المؤتمر الاول للصهيونية الذى كان منعقد بمدينة بازل في سويسرا ورغم ضعف شخصيته وعدم تمتعه بأي حب جماهيري الا انه كان يكن مشاعر عداء ناحيه اليهود شأنه شأن كل ملوك اوروبا ,ضعف شخصيته أغرى اليهود فقرروا التعجيل بتوسيع مخططهم واعلنوا عن عقد مؤتمرهم الاول فى بازل 1898بسويسرا .
الا أن نيقولا كان متيقظ ومتابع لكل تحركاتهم فأوفد مجموعه من خيرة ضباطه المحترفين متنكرين فى زى تجار الى سويسرا قبل انطلاق المؤتمر اليهودى الاول ومع الساعات الاولى لبدء فعاليات المؤتمر بحضور كبار اليهود من رجال اعمال ومال واقتصاد و سياسه هاجم ضباط نيقولا مقر الؤتمر واستولوا على اوراق المؤتمر مقابل عدم الحاق الاذى بالحضور وحملوها قبل ان تصل الشرطة السويسرية
فى روسيا غربلت هذه الاوراق واعيد ترتيبها فكانت محصلتها هى مخطط اليهود لحكم العالم خلال مئه عام واقامه دولتهم والتى عرفت فما بعد باسم “بروتوكولات ال صهيون” فى نفس العام 1898وصل للقاهرة رشيد رضا السوري الأصل والذى كان يتخذ من الوهابية وعقيدة بدعوة من الإمام محمد عبدة ,ليصير اقرب حواريي محمد عبده ,بالقاهرة وتحت رعاية بريطانية افتتح رضا معهد الدعوة الاسلامية. استطاع رشيد رضا خلال الفترة من عام 1902 وحتى 1932 أن يضع الأسس الحقيقية لأفكار جماعة الإخوان المسلمين ,وكما راعت بريطانيا الوهابية بمصر ووضعت جذورها راعت ايضا واحتضنت الصهيونية, وأعلن بلفور في نوفمبر 1917 وعده الشهير في رسالة إلي روتشيلد.
بعد مرور 94عام على ظهور البروتوكولات وتحديدا عام1992 هاجمت قوات من مباحث امن الدولة المصرية مقر شركة سلسبيل التابعة لرجل الاخوان القوى خيرى الشاطر فى شارع الحجاز بمصر الجديدة وبدأوا فى تفتيش المكاتب والمكتبات وأخذوا كمية من الأوراق وجهاز كمبيوتر مشفر نجحت الأجهزة إلى الاستعانة بخبير كمبيوتر مصرى مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية فى فك شفرته والملفات المحفوظة عليه، وجاءت التفاصيل فى ثلاث عشرة ورقة فلوسكاب من القطع الكبير معنونه تحت اسم “التمكين” هى عبارة عن برتوكولات الجماعة لحكم العالم الإسلامي انطلاقا من مصر!! و ما بين اكتشاف البروتكولات الصهيونية واكتشاف خطة التمكين الاخوانية يطرح السؤال وماهى العلاقة بين بروتوكولات الاخوان وبروتوكولات ال صهيون ؟
الاجابة هى التى يحاول الكتاب كشفها !! خاصة وان بدء الكشف عن وجود مخطط صهيوني تواكب مع وجود مخطط أخواني والاول كان يهدف لإقامة وطن قومى لليهود لحكم العالم والثاني مخطط لإحياء مشروع الخلافة الإسلامية !! والاول بعد مرور نصف قرن على اكتشافه كان قد نجح فى اغتصاب ارض ونجح إقامة دولة ،والثاني بعد مرور ما يقرب من مائة عام نجح فى الوصول للحكم وفشل فى الحفاظ عليه وسقط بعد عام واحد فقط الاول نجح فى الوصل لهدف برعاية انجليزية والثانى نجح بدعم إنجليزي ايضا فى البدايات واتم رعايته البنت الشرعية لبريطانيا ممثله فى الولايات المتحدة الامريكية ………………..
ويختم الكاتب مقدمته بالقول كلما زدت فى النبش فى الاوراق والحفر للعمق كان يقودني الى وجود ارضية واحدة هى مبنى الخارجية البريطانية التى وضعت الجذر الذى انطلقت منه الحركتان!! وانها هى التى تولت عملية رى الجذر !!وهى التى توليت حمايته من العواصف والثورات بدأت ملامحه تظهر فوق سطح الارض .
نقلا عن الأهرام الكندى