رملة الاضطهاد

لاشك ان الحوادث الطائفية او القتل على الهوية تدمي قلوبنا وتؤلمنا وتثير في داخلنا مدى الاضطهاد الذي نعيشة وسط مجتمع لا يقبل وجودنا في اي مكان، لا في اماكن عمل او مدارس او جامعات او حتى في الشارع ووسائل المواصلات، هذا ما جعل المسيحيين بصفتهم الاقلية التي تعيش في وسط اغلبية مسلمة، وبشكل خاص مقتل الكاهن ارسانيوس قد اشاع الذعر والرعب في نفوسنا جمعيا، وهنا اقصد جمعيا بالمجتمع كل لا المسيحيين فقط، وعلى الرغم من المبررات التي تظهر قبل حتى التحقيق مع المتهم واستخدام المتهم البرئ وهو الاختلال العقلي، إلا اننا بالفعل في حاجة ماسة إلى حلول جذرية، فهل الحل الامني هو المناسب ام هناك حلول أخرى.

لعل عنوان المقال قدآثار التساؤل ما معنى “رملة الإضطهاد” وهو مأخوذ بتصرف من ان النعامة تدفن رأسها في الرملة، وبعض الأقباط يدفنون ما يحدث لنا في رملة الاضطهاد، في رأيي اننا جزء من المشكلة وسنكون اهم جزء في الحل، نعم، بعيدا عن نغمة تلومون الضحية ولا تلوموا الجاني، فإننا قد استمتعنا بدور الضحية وعيشنا فيه بشكل كبير، فانغلقنا على انفسنا، في السكن نختار البيوت التي يسكنها المسيحيون، في الجامعات انشأنا الاسر التي تضم المسيحيين فقط والابتعاد عن باقي المجتمع، هذا الانغلاق أدى الى الجهل التام بين المسيحيين والمسلمين، وما زاد الطين بلة الحواداث التي تترك ضاحاياها احياء واموات، فالاحياء اصبحوا ضحايا اكثر من الاموات، ضحايا لسجن دخلوا فيه ولم يقدروا ان يخرجوا منه.

جزء كبير من الحل يا سادة ان نندمج كمسيحيين مرة اخرى مع المجتمع دون خوف، ان نقبل الاخر ونعيش معه باحترام وتقدير، لي اصدقاء من المسلمين – وسامحوني انني اميز هنا واقول مسيحي او مسلم ولكن الحدث يحكمني – افتخر بهم وباحترامهم لي دون النظر الى ديانتنا نجامل ونهنئ بعضنا البعض في الاعياد، ما يحكم علاقتنا حقيقي هو الاحترام المتبادل وفقط.

واذا كنا نتغنى منذ زمن بعيد اننا مهد الحضارات وملتقى الديانات، ونتذكر التاريخ الذي كان يجمع ما بين “حسن ومرقص وكوهين” دون مقارنة او تسفيه احد للآخر، أعلم ان هناك “طيور الظلام” كما اطلق عليهم الراحل الكبير وحيد حامد، والذين دخلوا بكل ظلامهم ليفسدوا النور، هم افسدوا الجميع المجتمع بأكمله ولعلنا لا ننسى حادث مسجد سيناء والذي راح فيه اكثر من ثلاثمائة مُصلي، طيور الظلام تأكل اليابس والاخضر، فلننظر انفسنا ونبدأ تجديد التعامل الديني.

نقلا عن الأهرام الكندى

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات