الشهيدة شيرين أبو عاقلة.. شاهدة على إغتيال الحقيقة

رحلت عن سماء فلسطين وأرضها الطاهرة التي شرّفها الله تعالى بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أرض المحشر والمنشر، نجمة فلسطينية وأيقونة مقدسية لترتقي مع من سبقها من الشهداء الأكارم الذين ذادوا عن حياض وطنهم لإعلاء الحقوق المستلبة ورفع كلمة الحق أمام أعتى ظلم وتجبر تشهده البشرية جمعاء ممثلاً باحتلال فلسطين والأرض العربية في واحدة من أكبر جرائم العصر.

غادرتنا الشهيدة، التي اغتيلت بدم بارد، التي لطالما وثقت بصوتها وعدستها التي رافقتها جرائم الاحتلال الإسرائيلي الوحشية المتواصلة، خلال مسيرة عملها الحافلة والتي امتدت لربع قرن من الزمان، فكانت شاهدة حق على هذه الجرائم، لتختتم مسار عملها الصحفي والإعلامي الذي إتسم بمهنيتها العالية لتوثق آخر جريمة تشهدها حياتها، باستهداف حياتها شخصياً ولكأنها تقدم لنا وثيقة لجريمة مكتملة الأركان أمام مرأى ومشهد العالم أجمع الذي عُرِف بازدواجية معاييره المتمثلة بتعاطيه غير المكترث لمجريات الأحداث في فلسطين وكيله بمكيالين إزاء ما يجري في بقاع أخرى من العالم، فلربما مثلاً لو أُرتكبت هذه الجريمة في أوكرانيا، لكانت مدعاة لأن تقوم الدنيا بالصراخ والعويل على هذه الجريمة، ولن تقعد عندها!.
شرين أبو عاقلة، صاحبة الإطلالة المميزة، صوت فلسطين الجهوري الذي لم يبرح يتردد على مسامعنا ما حيينا، الشيهدة الحية، المسيحية المقدسية، التي حازت على اعجاب وتقدير كل المشاهدين العرب، بل والعالم، لن تكون خاتمة قصة الاحتلال وجرائمه وانتهاكاته، إذ أن قافلة الشهداء ستستمر لا سيما من يصدح بصوته ليفضح ممارساته ويوثق خروقاته لكل المواثيق والقوانين الدولية وقبلها قانون الله عز وجل الذي قدّس حياة الإنسان.
رحمك الله يا أيقونة فلسطين والصحفيين العرب، ونحتسبك عنده سبحانه مع الأنبياء والصديقين والصالحين.. ومع كل الشهداء.. وحسن أولئك رفيقا.
20225/11

حيدر طارق الجبوري

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات