مطلوب منح نجوم سياحية لدرجة مهارة وكفاءة العاملين في الفنادق

بقلم الدكتور/ محمد شعيب كلية السياحة والفنادق – جامعة بني سويف قسم الفندقة والسياحة/ جامعة طيبة بالمملكة العربية السعودية

لا يخفى على أحد أن صناعة السياحة والسفر بشكل عام والضيافة بشكل خاص، يؤثران بشكل مباشر وعظيم في الناتج المحلي للدول. وتعد صناعة الضيافة من الصناعات القديمة في العالم والأكثر نمواً وتطوراً. وتعتمد هذه الصناعة على قطاعات وأنشطة اقتصادية ذات ارتباط مباشرأوغيرمباشرتؤثر في درجة نجاحها، حيث تُعتبر واحدة من أهم مصادر الدخل. بالإضافة إلى دورهذا القطاع ذو الشراهة إلى العمالة الكثيفة في مساندة الحكومة في قضية التوظيف وخفض معدل البطالة. ومعلوم للمتخصصين وخبراء السياحة والضيافة بأن رمانة الميزان في صناعة الضيافة هو جودة الخدمة أكثر من جودة المنتج، وهو جوهر ما يقوم به العاملون الذين يقدمون خدماتهم المباشرة للضيوف والنزلاء من حسن استقبال، وتمكن من التعامل مع جميع النزلاء من كافة الأجناس والأعراق، وإجادة اللغات الاجنبية، ومهارات الاتصال والتواصل مع جميع المتعاملين معهم. لذا فإن العاملين في قطاع الضيافة يعول عليهم الكثير والكثير في تميزه وتنافسيته في مصر، ومن ثم وجب انتقاؤهم بعناية ثم تدريبهم ورعايتهم بعد التوظيف. و تهتم جميع السلطات السياحية على مستوى العالم بشكل عام ووزارة السياحة في مصر بشكل خاص بدرجة الفخامة والتأثيث والكماليات للفنادق والمطاعم السياحية بدقة فائقة، وتمنح هذه السلطات كل منشاة نجمة أو نجمتين … حتى خمسة نجوم وفقاً لمعايير وقائمة الاشتراطات الدقيقة والمقررة لمنح الدرجة السياحية ولاستمرارية صلاحية الدرجة السياحية بعد المنح ….ولكن ثمة تساؤل يجول في خاطري ألا وهو ماذا عن العنصر البشري؟ لم تفرض وزارة السياحة في مصر أي قيود أو ضوابط في على توظيف العاملين في الفنادق والمطاعم المصنفة سياحياً، رغم أهمية وحساسية العنصر البشري المنوط به القيام بدور حيوي وهام يرقي لوصفهم بسفراء مصر أمام ضيوفها، ولا سيما في الفنادق الكبرى ذات الخمسة نجوم. وبناءً عليه أسوق بعض الآليات المقترحة لتعظيم الاستفادة من العنصر البشري المصري، ورفع كفاءته بما يترتب عليه رفع جودة الخدمات المقدمة من خلاله:- 1- يتم إنشاء الأكاديمية المهنية الوطنية للسياحة والضيافة، كمؤسسة تابعة لوزارة السياحة. 2- يُشكل مجلس إدارة برئاسة وزير السياحة وعضوية ممثلين عن شركات الإدارة الفندقية في مصر، وكبار الأكاديميين في القطاع السياحي والفندقي، وكبار المهنيين المشهود لهم بالكفاءة والخبرة في كافة أقسام وقطاعات الضيافة (مطابخ بانواعها – استقبال – أمن – مالية – موارد بشرية – لغات أجنبية… الخ) وممثلاً عن كُتَّاب السياحة والضيافة في الصحف المصرية. 3- يقوم أعضاء مجلس الإدارة بدورهم باختيارالمدربين وفقاً للمعايير العالمية التي أقرها مجلس الإدارة. 4- من يرغب في التقدم لوظيفة في فندق خمس نجوم عليه التقدم مباشرةً لاختبارات التخصص والقسم الذي يرغب في العمل به، فإذا لم يكن مؤهلاً لخوض الاختبارات أو خاضها ولم يجتزها، فإنه يتقدم للدورات المتخصصة في التخصص والمستوى المطلوب للوظيفة التي يرغب التعيين عليها. فمثلاً دورة موظف الاستقبال تختلف عن الدورة المطلوبة لمدير المكاتب الأمامية. 5- تكون صلاحية الشهادة الممنوحة عامين ميلاديين. 6- تقدم الأفراد أو الفنادق للأكاديمية للحصول على الشهادات والرخص المهنية لن يكون إجبارياً، ولكن سيتم حصر نسبة العاملين المجازين والحاصلين على الرخص من الأكاديمة في كل فندق ويتم إعطاء نجمة سياحية على العمالة حسب نسبة كل فندق. فمثلاً الفندق الحاصل 90% من إجمالي العاملين به على الشهادة المهنية المطلوبة لكل تخصص وكل درجة وظيفية سوف يصنف بأنه (أفراد 5 نجوم) والفندق الحاصل 80% من العاملين به على الشهادة المهنية المطلوبة سوف يحصل على تصنيف (أفراد 4 نجوم) … حتى أقل تصنيف. 7- ستمثل الرخصة المهنية أداة تسويقية تفضيلية عند التوظيف، وكذلك مؤشر وأداة تسويقية للفنادق في محركات البحث وتطبيقات الحجز ووكلاء السفر والسياحة ودليل وزارة السياحة. 8- ستكون الاختبارات المؤهلة للحصول على الرخصة مزيجاً من الاختبارات الالكترونية والشفوية والتطبيقية والحالات العملية. 9- يتم نشر بيانات الناجحين الحاصلين على الرخص على موقع الأكاديمية وسيرتهم الذاتية، وعلى شبكات التواصل المهنية التابعة للأكاديمية كنوع من التسويق الوظيفي لهم.

تحرير نقلا عن الأهرام الكندى

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات