حمادة إمام يكتب:الملء الثالث وحصة اسرائيل!!

اقترب موعد مرحلة الملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي، من دون التوصل إلى اتفاق ينهي الخلاف بين الدول الثلاث (السودان ومصر وإثيوبيا)، ومع تسارع الأيام تظل الهواجس حاضرة، ويظل السؤال من يقف وراء اثيوبيا وبمن تستقوى؟وتكون الاجابة ابحث عن اسرائيل ولكن لماذا اسرائيل ؟
قامت استراتيجية اسرائيل في التحرك داخل افريقيا بشكل عام واثيوبيا بشكل خاص على ركيزة اساسية هى أنها بوجودها بالقرب من حوض النيل لابد ان يكون لها نصيب من هذه المياه
لكن ليس لإسرائيل من سبيل في الحصول على المياه من مصر إلا من خلال الضغط عليها من المنابع والتي تقف على رأسها أثيوبيا ومن اجل هذا تحولت الى المتعهد الأساسي بإنشاء السدود والخزانات في أثيوبيا عبر شركاتها وخبرائها وأنها تريد أخذ المياه لزارعة صحراء النقب ومن خلال تأثيرها على أثيوبيا التي ينبع منها النيل الأزرق المصدر الأساسي لمياه النيل وعلى دول المنبع الأخرى التى ترتفع الأصوات لزيادة حصة دول المنبع على حساب دول المصب مصر والسودان.
عند أواخر النصف الأول من القرن العشرين بدأت معظم الدول الإفريقية في
نيل استقلالها هذه الظروف جعلت الدول الأوربية الاستعمارية تبحث عن يد أخرى
لها فى داخل إفريقيا وقد كانت اليد الجاهزة هي اليهود لذلك قامت كل من بريطانيا
وفرنسا بإرسال اليهود الأوربيين إلى الدول الإفريقية كخبراء وفنيين ورجال أعمال
فاستقر الكثيرون منهم في معظم دول القارة بل إن بريطانيا وفرنسا منحتا قنصليات
فخرية لليهود في هذه الدول مما يعنى أنها بعد الاستقلال ستتحول إلى سفارات كما أن
اسرائيل كانت حريصة على حضور دعوات إعلان استقلال هذه الدول الأمر الذي
أدى إلى التقاء مباشر بين القيادات الإفريقية والصهيونية لرسم خطط التعاون بين
بعد منعها من المشاركة في مؤتمر عام 1954لدول عدم الانحياز شعرت اسرائيل بالعزلة
وترسخ الاحساس مع منعها من المشاركة في المؤتمر الاشتراكي الآسيوي واللذين لم يسمح
جعلهم يتجهون إلى إفريقيا بقوة ويقدمون أنفسهم على أساس أنهم نموذج للدولة النامية
المتحضرة عن طريق تسويق تجربتهم التنموية التي تأخذ بالفكر الاشتراكي
لأهمية المنظمة الدولية كان لابد من البحث عن ثقل في داخل هذه
المنظمة والتي كان عدد الدول الإفريقية فيها عند نشأتها أربع دول فقط عليه كان
مي ميزان القوى في يد الأوربيين والأمريكان وأصبح من المؤكد أن ازدياد عدد الأعضاء
من إفريقيا وآسيا سيؤثر على ميزان القوى في داخل المنظمة في وقت كانت فيه القضية
الفلسطينية ملتهبة والصوت العربي مرتفع جداً في هذا الشأن لذلك كان من الطبيعي
أن تنشط إسرائيل في داخل إفريقيا عليه فقاموا بتدعيم نفوذهم السياسي داخل إفريقيا عن
طريق الجاليات اليهودية والاتصال بالمؤسسات الإفريقية
كان لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد مارس 1978 م بين مصر واسرائيل أثرها في
خلق مناخ جديد في قارة إفريقيا مكن إسرائيل من استعادة علاقاتها مع عشر دول
إفريقية كانت قد قطعت علاقتها مع اسرائيل من قبل وقد كان الموقف العربي مع
الدول الإفريقية التي أعادت علاقاتها مع إسرائيل على عكس الموقف الإسرائيل عندما
قطعت معها العلاقات وبينما استمرت اسرائيل في التبادل التجاري
قامت الدول العربية بسحب السفراء وايقاف المصرف العربي للتنمية الاقتصادية للعمل
في لإفريقيا ثم جاء انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في أكتوبر 1998 م ثم اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية واس ا رئيل واتفاق وادي عربة بعدها إذ تمكنت إس ا رئيل بعد هذه الاتفاقيات من استعادة علاقاتها مع معظم دول القارة الإفريقية وقد مكنها ذلك من تجاوز أزمة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تم اتخاذه في 1994 م والذي اعتبر الصهيونية شكلاً من اشكال العنصرية.
ركزت إسرائيل في تغلغلها في قارة إفريقيا على أثيوبيا لأسباب دينية وسياسية
واقتصادية واستراتيجية وجغرافية لكن لماذا اثيوبيا دون غيرها ؟
أثيوبيا إحدى دول منطقة القرن الإفريقي وتبلغ مساحتها حوالي مليون
كلم مربعاً وهى دولة حبيسة ليس لها ميناء بحري وقد حدث هذا بسبب انفصال اريتريا عنها أما حدودياً فإنها تجاور ست دول هي السودان جنوب السودان اريتريا الصومال جيبوتي كينيا. تتمتع إثيوبيا بموارد مائية ضخمة
وقد أ رادت إسرائيل الاستفادة من موقع أثيوبيا وذلك في إيجاد قنوات تبادل معلوماتي مع الأجهزة الاستخباراتية الأثيوبية موجهة نحو حركات التحرر الإفريقية والعربية تنفيذ المخططات الأمريكية في المنطقة بالوكالة عن الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة النفوذ الأمريكي على التغلغل في القارة الإفريقية .واتخاذها معبر إلى بقية الدول الإفريقية وخاصة دول شرق إفريقيا والبحر الأحمر بما في ذلك دول حوض النيل الشرقي بالإضافة الى الاستفادة منها في حصار النفوذ العربي والإسلامي في قارة إفريقيا. واخيرا اتخاذها مركز متقدماً للحفاظ على أمن إسرائيل استطاعت توظيف كل هذه الأسباب لبناء علاقة متميزة مع أثيوبيا ونجحت في المحافظة على علاقتها مع أثيوبيا رغم الصعاب العديدة التي واجهت هذه العلاقة ولعل السبب في ذلك يعود إلى تركيزها على المصالح الاقتصادية والتجارية والتي تعني فوائد متبادلة بين الطرفين.
كان لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد مارس 1978 م بين مصر واسرائيل أثرها في
خلق مناخ جديد في قارة إفريقيا مكن إسرائيل من استعادة علاقاتها مع عشر دول
إفريقية كانت قد قطعت علاقتها مع اسرائيل من قبل وقد كان الموقف العربي مع
الدول الإفريقية التي أعادت علاقاتها مع إسرائيل على عكس الموقف الإسرائيل عندما
قطعت معها العلاقات وبينما استمرت اسرائيل في التبادل التجاري
قامت الدول العربية بسحب السفراء وايقاف المصرف العربي للتنمية الاقتصادية للعمل
في لإفريقيا ثم جاء انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في أكتوبر 1998 م ثم اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية واس ا رئيل واتفاق وادي عربة بعدها إذ تمكنت إس ا رئيل بعد هذه الاتفاقيات من استعادة علاقاتها مع معظم دول القارة الإفريقية وقد مكنها ذلك من تجاوز أزمة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تم اتخاذه في 1994 م والذي اعتبر الصهيونية شكلاً من اشكال العنصرية وبعد جملة اتفاقيات عقدتها إسرائيل مع أثيوبيا جاءت عملية تهجير اليهود إلى إسرائيل أولها الاتفاق السري الذي عقده موشى ديان – وزير الخارجية في حكومة أثيوبيا والذي تم بموجبه أمداد أثيوبيا بالسلاح مقابل الموافقة على
هجرة الفلاشا إلى إسرائيل
كانت الدول المتشاطئة على نهر النيل في السابق مستعمرات لدول أجنبية ثم حصلت هذه الدول على استقلالها وظهرت أولى الاتفاقيات لتقسيم مياه النيل عام 1902م في أديس أبابا وعقدت بين بريطانيا بصفتها ممثلة لمصر والسودان وإثيوبيا ونصَّت على عدم إقامة أي مشروعات -سواءٌ على النيل الأزرق أو بحيرة تانا ونهر السوباط ثم اتفاقية بين بريطانيا وفرنسا عام 1906 وظهرت عام 1929 اتفاقية أخرى وهذه الاتفاقية تتضمن إقرار دول الحوض بحصة مصر المكتسبة من مياه‏ النيل وإن لمصر الحق في الاعتراض في حالة إنشاء هذه الدول مشروعات جديدة على النهر وروافده
وهذه الاتفاقية كانت بين مصر وبريطانيا(التي كانت تمثل كينيا وتنزانيا والسودان وأوغندا) لتنظيم استفادة مصر من بحيرة فيكتوريا وتم تخصيص نسبة 7 7٪ من تدفق للسودان و92 3٪ لمصر

حمادة إمام

 

نقلا عن الأهرام الكندى

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات