بعد أن هدأت العاصفة

في خلال الأيام القليلة والأسابيع الماضية حدثت احداث المفروض أنها غريبة عن طبيعة الشعب المصري ومنها علي سبيل المثال لا الحصر قتل أم لاولادها الثلاثة رغم شهادة زوجها بالتزامها الديني ثم اتت حادثة قتل الطالبة نيرة اشرف والتي تعاطف معها الشعب بأكمله

ثم جاءت حادثة رجل القانون وهو المستشار وقتله لزوجته المذيعة ثم الحادثة الأخيرة وبالتالي لن تكون الأخيرة ولكن ندعوا الله انها تكون الاخيرة وهي قتل احد ابناء الجالية المصرية بالسعودية علي يد امرأة سعودية

ولكن استوقفتي كل حادثة لعدم تطابق ظروف القاتل أو سواء القتيل فعندما ننظر لحادثة الطالبة نجد انهما شاب وفتاة في مقتبل العمر حاول الشاب الاقتراب منها والاقتران بها ورفضت وهذا امر من المفترض أن يكون عادي طلب وقابله رفض ولكن تحول الي جريمة قتل في وضح النهار وأمام أعين المارة فهم ليسوا رجال دولة

ولا مشهورين ولا سياسيين ولكنهم من عامة الشعب ولكن الغريب أن النائب العام لم يمنع النشر في هذه القضية رغم هتك عرض الفتاة بعد قتلها عن طريق الميديا والصحف وأصبحت مستباحه حتي انهم نشروا نتيجة كشف العذرية لها علي مواقع التواصل

وكنت اتمني ان النائب العام يوقف النشر حفاظا علي عرض القتيلة ولكن للاسف ترك الناس تأكل لحمها وعرضها وخاصة انها اصبحت تريند لكل من هب ودب فخرج علينا اهل القاتل وبعض الصحف الصفراء بالدفاع عن القاتل رغم اعترافه بالجريمة محاولين تخفيف الحكم حتي ولو علي حساب القتيلة

القضية الثانية مع انه رجل قضاء الا انه وقع في المحظور وقتل زوجته وهو الذي كان يحكم بين الناس وكما اري نظرا لموقعه الحساس واقاربه الذين لهم سلطة في كل مكان اكتفوا بالحديث عن القضية بعد وقوعها مباشرة ثم خرست الألسنة لماذا لا اعلم مع العلم بأن النائب العام وهو المفروض نائب الشعب لم يمنع النشر

ولكن لفت انتباهي ان الحديث عن القضية شبه منعدم رغم حصولها بعد قضية الطالبة ولكن هنا دور السلطة من اهل القاتل في وقف الحديث عن القضية سواء بطريقة مباشرة ام غير مباشرة

أما القضية الاولي الي الان مستباحه وهنا الفرقالطامة الكبري الا وهي جريمة مقتل احد ابناء الجالية المصرية وهو يعمل صيدلي حيث تم قتله عن طريق سيدة سعودية لرفضه صرف الدواء لها بدون وصفة طبية وهنا لابد وان نقول ان هذه الحادثة ليست مقياس عن عمق التعامل بين الشعبين المصري والسعودي ولكن نظرا لورود جنسية احد الطرفين مختلفة وجدنا من ينادي بأن الدم المصري رخيص وأن حقوق القتيل سوف تضيع لان احنا كمصريين ليس لنا قيمة ومن هذا الكلام الفارغ فهذه القضية ليست بسبب انه مصري تم قتله ولكن إنسانة خرجت عن شعورها وانسانيتها وتم قتل الصيدلي دون النظر الي جنسيته وحتي لو كان اي جنسية فعندما يغيب العقل

ويقتل الانسان اخاه لم يفكر في جنسيته لانه فاقدا للتفكير ولكن لماذا لم نقول علي جرائم القتل التي ذكرتها ان الدم المصري رخيص ولماذا اليوتيوبر اصحاب القنوات والاقلام لم يذكروا ان قتل المصريين لبعض بسبب ان الدم المصري رخيص احب انوه ان الدم المصري غالي سواء في الداخل او في الخارج ومن يري غير ذلك فعليه مراجعة فكره ودينه لذلك ارجوا الترفع عن محاولة جر القضية الي انها بسبب انه مصري تم قتله فهذا الكلام غير صحيح والسعودية مثلها مثل اي بلد فبها الصالح وفيها الطالح والقضاء السعودي في مسألة القتل لم يفرق بين سعودي ومن هو غير السعودي

فالجميع تحت مظلة القضاء سواء فلا داعي ان نسكب البنزين علي النار ونقول ان الدم المصري رخيص وان حقه سوف يضيع ويحاول ان يركب التريند بسبب كلام رخيص ماله اي قيمة وللعلم المصريين الموجودين داخل المملكة للعمل قرابة 2 مليون مصري فعندما يخطأ مصري منهم هل نتهم كل المصريين انهم مخطئين فكذلك عندما يخطأ سعودي او سعودية لا نستطيع التعميم فرفقا بالمغتربين وعلينا ان ننتظر كلمة القضاء في المملكة وان شاء الله سوف تكون مطمئنة للجميع دمتم ودامت مصر بخيراخوكم ومحبكم

أنور عصفور

نقلا عن الأهرام الكندية

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات