من هي أول امرأة أذيع إعدام قاتلها في مصر

 

في الثالث عشر من شهر أكتوبر عام 1997 أعدت المهندسة “نانيس فؤاد” الفطار لطفليها هديل وأنس في ساعة مبكرة من ذلك اليوم، ولم يكن أحد منهم يعلم أنها الساعات الأخيرة لثلاثتهما.

فوجئ العالم عصر ذلك اليوم ببائعوا الجرائد المسائية يصدحون: “اقرأ الحادثة سفاح مدينة نصر”، وعنونت الجرائد بـ”مصرع المهندسة نانيس وأطفالها”، وفي متن الأخبار كان الأمر لازال مجهولًا حتى بضعة أيام قليلة تم القبض عليهم.

أول امرأة أذيع إعدام قاتلها
“نانيس” هي أول امرأة أذيع إعدام قاتلها على الهواء مباشرة بأمر من الرئيس محمد حسني مبارك، لكونها في ذلك الوقت كانت جريمة مروعة وجديدة على المجتمع المصري، ولكن بعد مرور 24 عامًا آخر ربما تكون هناك امرأة أخرى سيذاع إعدام قاتلها.

بالأمس الأول أفرجت محكمة الدقهلية عن حيثيات الحكم في قضية نيرة أشرف الطالبة التي ذبحها زميل لها أمام جامعة المنصورة بدعوى رفضها له، وفي واقعة نادرة جاء طلب المحكمة من المُشرع أن يصدر قرار بنشر وإذاعة تنفيذ حكم الإعدام على القاتل أو جزء صغير منها.

وجاء نص حديث المحكمة: “بمناسبة هذه الدعوى، بأنه لَا كان قــد شاع في المُجتمع مُـؤخرًا ذبح الضحايا بغير ذنب جَهارًا نهارًا والمهوسون بالميديا يبثون الجرم على الملأ فيرتاع الآمنون خوفًا وهلعًا، ألم يأن للمشرع أن يجعل تنفيذ العقاب بالحق مشهودًا مثل الدم المسفوح”.

تشابهت جريمتا القتل للسيدتين في المطالبة الحالية بإذاعة إعدام قاتل نيرة، رغم أن الأمر نُفذ مع جريمة قتل “نانيس” إلا أنه لازال محض طرح ونقاش في جريمة ذبح طالبة المنصورة، لكن من هي “نانيس” المرأة الوحيدة التي أذيع إعدام قاتلها؟.

تفاصيل الجريمة
تبدأ الرواية حين أراد زوج “نانيس” تجديد دهان شقتهما في مدينة نصر فقام بالاتفاق مع ثلاثة عمال متخصصون في الدهانات والصيانة، إلا إنه لم يعلم بإدخال مجرمين على شقة الزوجية سيقضون على حياة زوجته وأطفاله.

كما تجري الأمر في العموم بدأ الأشخاص الثلاثة في دهان الشقة ومعاينتها وإجراء بعض أعمال الصيانة، وفي آخر اليوم أحضرت لهم المهندسة عربون من الأموال وخرجت من غرفة النوم أمامهم ليقبع في أذهان الثلاثة أن أموال المنزل في تلك الغرفة.

العمال الثلاثة كان أثنان منهم أشقاء والثالث نجل خالة المتهم الذي يعد العقل المدبر، فاتفقا على سرقة المشغولات الذهبية والأموال الخاصة بالمنزل من تلك الغرفة، مع التخطيط لقتل كل من يعترض طريقهما.

قتل نانيس وأطفالها الاثنان
يدعى المتهم الذي خطط لذلك الأمر برمته محمد زكريا، والذي أحضر المتهمان الأخران في 13 أكتوبر إلى الشقة وطرقا الباب ولم يكن هناك سوى السيدة وأطفالها، وأخبرها المجرمون أنهم سيقومون باستكمال بعض الأعمال.

ذهبت هي لتعد لهم أكواب من الشاي كنوع من واجب الضيافة، حتى فوجئت بالمتهم زكريا يذهب خلفها ويقوم بكتم أنفاسها وصراخها: “خدوا اللي انتوا عايزينه”، وسرعان ما سدد لها عدة طعنات في البطن والجنب فسقطت جثة هامة تحيطها الدماء من كل جانب.

إلى هنا كان الطفلان لازالا يلعبان في غرفتهما، حيث يقوم الجناة بخلع المشغولات الذهبية عن السيدة نانيس، ثم بدأت عملية البحث عن الأموال فاصطدم الجناة بالطفلان وسؤالهما عن والدتهما فكان الرد: “ماما في المطبخ وجاية دلوقتي”.

إلا أن والدتهما الجثة الهامدة لم تأت وظلت الأسئلة حائرة بلا إجابة، حتى أطبق أحد العمال الجناة على الطفلة هديل كاتمًا أنفاسها لتسقط جثة هامة بجانب والدتها، وقاما بوضع أنس داخل دولاب الملابس لكتم صراخه.

ظل الطفل يصرخ حتى قرر زكريا العقل المدبر إنهاء حياته بخنقه باستخدام وشاح لأمه من داخل الدولاب، وبعد الحصول على الأموال والمشغولات الذهبية فر الثلاثة جناة هاربين تاركين خلفهم الأم غارقة في دمائها وجثث الطفلين.

القبض على الجناة الثلاثة
كان الأب هو أول من ألتقى بتلك الفاجعة حين عاد ووجد ابنته جثة هامدة وزوجته غارقة في دمائها وابنه مشنوقًا وحال المنزل لا يسر، وحين أتت الشرطة بدأت التحريات بمعرفة من دلف إلى الشقة وتوصلوا إلى أنهم العمال.

وبعد مرور أيام قليلة ألقى القبض على مرتكبي الجريمة، واعترفوا بارتكابهم الواقعة، وتحججوا بإن هناك ديون مالية واقعون فيها هي من دفعتهم إلى سرقة الأموال وقتل الأم وأطفالها الثلاثة بسبب وجودهم داخل الشقة.

إذاعة إعدام قاتل نانيس
وحكم عليهم بالإعدام بسبب سبق الإصرار والترصد، وأذاع التلفزيون المصري في ذلك اليوم جزء من إعدامهم، ووقتها اكتظت محكمة جنايات القاهرة بوسائل الإعلام لتصوير ما هو مسموح به، إذ نفذ الحكم خلال 21 إبريل العام 1998 وإذاعة جزء من عملية التنفيذ تلك.

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات