أيمن شوقي “نقاش الغربية” قصة لا تتكرر كثيرا

أيمن شوقي
كتبت ـ أمل فرج
أيمن شوقي منتصر لا أعرفه، أو يعرفني ولكنه جعلني على مدار اليوم الذي قرأت فيه قصته مع الحقيبة الضالة أشعر بشيء من السكينة، والأمل.كانت قد أصابتني خيبة الأمل في بشر هذا الزمان على كافة الأصعدة،من غرباء، أو أقرباء، حتى كنت أنظر لهم بشكل لا إرادي على أنهم وحوش تتمثل في هياكل بشرية.

ولكن دائما مهما أصبحت الصورة قاتمة، تظل هناك نقطة ضوء بيضاء، لازالت تنير، ولو من بعيد.

هذا هو نقاش الغربية أيمن شوقي، الذي وجد سيدة مرهقة من ثقل أحمالها؛ فعرض عليها مساعدتها، ووجد بجوارها حقيبة، سألها عنها إن كانت تخصها، ولكن السيدة أجابت بأن لا علاقة لها بها.

حمل أيمن أمتعة السيدة و أوصلها معه في التوك توك، الذي كان يستقله ذاهبا إلى بيته بعد يوم عمل في القاهرة؛ حث يعمل أحمد نقاشا، ويتنقل بين المحافظات؛ سعيا للرزق.

وكان أيمن قد أخذ الحقيبة معه للبيت، وفتحها واندهش من كثرة المال الذي كان في الحقيبة، كما يصف؛ حيث كان في الحقيبة قيمة مالية تقدر بـ 125 جنيها، وقال أيمن: لم أخبر أحدا من أفراد أسرتي، ورحت أقاوم شيطان نفسي، خاصة و أن المبلغ من الممكن أن يغير حياته، ولكنه جاهد نفسه في تقبل أفكار الشيطان، وقرر البحث عن صاحب الحقيبة.

كتب أيمن منشورا عبر صفحته و صفحة القرية على فيسبوك، ورقم هاتفه، وقد حظي المنشور بانتشار واسع، وبعد مرور يوم واحد، تلقى أيمن اتصالا من صاحب الحقيبة، وطلب منه الإدلاء بمواصفات الحقيبة، و أمارات للأموال، وبالفعل أدلى الرجل صاحب الحقيبة، بموصفات، و أمارات للأموال يصعب على غير صاحبها معرفتها.

لم يتوقف الموقف عند هذا الحد، ولكن عرض صاحب الحقيبة مبلغ 15 ألف جنيه مكافأة لأمانة أيمن ـ ابن الغربية الأمين ـ ولكن قيمة أخلاقية أخرى يؤكدها لنا أيمن، ويعلمها لمن غفل، أو من لم يتعلم، مثل هذه القيم التائهة، في زماننا؛ حيث رفض أيمن المكافأة رغم احتياجه، ويقول مبررا موقفه، بأن الرجل صاحب الحقيبة، لا تبدو عليه علامات الثراء، وربما كان هذا المبلغ هو تحويشة عمره، أو كل ما يملك من الدنيا، وقد يكون قد حصل عليها بعد كفاح مرير” فصعب عليا آخد حاجة منهم”.

شكرا لأيمن ولكل من لازال إنسانا صاحب ضمير حي، وخلق راقٍ لازال على قيد الحياة في زمن ماتت فيه كل الأخلاقيات، وانتحرت الضمائر انتحارا مريرا، شكرا يا أيمن وأزيد الشكر ألف شكر؛ لأنك جعلتني أشعر بالأمان أنه لم ينقرض الإنسان بعد.

أيمن شوقي

ـ نقلا عن الأهرام الكندية ـ 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات