دعوات ١١/١١ … لماذا فشلت ؟

رامى كامل

ما دار فى الشهور القليلة الماضية جعلنى اجلس اشاهد و احلل و احاول أن افهم ما يدور فاخذت شريحة من مطلقى الدعوات لمتابعتهم “مع حسين ، عماد البحيرى ، محمد على ، نيرمين عادل ، عبدالله الشريف” و بصورة أقل باقى مطلقى الدعوات.

كان القاسم المشترك الاول هو ان الدعوات تستهدف شريحة محددة من الشارع “الاسلاميين” و تبنى خطابها فى العمق عليهم بينما فى الظاهر تتحدث عن فشل النظام و الضغوط السياسية و الاقتصادية وهو ما عزل الدعوات بصورة كبيرة عن الشارع.

كانت الدعوات اعلامية فقط و اعتمدت على نظرية ان معدل الاستجابة للدعوات الاعلامية يتارجح بين ١-٥% وهو ما جعلهم يكثفوا الدعوات بصورة ضخمة اعتماد على استجابة النسبة لكنهم اكتشفوا ان الشريحة متقاطعة وتقدم نفس الاستجابة فى كل الدعوات.

نسى الداعيين للنزول ان الشارع هو الحل حال انسداد الافق السياسى بينما يحافظ السيسى على طاولة الحوار “الضعيف و الهش لكن موجود” و هناك دوما مسارات يحافظ عليها النظام ولم تغلق بعد بل مرشحة للمزيد “لجنة العفو الرئاسى” نموذجا وهى لجنة تتوسع مع الوقت الى جوار “الحوار الوطنى” قد يراها البعض محاولات تجميل لكن فى النهاية هى مسارات يمكن زيادتها لفتح المجال العام.

تعامل الداخلية مع الامر باحترافية فنحن امام اقل عدد من عمليات ضبط الافراد مقارنة بدعوات سابقة “مائتان مقابل الاف سابقا” و انتشار امنى خلق حالة من الحضور فى كل الاماكن دون ظهور واضح للمعدات مما اعطى الصورة قوة أكبر للدولة مقابل تعظيم حالة الفشل فى الحشد ” الميادين فى الصور مفتوحة بصورة طبيعية”.

اعتمدت الدعوات على ضرب مؤتمر المناخ و استغلال الغطاء الدولى له من حيث الحضور و الاعلام و تقاطع الدعوات مع تصعيد الناشط الحقوقى علاء عبدالفتاح لاضرابه عن الطعام متناسيين حجم مصر السياسى فى المؤتمر و أن قضية المناخ هى بالاساس خطة الادارة الامريكية الحالية لحصار النفوذ الصينى و ضرب طريق الحرير

و بالتالى استقطاب مصر امر مركزى لتبتعد خطوات عن الصين و روسيا و الضغوط بملفات متعددة و صنع التفاهمات الدولية لن يكون بينها اسقاط النظام ولا من مصلحة اوروبا التى تعانى حدوث اى اضطرابات فى الشرق الاوسط كله حتى لا يتدفق ملايين اللاجئين عليها و مصر فى المقدمة.

حاولت الدعوات الارتكاز على الخلافات بين جبهات داخل الدولة و نسى الداعين انهم ادوات ضغط من تيارات مختلفة للوصول بهذه التيارات لحالة من التفاهم فى الغرف المغلقة و فى النهاية كل دولة و نظام من الطبيعى ان يكون داخله اجنحة و تيارات فالامور ليست كتل مصمطة و صفوف متراصة.

ارتكزت الدعوات على الخطاب الاقتصادى و ازمة صعود سعر الدولار بينما نست خوف الناس على وطنهم و خوفهم من مزيد من الانهيار للعملة و بالتالى اختيار الابقاء على الحالى افضل من القفز للمجهول.انهيار الكتلة التنظيمية فى الدعوات بعد موت ابراهيم منير القائم باعمال المرشد العام لجماعة الاخوان فلم يعد هناك كتلة حرجة فى الشارع تطلق الشرارة والقائم باعمال ابراهيم منير يبدو انه غير متمكن من ادواته كما كان السابق عليه.

هل ستكون هذه الدعوات هى النهاية ؟لن تكون هذه هى اخر الدعوات و اول أليات مقاومة هذه الدعوات هى مبدأ د.عماد جاد الذى اطلقه منذ سنوات ” القليل من الامن الكثير من السياسة” فاعادة فتح المجال السياسى بصورة كاملة هو صمام امان الوطن وإعادة بناء المنظومة الاقتصادية لتسير بالتوازى بين البنية التحتية “المهمة”

و الاقتصاد المباشر “الذى يمس قوت يوم المواطن” لتخفيف اعباء بناء التجربة المصرية.

تحرير نقلا عن الأهرام الكندية

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات