فى مثل هذا اليوم وقعت كارثة الدير البحري بالأقصر

كمثل اليوم 17 نوفمبر 1997م مصرع 58 سائح ومصري واقالة وزير الداخلية في ( مذبحة الدير البحرى ) في تمام الساعة التاسعة الا ربع صباحا من صباح ذلك اليوم هاجم ستة رجال مسلحين متنكرين في زي رجال أمن مجموعات السياح في معبد حتشبسوت بالدير البحري، غرب مدينة الاقصر وقتلوا 58 سائح في خلال 45 دقيقة.

هاجم المنفذون في البداية افراد حماية المعبد من الشرطة وقتلوهم جميعا ثم هاجموا السائحين بمختلف انواع الاسلحة علي مدار نحو 45 دقيقة،، هرب المنفذين بعد اتمام مهمتهم من المعبد بسيارة بيجو وقاموا بإيقاف أتوبيس شركة السياحة في الطريق واجبروا السائق علي التوجه بهم لوادي الملوك وفى الطريق اصطحبهم السائق الي كمين للشرطة بالقرب من المنطقة وتبادلوا إطلاق النيران مع أفراد الكمين وهربوا في الدروب الجبلية.

جدوا جميعا مقتولين بداخل مغارة بالمنطقة الجبلية جنوب معبد هابو بالاقصر

التقرير الرسمي يدعي انهم يئسوا من المقاومة وقرروا الانتحار،، رفاعى طه، القيادى في الجماعة الإسلامية المولود في احد بلدات جنوب الأقصر(ارمنت) ، أعلن مسؤوليته عن الحادث، في بيان بثته وكالات الأنباء العالمية، ولكن تصدى له أسامة رشدى الذي كان يضطلع وقتها بمهمة الناطق الإعلامى للجماعة، حيث أصدر بيانا نفى فيه صلة الجماعة الإسلامية بالحادث بل أدانه ونفى علم طه أصلا بأية خلفيات تنظيمية حول الحادث.

وقال رشدي في البيان: مذبحة الأقصر تدعوني أمانة الكلمة وشجاعة الرأى لأعلن عن عميق أسفي وحزني لما وقع في الأقصر وسقوط هذا العدد الضخم من الضحايا الأبرياء ومهما كانت الدوافع والمبررات فإنه لا يوجد مبرر يدعو لهذا القتل العشوائى الذي يعد سابقة لا مثيل لها، ويتناقض تماما مع الأدبيات الشرعية والسياسية للجماعة الإسلامية التي كانت تستهدف صناعة السياحة وليس السياح الاجانب ” أن رفاعي طه في عام 2001 أصدر كتاب (إماطة اللثام عن بعض أحكام ذروة سنام الإسلام) الذي تضمن اعترافًا وتبريرًا لمذبحة الأقصر عام 1997م،،

كشفت أجهزة الأمن عن ورقة تم العثور عليها في جيب أحد الجناة جاء فيها: “نعتذر لقيادتنا عن عدم تمكننا من تنفيذ المهمة الأولى” فاتضح أن تكليفاً سابقاً كان قد صدر من مصطفى حمزة مسئول الجناح العسكري بمهمة أخرى، وربما أشارت المعلومات بتعلق تلك العملية بأوبرا عايدة التي انعقدت في مدينة الأقصر واختطاف بعض السياح ومقايضتهم ببعض المعتقلين والسجناء

ولكن استحال تنفيذ العملية نظراً للاستحكامات الأمنية المشددة، فبادروا لتنفيذ العملية البديلة في معبد حتشبسوت على عاتقهم ودون أمر قيادى جديد، وهو ما كرسته حالة الانقطاع وعدم التواصل في تلك الفترة بين قيادات الداخل والخارج.المنفذين هم، «مدحت عبدالرحمن» أسيوط، «مكرم محمد إسماعيل السيد» سوهاج، «حامد أحمد عريان» قنا، «سعيد محمد سلامة» قنا، و«محمود محمد عبدالكريم»، ولم يتم التعرف على الجثة السادسة‏ كانوا يضعون على جباههم أشرطة سوداء مكتوب عليها «حتى الموت»

‏ومن تحقيقات النيابة اتضح ان العملية بأمر من مصطفي حمزة قائد الجناح العسكري للجماعة الإسلامية وان الخطة الأساسية كانت حول “أوبرا عايدة” التي كانت تقام في معبد الدير البحري وكان الهدف حصد الالاف من الأرواح ولكن فشلت بسبب التواجد الأمني المكثف،، فتم الأمر بتنفيذ الخطة البديلة صباحا ، مذبحة لكل القادمين للمعبد صباحا ،‏مصطفي حمزة هو من المدبرين لعملية أديس أبابا باغتيال مبارك وهو مسجون الان منذ 2013 بعد أن سلم نفسه للامن وصاحب زوبعة المراجعات الفكرية 2018م

‏يبرر القيادي السابق ناجح ابراهيم حادث مجزرة الدير البحري في تصريحات للحياة اللندنية : قام الأمن بالقبض علي طالب طب بيطرى فى أسيوط، ويبدو أنه تم تعذيبه حتى الموت، وحين علم زملاؤه فى الجماعة قرروا الانتقام بتنفيذ تلك المذبحة، ولم يكن لها علاقة بوقف التفاوض بين الدولة والجماعة علي المراجعات، أقال الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك بعد المذبحة وزير الداخلية حسن الألفي، وتم تعيين حبيب العادلي بدلاً منه.

حث الرئيس مبارك وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، على ضرورة اتخاذ أي إجراء ضد قيادات من الجماعة الإسلامية المقيمة بالخارج،، وزير الداخلية المقال حسن الالفى تولي الوزارة في 18 أبريل عام 1993 خلفا للواء عبدالحليم موسى، وخرج من الوزارة فى عام 1997 بسبب مذبحة الأقصر،وتم اكتشاف شريط فيديو شاهدة الرئيس مبارك، صوره أحد السائحين كشف فيه حالة التراخى الأمنى .

بلغ مجموع الضحايا 58 سائحاً أجنبياً، كانوا كالتالي : ستة وثلاثون سويسرياً وعشرة يابانييون، وستة بريطانيين وأربعة ألمان، وفرنسي وكولومبي بالإضافة إلى قتل أربعة من المواطنين المصريين ثلاثة منهم من رجال الشرطة والرابع كان مرشداً سياحياً (كان من القتلى طفلة بريطانية تبلغ 5 سنوات وأربع أزواج يابانيون في شهر العسل).

كما اصيب في الحادث الارهابي محمد مرعي او(عم دبابة) احد اصحاب البازارات السياحية الذي كان يساعد السائحين في الهروب من الموقع وتم بتر زراعه واصابع مع يده الاخري ،،كما اصيبت احدي المرشدات المصريات برصاصة في القدم،،وقد ألقى هذا الهجوم الإرهابي بظلال وخيمة على علاقات مصر الدبلوماسية مع سويسرا بعد أن رفضت القاهرة مطالب السويسريين بالحصول على تعويضات عن الحادث.

يشار إلى مذبحة الأقصر هي آخر عمل مسلح قام به أفراد من تنظيم الجماعة الإسلامية الارهابي، وبعده أعلن التنظيم رسمياً مبادرة وقف العنف، ثم تلاها المراجعات الفقهية للجماعة، والتي كانت سبباً في خروج نحو 16 ألف عضو من المعتقلات والسجون في أكبر مصالحة بين الدولة والجماعات الإسلامية.

اقيلت جميع القيادات الامنية في مدينة الاقصر وتمت احالة البعض الي محاكمات بتهمة التراخي والاهمال .وصعد نجم اللواء سامي عنان قائد الفرقة 15 دفاع جوي الذي استطاع بقواته تامين المنطقة بعد الحادث فتولي لاحقا مناصب قيادية اخرها رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة

بقي ان نشير الي قتل حراس المعبد المتواجدين من الأمن جندي والمساعد فراج والمساعد مهني الذي مثل بجثته والمرشد السياحي عادل همام الذي رفض طلبهم بالابتعاد وقرر الوقوف مع المجموعة السياحية الخاص به

نقلا عن الأهرام الكندية

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات