نكشف عن نص وثيقة المجامع المسكونية المثيرة للجدل بين الكنيسة القبطية و الأنكليكانيّة

كتبت جورجيت شرقاوي

 عقدت اللّجنة العالميّة للحوار اللاهوتيّ الرسميّ بين الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة وشركة الكنائس الأنكليكانيّة، اجتماعها التاسع بضيافة الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة في مركز بيت إيل، في بلدة بْراينْ تْري، لندن، في الفترة من 24 إلى 28 تشرين الأوّل و قام بتمثيل الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة  المطران مار بوليكربوس أوجين أيدين، النائب البطريركي في هولندا، ونيافة المطران مار سويريوس روجيه أخرس، النائب البطريركي للدراسات السريانيّة، والسكرتير المشارك في اللّجنة عن العائلة الأرثوذكسيّة الشرقيّة ، و قد أناب عن الكنيسه القبطية الارثوذكسيه ، الأنبا أنجيلوس اسقف أيبراشيه لندن ، بينما غاب عن اللقاء كنيسه الأرمن و الكنيسه الحبشية والكنيسة الهندية والارتيرية من نفس العائله الأرثوذوكسية .


و  عملت اللجنة المعيّنة لصياغة الاتّفاق المشترك حول “إرث المجامع المسكونيّة في الكنيسة” على الاتّفاق وإدخال التعديلات المطلوبة عليه. و تمّت مراجعة الاتّفاق بالتفصيل من قبل لجنة الحوار واختتام النقاش حوله بالموافقة على جميع بنوده .

الكنيسة الانجيلكانية تأسست بعد المجامع المسكونية

 و من جانبه علق كريم كمال الكاتب والباحث في الشأن السياسي والقبطي ، أن الحوار بين العائلة الشرقية والكنائس الانجيلكانية ليس وليد اليوم حيث هناك حوار بدأ بين الكنيسة القبطية والكنيسة الانجيلكانية في عهد مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث وحوار اخر بين العائلة الشرقية ( أقباط وسريان وأرمن وإثيوبين واريترين ) من جهة والكنائس الانجليكانية من جهة ولكن ما يثير الاستغراب ان ان البيان الصادر عن الكنيسة السريانية الارثوذكسية يقول ان الحوار اسفر عن اتفاق حول ارث المجامع المسكونية مع العلم ان الكنيسة الانجيلكانية تأسست بعد المجامع المسكونية و يوجد العديد من علامات الاستفهام .

غموض يحيط بالوثيقة

 واضاف كمال ،الحوار اللاهوتي بين الكنيسة القبطية الارثوذكسية مع الكنائس الأخري سواء حوار منفرد ام حوار يضم العائلة الشرقية من جهة وأي كنيسة اخري من جهة اخري ضروري ولا يستطيع احد الاعتراض علي ذلك ام ان يكون هناك غموض وعدم إعلان واحتوي الوثيقة الموقعة علي عبارات غامضة هنا تكمن المشكلة.

وطالب كمال الكنيسة القبطية الارثوذكسية بإصدار بيان عاجل يوضح ويشرح الاتفاق الذي وقع علية نيافة الانبا انجيلوس اسقف لندن وممثل الكنيسة القبطية وأيضا بالصفة التي وقع بيها وهي ممثل العائلة الشرقية ، مؤكدا انه لابد من لجنه حوار كامله معلنه رسميا تسبق هذا النوع من الشراكه .

موقف الكنيسه القبطية

وأعدت اللجنة بيانًا مبدئيًا ، وَقَّعَ عليه نيافة الأنبا أنجليوس عن العائلة الارثوذكسية الشرقية (Oriental) كما وَقَّعَ عليه من الجانب الأنجليكاني الأسقف جيروجي كاميرون ، كرئيسين مشاركان لهذا الحوار.
ومن المقرر أن يُرفَع تقرير بمخرجات الاجتماع التاسع للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسية وكذلك للمجامع المقدسة التي لعائلات الكنائس الأرثوذكسية الشقيقة، والمجلس الاستشاري الأنجليكاني للنقاش.

و ذكر بيان الكنيسه ، أن العلاقات الرسمية بين الكنيسة القبطية والكنيسة الأسقفية والأنجليكانية عمومًا علاقات طيبة على مستوى الحوارات اللاهوتية، وتم توقيع اتفاقيتين الأولى حول طبيعة السيد المسيح والثانية عن الروح القدس عامي ٢٠١٤ و٢٠١٧ رُفعتا للعرض على المجامع المقدسة لكنائس العائلة ووقعهما آنذاك رئيس لجنة الحوار عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية مثلث الرحمات الأنبا بيشوي مطران دمياط السابق

مخرجات الوثيقة

ذكرت الوثيقه نصا التي تمكنا من الحصول عليها حصريا  “بعد ثمرة الحديث يمكّننا الحوار المسيحي والمنح الدراسية من إعادة تقييم المجلس والنظر إليه من جديد. على طريق المصالحة والوحدة والمهمة المشتركة بين التقليدين نتفق على أن:

أ) يمكن للشرقيين الأرثوذكس أن ينظروا إلى الخلقيدونية تعريف الإيمان كتعبير شرعي عن الإيمان للأنجليكان ، ويمكن اعتباره منسجمًا من حيث الجوهر إيمان المستشرقين الأرثوذكس ما دام يتم تفسيره وفقًا لهذا البيان المتفق عليه والاتفاق بيان حول كريستولوجيا (2014).

( ب) في ضوء بيان الاتفاقية هذا والمتفق عليه بيان حول كريستولوجيا (2014) ، يمكن للأنجليكيين الالتزام به .و وضع مجمع خلقيدونية في صورته التاريخية المناسبة سياق الكلام.

لا يحتاج الأنجليكانيون إلى فهم الشرق رفض الكنائس الأرثوذكسية لخلقدونية باعتباره مسكونياً أن يكون المجمع عقبة في طريق البحث عن الشركة بين التقليدين.و وضع مجمع خلقيدونية في صورته التاريخية المناسبة سياق الكلام. فلا يحتاج الأنجليكانيون إلى فهم الشرق رفض الكنائس الأرثوذكسية لخلقدونية باعتباره مسكونياً أن يكون المجمع عقبة في طريق البحث عن الشركة بين التقليدين.

و نعترف بالاستنتاج و التوصيات بعدم كفاية الفكر البشري ، و المفاهيم واللغة في التعبير عن ملء الإله سر التجسد. فهم كامل لـ اتحاد الطبيعتين الإلهية والبشرية في شخص” 

مجمع خلقدونية

ذكر بيان الكنيسه القبطيه ، بخصوص موقف العائلة الأرثوذكسية الشرقية خلال الحوار، قال نيافة الأنبا أنجيلوس: “إن العائلة الأرثوذكسية أكدت على موقفها الثابت والمتمثل في تمسكها باعترافها بالمجامع المسكونية الثلاثة الأوائل، نيقيه والقسطنطينية وأفسس وما نتج عن هذه المجامع الثلاثة من مقررات تمثل بالنسبة لنا إرثًا لاهوتيًا لن نحيد عنه، بل نعتمد عليه ونعيش به”. 

وأضاف: “العائلة الأرثوذكسية أكدت على عدم قبولها لمجمع خلقيدونية وعدم اعترافها به كمجمعٍ مسكوني”.

بينما كشف الباحث في الشأن القبطي عصام نسيم ، انه حسب ما جاء في الاتفاقية بين الكنائس الشرقية والكنيسة الإنجليكانية الآتي :

أن الاتفاقية تسعى الي شركة مع الكنيسة الإنجليكانية و تستلخص إن مجمع خلقدونية ليس عقبة في هذه الشركة وفي مقطع اخر تقول وحدة .

و تسأل نسيم ، هل الخلافات بيننا وبين الكنيسة الإنجليكانية هي مجمع خلقدونية فقط ؟ وهل هذه الكنيسة اصلا كانت موجودة وقت خلقدونية ؟


و أضاف ، هذه الكنيسة التي أسسها ملك أراد أن يطلق امرأته ويتزوج بأخرى وأيضا رئيس الكنيسة هو ملك او ملكة انجلترا ،فأي شركة مع هذه الكنيسة ؟

رسم المرأه في الكهنوت نقطة فيصليه

 و أضاف ، الكنيسة الإنجليكانية التي ترسم المرأة في الكهنوت وأيضاً تسمح بزواج الشواذ وتقبلهم مخالفة الكتاب المقدس هل تقبل شركتهم ؟؟ ،أليس هذه الكنيسة خليط بين الكاثوليكية البروتستانتية ولا تؤمن بجميع اسرار الكنيسة ؟-وقف الحوار مع الكنيسة الإنجليكانيه عام ٢٠٠٤ 

و أوضح ، ان هذه الكنيسة تم وقف الحوار معها بناء على قرار المجمع المقدس وقت البابا شنودة بعد قبولهم الشواذ و ورد ذلك في كتاب “القرارات المجمعيه” .


و استطرد ، ان في جلسة المجمع المقدس بتاريخ 29/5/2004 قرر المجمع المقدس اصدار بيان لرفض الشواذ في الكهنوت ورفض تزويجهم وذلك طبقا لتعليم الكتاب المقدس وبناء عليه اجتمع المجمع المقدس في جلسة طارئة دعا اليها قداسة البابا وذلك لإصدار بيان رسمي احتجاجا على انتخاب كاهن شاذ جنسيا ليكون اسقفا في الكنيسة الانجليكانية ، كما عرضت لجنة العلاقات الكنسية ان قداسة البابا دعا رؤساء الكنائس في مصر إلي اجتماع لإصدار بيان مشترك يرفض سيامة الشواذ جنسيا وزواج الشواذ وذلك في 8 سبتمبر 2003 .

و أختتم ، في جلسة المجمع المقدس بتاريخ 29/5/2007 احيط المجمع المقدس علما بأن الحوار الدولي بين العائلة الارثوذكسية الشرقية والانجليكان كان قد توقف بسبب سيامة الاسقف الشاذ جين روبنسون في 2 نوفمبر 2003 بولاية نيوهاميشير بالويلات المتحدة في الكنيسة الاسقفية هناك .

يذكر ان الكنيسه السريانيه قد اصدرت بيانا تقول فيه ، ان توجّهت اللجنة إلى مقرّ مطرانيّة الأقباط الأرثوذكس في ستيفناج، حيث وقّع الرئيسان المشاركان للّجنة رسميًّا على الاتّفاق الذي أبرمته اللجنة: عن العائلة الأنكليكانيّة المطران غريغوري كامرون، وعن العائلة الأرثوذكسية الشرقيّة نيافة المطران الأنبا أنجيلوس.

كما استكملتِ اللّجنة بحثها في موضوع السلطة في الكنيسة، وعُرض بحثان عن مفهوم “عائلة الكنائس” من المنظورين الأنكليكانيّ والأرثوذكسي الشرقيّ.

وتقرّر أن يكون الاجتماع القادم في المملكة الهاشميّة الأردنيّة، بين 23 و28 تشرين الأوّل 2023، بضيافة الكنيسة الأنكليكانيّة.

تحريرنقلا عن الأهرام الكندية

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات