الشيخ مبروك عطية يزدرى السيد المسيح والدين المسيحي

هاني صبري – المحامي

ظهر الشيخ مبروك عطية في فيديو متداول له على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يسخر من السيد المسيح ويقرر بحصر كلماته (كل كلمة في موعظة الجبل لسيدنا عيسي بلا السيد المسيح بلا السيد المريخ ، كلهم سادة) . وأحدث تصريحه هذا حالة من الغضب والضيق الشديدين عند المصريين.

هل تعلم يا فضيلة الشيخ إنه تكرّر اسم المسيح في القرآن 11 مرّة ، وتكرّر اسم عيسى 25 مرّة ، وبذلك فقد ورد اسم (عيسى) ولقب (المسيح) في القرآن 36 مرّة وذلك في أحدي عشر سورة ، وادعوك لقراءة قرآنك جيداً.

لتعرف من السيد المسيح، لسنا في معرض تأصيل فقهي إلا كنت شرحت كل هذه الآيات .

أن تصريح الشيخ مبروك عطية فيه ازدراء للدين المسيحي، وتجاوز الحد المسموح به فى الطرح، ويصنف كهجوم مسيء ضد الرب يسوع المسيح الذي نعتبره نحن المسيحيين إنه الهنا ، واسمه في الكتاب المقدس المسيح وليس عيسي ، واستشهدت حضرتك بالموعظة على الجبل المذكور فيها إنه الرب يسوع المسيح والسيد.

في تقديري إن هذا التصريح يعد جريمة ازدراء الدين المسيحي مكتملة الإركان وهذا ثابت من خلال تصريحه والتعدي بالقول وبطريق العلانية علي الدين المسيحي.

ويستفاد ذلك من نص المادة ( 98 و) من قانون العقوبات تنص علي “يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه، ولا تجاوز ألف جنيه كل من استغل الدين في الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية”.

والقانون يعرف جريمة ازدراء الأديان بأنها احتقار الدين، أو أحد رموزه، أو مبادئه الثابتة، أو نقده أو السخرية منه بأي شكل من الأشكال، أو إساءة معاملة معتنقيه، لأن مثل هذه السلوكيات هي التي تثير الفتن، ومن هنا، فإن الهجوم بأي شكل على كل ما يتعلق بالدين يعد ازدراء له، وأن الازدراء أو التجديف هو عدم إظهار تقدير أو احترام تجاه شخصيات مقدسة في الديانات الإبراهيمية، أو الأعتداء علي قدسية الاعتقاد الديني والإساءة للدين ، ومهاجمة العقيدة ، والذي يعبر عنه بالتطرف الديني، إما باحتقاره، وإهانة الدين، أو التشدد المخل، وهي الصورة الأكثر انتشارا. أن حرية الإعتقاد والرأي مكفولة بمقتضى الدستور، إلا أن هذا لا يبيح لمن يجادل في أصول دين من الأديان أن يمتهن حرمته أو يحط من قدره أو يزدريه عن عمد منه،..

فليس له أن يحتمي من ذلك بحرية الاعتقاد وإنما تضع مرتكب تلك الجرائم تحت طائلة القانون. وإن تصريحه أيضاً فيه مخالفة لميثاق الشرف الإعلامى ومدونة السلوك المهنى، واستمراره فى ارتكاب المخالفات المهنية، وغير مسموح له أو لغيره إهانة أبناء الشعب المصري أو ازدراء الدين المسيحي أو النيل من السيد /المسيح الذي نعتبره كمسيحيين بحسب الكتاب المقدس إنه الهنا وله مكانته العظيمة ويشهد بها الجميع على مر الازمنة وتعاقب الأجيال وحتى مجيئه الثاني.

نحن نحتاج إلى ضبط الأداء الإعلامى، والتدقيق فيما يقدم للمشاهدين واحترامهم، والالتزام بميثاق الشرف الإعلامى ومدونة السلوك المهنى، والبعد عن الأمور التى تحدث أى إثارة أو بلبلة، حيث خالف مثل هذا التصريح كود الاخلاق الذى نص على عدم التحقير من الاشخاص ، ومخالفة المادة (16) من لائحة الجزاءات والتى تنص على ان استخدام الفاظ تؤذى مشاعر الجمهور مخالفة تقتضى توقيع الجزاء على المخالف.

والدستور المصرى الصادر فى 2014 فى المادة 211 منه أناط بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مسئولية وضع الضوابط والمعايير اللازمة لضمان التزام الصحافة ووسائل الأعلام بأصول المهنة وأخلاقياتها والحفاظ على مقتضيات الأمن القومى، وأوجب عليه القانون رقم 180 لسنة 2018 اتخاذ الإجراءات المناسبة اللازمة لبلوغ تلك الغايات، وخوَّله من الاختصاصات والسلطات، وأتاح له استخدام العديد من التدابير وتوقيع ما يراه ملائماً من الجزاءات المعينة له فى هذا المقام. وطبقاً للمادة 211 من الدستور الصادر عام 2014 والمادة (94) من القانون رقم 180 لسنة 2018 بشأن قانون تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام واللوائح الصادرة تنفيذاً له، فإن هذا الصريح خالف ميثاق الشرف الإعلامى ومدونة السلوك المهنى فى باب أولاً المبادئ العامة فى فقراتها أرقام (2، 4 ، 6، 9) والتى نصت على التالى:

1- الفقرة رقم 2 على احترام القيم المجتمعية وآداب وتقاليد المهنة.

2 – الفقرة رقم 4 احترام الوحدة الوطنية.

3- الفقرة رقم 6 احترام الكرامة الإنسانية وعدم الإساءة إلى أى فئة من فئات المجتمع.

4- الفقرة 9 تنص، على احترام حقوق الجماهير مستمعين ومشاهدين. كما تنص الفقرة الثانية فى باب الواجبات، على عدم مخالفة الالتزام بالموضوعية فى التناول، والتوازن فى عرض وجهات النظر، وعدم تغليب المصالح الخاصة على الاعتبارات المهنية.

جدير بالذكر إنه عادة ما يثير الشيخ مبروك عطية حالة من الجدل حال ظهوره على منصات التواصل الاجتماعي ، وأكثر من مرة يصدر قرار من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بإحالته للتحقيق بسبب تصريحات تسئ للمجتمع المصرى على إحدى القنوات الفضائية.

عندما صرح: “ثلاثة أرباع سكان مصر ولدوا لزيجات حرام”.

وتصريح آخر ضد المرأة عقب مقتل طالبة المنصورة نيرة أشرف؛ والتي قال فيها: “عاوزة تحافظي على نفسك إلبسي قفة وإنتي خارجة”.

وغيرها من التصريحات التي تثير حفيظة المصريين. وبناء عليه فأنني أناشد السيد الأستاذ المستشار النائب العام بصفته صاحب الاختصاص الأصيل تحريك الدعوي الجنائية ضد الشيخ مبروك عطية والتحقيق بتهمة ازدراء الدين المسيحي .

كما أطالب المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أعمالاً للمادة 94 من القانون رقم 180 لسنة 2018 وهو المنوط به ضبط الأداء الإعلامى اتخاذ قرار بإيقاف الشيخ مبروك عطية عن الظهور الإعلامي، وإحالة الأمر إلى النيابة العامة للتحقيق معه بازدراء الدين المسيحي.

ونطالب اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية المشكلة بقرار رئيس الجمهورية رقم ٦٠٢ لسنة ٢٠١٨م مواجهة مثل هذه الدعاوي التي تنال من سلامة واستقرار الوطن لمنع حدوث حالة من الاحتقان تضر بالمجتمع ومواجهتها وقفاً للقانون بكل حزم للمحافظة علي الوحدة الوطنية وسلامة وأمن البلاد.

تحرير

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات