جلسات العرف المخزية

قديما قبل وجود المحاكم وانتشارها في ربوع مصر كانت الجلسات العرفية هي سيدة الموقف و الجلسة العرفية يعتبرها الأهالي بديلا للمحاكم ومنصة القضاء، ويلجأ إليها أبناء القرى والمدن المتعلمون وغير المتعلمين، فالكل يجلس في الجلسة العرفية سواء دون تفرقة والجميع يلتزم بالحكم الصادر عن المحكمين، فهيبة المحكمين تفرض نفسها على الجميع.

وكان هذا كما ذكرت يحدث قديما قبل انشاء المحاكم، واستمرت في الأماكن والمناطق النائية او الأماكن التي تحكمها الاعراف والتقاليد والقبائل ايضًا.

وإحقاقا للحق كانت هذه الجلسات تؤتي ثمارها في خلافات الميراث وفي بعض حالات الثأر

ولكن في الآونة الأخيرة ساءت سمعة هذه الجلسات لاستخدامها استخدام واضح بديلا للمحاكم مما أعطى افسح المجال أمام المعتدين ومن يسيئو الادب لفعل ما يريدونه وهم يعلمون ان ( اخرها جلسة عرفية وهانقول sorry) ولكن يا سادة من آمن العقاب أساء الادب وهناك قصص وحوادث كثيرة حكمت فيها الجلسات العرفية وتكرر الخطأ مرة أخرى.

ولكننا الآن أمام حادث بطله دكتور صيدلي، اي له من العلم ما يمتعه باستخدام عقله، ولكنه اثبت المثل القائل العلم في الرأس مش في الكراس اي مهما وصلت لدرجات من العلم قد تكون جاهلا، هذا الصيدلي حسب نفسه جندي الله على الأرض ومخول لتنفيذ احكامه هو باسم الله، تجرأ ورفع يده على سيدة (لن أقول قبطية حتى لا اخصص القضية)

صفعها بكل قوته على وجهها والمبرر ملابسها غير لائقة في رمضان ( اصل البيه صايم وخايف لنظرته لدراعها تفطره) شيء مخزي حقا ، كيف تجرأت يا هذا ورفعت يدك على سيدة لكون ملابسها لا تروق لك ، يا اخي قولها مش هابيعلك حاجة اذا كانت رجولتك ناقحة عليك يعني، ولا خايف تفطر عشان شوفت دراعها، لكن تضربها !!! تضربها!!!

دا انت متعلم او المفروض يعني لكن هانقول ايه ما هو مش بالعلام يعني، إلى هنا الامر واضح جدا توجهت السيدة لعمل محضر وهنا حدث شيء غريب على قول أسرة السيدة انه تم تغيير اقوالها في المحضر ولكن أصرت السيدة في النيابة على تعديل هذه الاقوال، ثم فوجئنا بعقد جلسة عرفية!! نعم!! هو في ايه؟

يعني ايه جلسة عرفية هو دا الحل في نظركم؟ السادة الافاضل للعلم فقط قام المشرعيين والقائمين على وضع القوانين لردع من تسول له نفسه ان يتجاوز في حق الغير ايا ما كان فكيف تقومون انتم بقهر المظلوم والضغط عليه بحجة السلم الاجتماعي هذا تهريج ولعب بمشاعر الناس واهدار لحقوقهم ولماذا تكيلون بمكايلين لماذا تحاسبون أحدا حسب القانون وتنظمون جلسة عرفية للاخر.

أين الأمانة والضمير أين معاقبة المخطأ او اننا نعيش في غابة او قبيلة من القبائل.

يا سادة كل من شارك في هذه الجلسة واهدار حق هذه السيدة قد أجرم في حقها ايا ما كان حتى رجال الدين الذين تدخلوا تحت اي مبرر لقهر هذه السيدة واهدار حقها ولنا في قضية سيدة الكرم وغيرها من الحوادث أسوة سيئة لهذه الجلسات.

منتهى القهر فقد أصبحت هذه الجلسات لقهر الضعيف وصاحب الحق، أصبحت اهانة وكسر نفس ومالة.

انني من هنا اناشد من له الحق لا تتنازل عن حقك الا بارادتك انت ورغبتك انت، واناشد المسئولين الذين يشاهدون هذا العار وهم صامتون الجلسات العرفية أصبحت كالقنابل الموقوتة، فإحذروا

تحرير نقلا عن الأهرام الكندية

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات