آباء قديسون معاصرون (4) سيرة المتنيح القمص موسى ابو السعد كاهن كنيسة الأنبا مقار بالبلينا .

المتنيح القمص موسى ابو السعد

بقلم الإكليريكى ناصر عدلى محارب
فى الاحتفال بالذكرى السنوية التاسعة للمتنيح القمص موسى ابو السعد ، كاهن كنيسة الانبا مقار بالبلينا ، نسرد سيرتة العطرة كأب من الاباء القديسين المعاصرين .

ميلاده : 

12/6/1929 م – 9/8/2008 م
ولد ثابت ابو السعد فى دشنا محافظة قنا فى 21/6/1929 وتخرج فى كلية الحقوق جامعة الاسكندرية عام 1959 والتحق بالعمل بمصلحة الضرائب العقارية بدشنا – وكان والدة عمدة القرية و لة شقيق عقيد بالقوات البحرية اسمة عبد القدوس ثابت وكان من اسرة ميسورة الحال ، وكان مهابا من الجميع بالقرية لقوة شخصيتة حتى أنة كان يطلق علية لقب ” الزعيم غاندى ” .
وعاش فترة شبابة بعيدا عن الكنيسة فكان يشابة اولاد العالم ، فكان مدخنا شرها وهذة العادة كانت تسيطر علية فمنعتة من ممارسة الاصوام الكنسية ، وكانت علاقتة بربنا و الكنيسة علاقة سطحية ، بعيدا عن ممارسة اسرار الكنيسة والصلوات الليتورجية . 
وفى احد الايام تاثر بموقف طفلين جاءا الى بيتة ، فقدم لهما كوبين من الشاى فاذا بهما يشكرانة ويعتزران لكونهما صائمين وفى حالة استعداد لحضور القداس الالهى والتناول من الاسرار المقدسة .
فتاثر ثابت ابو السعد جدا من موقف الطفلين ، لانهما صائمون انقطاعى ، وهو بسبب التدخين وبعده عن الله والكنيسة لم يستطع الصوم والتناول . 
وفى هذه اللحظة قرر التوبة فأقلع عن التدخين ، وقدم توبة حقيقية وأعترف بخطاياه وبدأ بقراءة الكتاب المقدس ، وكان لكتاب بستان الروح للمتنيح مثلث الرحمات الانبا يؤانس اسقف الغربية تاثيرا كبيرا على تغيير حياته وفكره وقلبه ، وواظب على الكنيسة وسيم شماسا فأهتم بحفظ الالحان والتسبحة .
والتحق بالخدمة وأهتم بالتعليم الكنسى فقرر الالتحاق بالكلية الإكليريكية بالبلينا وتتلمذ فيها على يد نيافة الحبر الجليل الانبا ويصا مدير الإكليريكية ، وتفانى فى دراستة وكان طالبا شغوفا للعلم ومتفوقا ونجح بتفوق وكان من أوائل دفعته عام 1979 ، وتم تعينة استاذا بالكلية مدرسا لمادة اللاهوت .

دعوتة للكهنوت :

وكان قدوة فى محبتة وغيرتة وخدمتة ، فلاحظ ذلك نيافة الحبر الجليل الانبا ويصا ودعاة للكهنوت ، ولكن رفض لأحساسة بانة غير مستحق هذة الكرامة وانة اقل من تحمل مسئولية كبيرة مثل مسئولية الرعاية ولا سيما أنه كان قد قارب على الستين . 
ويذكر نيافة الانبا ويصا فى هذا الشأن انة ” أعرفة منذ أفتتاح الكلية الاكليريكية فى ديسمبر 1976 كان طالبا نجيبا ومجتهدا ومخلصا فى محبتة لدراستة وأنهى دراستة فى الثلاث سنوات بتفوق ولكن صلتة بالكلية والايبارشية لم تنقطع كما يقول الكتاب ان المحبة لا تسقط ابدا ( 1كو 13: 8) . 
وطلبت منة مرارا قبول الكهنوت المقدس ولكنة فى بادى الامر كان يعتذر بشدة لشعورة بجسامة المسئولية وعدم استحقاقة لهذة الرتبة الجليلة ورغم ذلك لشعورى بإستحقاقة التام لهذة الخدمة المقدسة لم أيأس من تكرار دعوتة الى ان قبل الكهنوت فى 3 أغسطس 1987 ( كاهنا باسم القس موسى ابو السعد على كنيسة الانبا مقار بالبلينا ) ، 
وبعد ان تم فترة الاعتكاف ( الاربعين يوما لاستلام الذبيحة ) بدير المحرق العامر عاد للايبارشية .
وبدأت المرحلة الاولى من خدمتة واستغرقت سبع سنوات حفظ فيها كل اسر وأفراد المدينة فردا فردا ، كل واحد بأسمة ، الكبير والصغير ، لم تخفق ذاكرتة يوما أو ينسى احدا ( رغم سنة الذى تجاوز الستين ) .
واتذكر يوما سألة القمص شنودة شنودة حبيب وهو ابن البلينا ومن مواليدها عن بعض الأشخاص وكانت الاجابة فورية وصحيحية تماما اذ اصبح مرجعا يعرف كل واحد باسمة وكل واحدة باسمها ، وهكذا كمل قول الكتاب عن الراعى الصالح الذى يدعو خرافة الخاصة بأسماء ويخرجها . ومتى اخرج خرافة الخاصة يذهب امامها والخراف تتبعه لأنها تعرف صوتة . ( يو 10: 4 ) فيقودها الى المراعى الخضراء وكانة فى هذة المرحلة حفظ الكلمة وعاشها وعمل بها “.
وكان نيافة الانبا ويصا قد سامة دياكون فى 12/7/1987 م قبل سيامتة قسا وتم ترقيتة الى رتبة القمصية فى 3/8/1990 م .

خدمتة :

بدأت خدمتة فى المرحلة الاولى كما ذكرها نيافة الانبا ويصا بالافتقاد لجميع الأسر الفقيرة والمحتاجة وجميع فئات الشعب من الأطفال والفتيان والشباب والاباء والشيوخ والمرضى وكان يحفظ اسمائهم واحدا واحد ،
ومن محبة الشعب لة اصبح ابا لأعتراف غالبية الكهنة والخدام والشمامسة والشعب بكل فئاتة سواء من مدينة البلينا أو من خارجها ، حتى انة كان يقضى فترات كثيرة جدا فى الأرشاد والأعترافات التى كانت تصل الى منتصف الليل ، بل كانت تمتد الى ذهاب المعترفين الية فى البيت لإرشادهم وكان لا يتاخرعن احد مفضلا راحة ابنائة على راحتة الشخصية .
وكانت كل حياتة صلاة وتسبحة وليتورجيات فهو اما موجودا بالكنيسة باستمرار للصلاة او الأعترافات او فى إفتقاد وحل مشكلات ابنائة ،
وكان من مؤسسى المجلس الاكليريكى لإيبارشية البلينا وكان نيافة الانبا ويصا يعتمد علية فى علاج وحل المشكلات المعروضة على المجلس الاكليريكى ،
ورغم حداثة رسامتة بين إخوتة الكهنة بالكنيسة وبالإيبارشية الا أنة كان اخا لهما وابا لإعتراف كثيرا منهم حتى انة كان اب إعتراف لنيافة الحبر الجليل الانبا ويصا مطران البلينا ، واب إعتراف للمتنيح القمص عازر القمص ارسانيوس كاهن كنيسة القديسة العذراء مريم بفرشوط المشهود لة بالقداسة . 
وعلى المستوى الشعبى والرسمى كان مهابا و محبوبا من الجميع مسلمين ومسيحيين وكان يخدم الكل ويشفق على الجميع ، ولا يرد اى احد يطلبة فى اى مشكلة او طلب او خدمة .

صليب الالم والمرض :

تعرض ابونا موسى لكثير من متاعب ابليس وتجارب مرضية كثيرة وكان يحتملها بفرح رغم تقدمة فى العمر ، فتعرض لكسر فى ساقة ، واخيرا تحمل مرض الفردوس : السرطان ” واحتملة لفترة كبيرة حتى بدا ينتشر فى جسدة .

شفافيتة ومعجزاتة :

كان لقداسة ابونا موسى شفافية كبيرة ومعجزات كثيرة لمسها كل من تعامل معة من ابنائة من إيبارشية البلينا وجارى الأن كتابة معجزاتة بكتاب سوف يصدر من إيبارشية البلينا عن معجزاتة وسوف نتحدث عنها فى الذكرى السنوية القادمة ولكن سأذكر معجزة حدثت يوم وفاتة قصها صاحب النيافة الحبر الجليل الانبا ويصا مطران البلينا ، وهى لمس إمراة مريضة بمرض السرطان لجسدة الموجود بالكنيسة لأخذ البركة منة قبل صلاة الجنازة والدفن ” حيث ترك جسدة بالكنيسة منذ الليل وحتى صباح اليوم التالى وتوافد الشعب من كل صوب ، من الإيبارشية وخارجها لنوال البركة من جسدة الطاهر ” وقد دعا هذة السيدة المريضة نيافة الانبا ويصا الذى يعلم بمرضها وقال لها المسى جسد ابونا موسى ابو السعد للتبرك منة ، وبالفعل هذة السيدة شفيت من المرض وتاكد شفائها بعد قيامها بعمل الأشعات اللازمة .

إنتقالة ونياجتة .

عندما اشتد علية مرض السرطان فتعب يومى الخميس والجمعة ورغم مرضة الا أنة لم يغب عن الوعى بل كان فى كامل وعية وانتقلت روحة الطاهرة الى الفردوس يوم السبت الموافق 9 أغسطس 2008 وانضم الى موكب صفوف السمائيين ومضى الى بيتة بعد أن اكمل جهادة الحسن وتنيح بسلام بركتة وشفاعتة فلتكن معنا امين 

وكتب احد تلاميذ ابونا موسى عنه قائلا :


(1) كان قويــا فــى حبــه وبذلــه وعطــاءه
– كالراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف
– يجول يصنع خيرا كمعلمة ليلا ونهارا عشية وباكر ووقت الصبح
– كالشمعة التى تحترق لتضئ للاخرين
– كالبخور الذى يذوب ليصعد رائحة ذكية امام عرش النعمة ويملا الكل فرحا وسرورا
– لا يرفض اعترف احدا حتى ولو 10 مرات فى الشهــر
– اذا ان خلاص النفوس عنده اهم من اى شئ فى الحياة واهم من راحته الشخصية او طعامه
– الكل ثاثربه حتى البعدين عن المدينـة
..
(2) قويـا وحكيمــا ومدرسـة فى ارشاده الروحى للخطــاة وللمعترفين
– كان منهجــه
+ ان يعطئ رجاء لكل خاطئ او بعيد عن الكنيسة
– مترفقا رحميا كسيدة الذى لا يطفئ فتيلة مدخنة
– ولا يدين احــدا لسان حاله يقــول ” ولا انا ادينك اذهب بسلام ولا تخطئ ثانية ”
..
+ وحينما يجد المعترف متهاونا يوجهه بحزم فى محبة وخوف على خلاصه الابدى
..
– كراعى الخراف الامين و المتمكن
– الذى يقود الخراف فى طريق الملكوت تارة بالمزمار واحيانا اخرى بالعصا والتأديب
..
(3) كان قويــا وفــى تعاليمــه الروحيــة
– علمتنا الجدية والتدقيق فى الحياة الروحية وقراءة الكتاب المقدس والصلاة بالاجيبية
– وكنت فى كل اعتراف تسأل عن
– التوبة قبل الأعتراف والإستعداد قبل التناول والصلاة والصوم -والمحبة والعطاء والعشور
.. ( فهما السبيل للتغلب على غلاء الميعشة ) – و طاعة الوالدين واحترام الأخرين
— والإجتهاد فى الدراسة – و الأمانة فى العمل .
.
+ وكان قويــا فى اقوالــه فهــو الذى قال
– ان الخادم لابد ان يكون قدوة للأخرين
– ان البركة فى الخدمة تاتى من التعب والبذل واحتمال الجراحات والاهانة
– ان الانسان فى تعاملاته مع الاخرين يذكر دائما اعمالهم الحلوة معه وينسى الاساءة
– ان الخطية وحدها هى التى تحزن قلب الانسان ولا شئ اخرفى الحياة يستحق الحزن
– ان من يعرف ان يعمل حسنا ولا يعمل فتلك خطئية عليه
– ان الله يقود الناس بالقوانين وليس بالمعجزات والذى يزرعه الانسان اياه يحصد
– كل الامور تعمل معا للخير للذين يحبون الله ..
..
+كنــت ياابــى
– حـارا فى الــروح ..جهــورا فى الصــلاة .. قويــا فى معجزاتــك وانتهــار الارواح الشريــرة …
– انجيلا معاشـا .. وسيرة عطرة جميلـة و مريحة..وحكيمـاوطبيبا .وابـا وصديقـا.. وعونا وسنـدا
– محبا هادئا مبتسما ، وديعا لطيفا رقيقا ، مترفقا مشجعا ، استاذا ومعلمــا قديـرا

[Best_Wordpress_Gallery id=”9″ gal_title=”القمص موسى ابو السعد”]

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات