الإعلامية إلهام فهمى تكتب : متى تسمو فتواكم عن تلك النصف الأسفل ..!

بقلم : الإعلامية إلهام فهمى

منذ أيام خرجت علينا كما يحدث من حين لآخر ، فتوى تقيم الدنيا ولم تقعدها ، وهى فتوى ( معاشرة الوداع ) والتى هى صورة لا تخرج فى نطاقها عن صور التمثيل بالجثة ، فإن ماتبيحه تلك الفتوى وتستحله ، مما تتعرض له الزوجة المتوفاه والتى قد اصبحت بين يدى بارئها ، ماهو الا جريمة من جرائم الاغتصاب ، لانها منذ تلك اللحظة التى أسلمت فيها الروح إلى بارئها ، قد انفصلت عن دنياه ولم تعد ملكآ له ،كما هو جريمة تعدى على حرمة الموتى وكسرها والتمثيل بجثتها ، أضف إلى ذلك ، فهو التعدى على عظمة الخالق وسلطانه ، وما صار بين يديه ، وله وحده سبحانه السلطان فى شأنه جل شأنه . _ان اقل مايوصم به أصحاب تلك الفتاوى ومتبعيها هو الانحطاط والدناءة _فأين قدسية وحرمة الموتى ، وكيف لك أن تتعدى على ما اصبح بين يدى الخالق ، وماهى تلك المشاعر والاحاسيس ، التى تقبل وتحتمل أن تعيش لحظات المتعة والنشوة مع من كانت له شريك حياه .. وها هى اليوم تفارقه _اين الحزن والالم على فراق شريك العمر والكفاح ولحظات التأمل لحال ما ستعانيه من الام الفقد والوحدة ، هل من الممكن فى ظل هذا الكم المختلط من احاسيس الفراق القاتلة ، هل من الممكن أن يكون استماع ونشوة بجسدها الميت ..! _ الم يمر بالمخيلة شربط الحياه معها ولو لحظات ، وكيف تكون المشاعر فى تلك اللحظة ، هل هى مشاعر ضياع وفقد ، ام هو شعور بالرغبة الملحة .. وهل من إثارة فى جسد ميت ..! فإذا كان الزوج فى العموم ، أن لم يجد زوجته تتفاعل معه بكل جوارحها فى تلك اللحظة الحميمية ، فأنه يفقد الشعور بالاستمتاع والإثارة ، كما يتهمها بالبرودة والفتور الجنسى وهى مازالت جسد ملىء بالحياه ، فكيف إذآ يعاشر جسد ساكن لا حراك شاحب بلا روح ، يسرى فيه سقيع واصفرار الموتى ..!! _فأننى ارى تلك الفتوى ، ما هى إلا صورة من صور الاغتصاب والتمثيل بالجثة . _فحتى متى نراكم دائمآ فكركم محصور في فتاوى لا تتعدى نصفكم السفلى ، أما نصفكم العلوى ، فهو يزداد الجهل جهلا والتخلف تخلفا …فما بين فتوى ارضاع الكبير ، وإباحة الزواج من طفلة ولو كانت ابنة اليوم ، إلى معاشرة الزوجة بعد وفاتها ، الى استحلال معاشرة البهائم ، فأين فتواكم التى تحس على العمل والإنتاج لتحقيق الذات والنظرة الى المستقبل والنهوض بالإوطان .. فكيف لأمة أن تتقدم فى ظل فتاوى تخاطب الشهوات لا العقول ، كيف لأمة أن تتقدم وفكرها محصور … فى النصف الاسفل ..؟!!

فريق عمل المواطننة نيوز

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات