شيخ الأزهر ” مالوش دعوة ” ؟! ..

بقلم / أمل فرج

على أثر حادثة إلحاد إحدى طالبات إحدى المنشآت التعليمية ، أو هكذا أذيع عنها ، وأيا ما كان ، فالمهم أن المؤسسة التعليمية قامت بدور إيجابي واستدعت أحد شيوخ الازهر الشريف ، كإجراء علاجي ، ووقائي ، تخاطب من خلاله الطلاب ، والطالبات ، وكذلك هيئة أعضاء التدريس ، في ندوات تعقد بشكل دوري ، والجدير بالذكر أنه في أثناء الندوة التي جمعت بين أعضاء التدريس وفضيلة الشيخ ، وأثناء حديثه إليهم استأذنت معلمة للتعليق عما جاء في كلام فضيلة الشيخ الذي أفاد بأن معلمي اللغة العربية يتفضلوا مشكورين ، متطوعين بتدريس التربية الدينية في المدارس ، وأن على كل معلم أن يستشعر الجانت الديني مع الطلاب في علاقته بهم ؛ فجميعنا حتما يشعر بأزمة الموقف ، ولكن سرعان ما خرج الشيخ عن هدوئه لمجرد مواجة المعلمة له بالحقيقة المريرة التي سكت عنها الأزهر ، حين قالت : ” وهو الأزهر كان مستني يكون في ظاهرة تنبئ عن كارثة عشان يتحرك بدوره التوعوي ، والتربوي ، والديني ، تجاه أبناء الوطن ـ التي هي  من مسئولياته الأولى ـ ، وازاي الأزهر يسكت كل السنين دي على تدريس معلمي اللغة العربية للتربية الدينية ـ مجازا ـ وكان من الأولى أن يتدخل الأزهر ، ولو بمناشدة أحد الشيوخ الذين ينتمون له بذلك ؛ إجلالا للدين ،  واحتراما ، وحرصا على صحة النشئ الدينية ، الأمر الذي قد يبدو أن الشيخ اعتبره اتهاما شخصيا له ، وإدانة للأزهر في شخصه ، مما دفعه للانفعال ، وارتفاع صوته ، ومقاطعة المعلمة أثناء حديثها وهو يقول : ” وأنا مالي أنا ؟! أنا مالي ؟ ! ، دي مش قضيتي ، ومزيدا من الكلام الذي لم يستوقفني منه غير هذه الجملة الخطيرة جدا من شيخ أزهري ،  التي تعني ” مالوش دعوة ” بما طرحت المعلمة ، لم يعتبر نفسه الصوت الأقرب لمناشدة المسئولين في المؤسسة التي ينتمي إليها ، لم يطرح حتى فكرة أن يتقدم بطرح معالجة على من بيده الأمر ، أو من ينوبه ، أو الأقرب فالأقرب ، كم كنت أتمنى أن أجد من الشيخ ما يطمئن قلبي على ديني بين يدي أهل الدين ، في مجتمع أحوج آلاف المرات لرجل غيور على دينه ، حريص بالفعل للعمل من أجله ، ولازلت أتساءل كيف لشيخ أزهري يستطيع لسانه أن ينطق بتعبير التخلي عن المسئولية أمام مثل ما طرحت المعلمة ؟! هو رجل دين ، وكل ما يساعد على تصحيح المفاهيم والقوانين والأوضاع في كافة المؤسسات هي في عنف كل منا حسب موقعه ، فما بالنا برجل الدين الذي استطاع أن ينطق : ” وأنا مالي أنا ؟!  ويعني الموقف  ” مدرس عربي يدرس الدين ولا ما يدرسش ” ، لقد ناشدت هذا الشيخ لإنقاذ التربية الدينية في المؤسسات التعليمية ، ولكن أصابني الخزي ، وكنت أناشد الأزهر الشريف من خلاله ، ولكن أصابني الإحباط ، والفشل ، وأنا هنا أناشد الأزهر الشريف من واقع إحساسي بالمسئولية أمام الله ،وبراءة لذمتي يوم الموقف العظيم أن يتخلى أهل المسئولية ، ومن بيده اتخاذ القرار وتنفيذه ، بالنظر في أمر التربية الإسلامية في المدارس التعليمية ، وأن يقروا قوانين تنص على تدريس الدين من قبل أهل الدين ممن تخصصوا في دراسته ، وتبحروا في مناهله ، شأنه شأن أي مادة دراسية أخرى ؛ وذلك  هو الأمر الطبيعي حتى نعطي الدين حقه ،  وحتى نضمن تدريسه بأصوله التي تنبغي له ، وأولا وأخيرا حتى نعطي الله حقه ، ونكون معه أكثر أمانة وإخلاصا ؛ ذلك لمن كان يخشى الله .

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات