الفيس بوك يجسد حلم المدينة الفاضله أو ما اتفق عليه قديما باليوتوبيا… حيث يتبارى جميع أعضاء المجتمعات المغلقة فيه في ارتداء أقنعة الفضيله والاحساس المرهف الذي قد يصل إلى حد الملائكية… بينما يتبارى البعض الآخر فيما يشبه الجماعات الثورية في فعل النقيض وإظهار القبح في أوضح صوره… وبين هذا وذاك تتصاعد الإعلانات من أشياء جديدة إلى مستعملة إلى عقارات إلى سلاح إلى حيوانات أليفة إلى أدوية ومنشطات إلى جمعيات خيرية… ليصبح الفيس بوك مدينة كبيرة جدا تضم العديد من الأحياء والشوارع والأزقة والدكاكين…. وكل سكان تلك المدينة يرتدون قناع أحلامهم في يقظتهم ومنامهم كل بما يحلم ولا يستطيع تحقيقه في الواقع محاولا تغيير الواقع باستغلال هذا الفضاء المجاني إما لتحقيق مكسب مادي أو أدبي أو حتى التنفيس عن حلم مكبوت ورغبات دفينة بالفضيلة النقية أو الثورة العارمة… وهذا مالم يتخيله مارك عندما صمم أعظم إختراعات التواصل لهذا القرن الفيس بووك…. فهنيئا لتلك المؤسسة التي تحصل في كل ثانية وكل لحظة على فكرة أو حلم جديد لتصنع أكبر عصارة فكرية على مر التاريخ……
