«ماجد ملاك» يكتب: المرأة في مصر

الكاتب ماجد ملاك - أرشيفية

«ماجد ملاك» يكتب: المرأة في مصر

 
عندما خلق الله حواء فهو لم يخلقها عبثا، ولم يخلقها احتياطيا لآدم مثلا، الله خلقها مع آدم.
 
وكان من المستحيل ان يخرج نسلا من آدم وحده، مهما كان عنده من قوة وبأس ومهارة!.
 
أتصور عندما خلق الله حواء كم كان آدم فرحا مبتهجا برفيفته، فهي ونيسة وحدته، وشريكة حياته وتعبه واجتهاده.
 
لو لم تخلق حواء، لظل آدم يتحدث مع نفسه تارة ومع الحيوانات تارة أخري، ولا أدري كيف كانت الحيوانات ستتفاعل معه.
 
فهو كان سيدهم، لذا فتفاعله معهم كان من منطلق اعطاء الاوامر من ناحيته ومن ناحيتهم تنفيذ التعليمات.
 
وعندما خلقت حواء، لم تخلق لتحل محل هذه الحيوانات، والا فلماذا خلقها الله، لم تخلق لتكون عبدة لسيد، بل شريكة لآدم.
 
لم تخلق لتتلقي الاوامر وتنفذها، بل لتفكر وتقرر وتتفاعل، هي نظير لآدم ومعين له، لم اسمع أن الله أعطاها درجة في الخلق أقل او ادراكا عقلي اقل او كرامة اقل.
 
بل خلقها من جزء من جسد آدم ليعطي تأكيدا للشركة والتماثل والتناظر والوحدانية.
 
والعجيب أننا في مصر ومعظم الدول الشرق اوسطية ننظر الي المرأه كانها درجة ادني من الرجل.
 
كما لو كان الرجل لديه عقل اما هي فلا، وكما لو كان الرجل لديه قلب اما هي فلا، وكما لو كان لديه مشاعر واحاسيس ورغبات اما هي فلا.
 
وتدرجت درجة قبول المرأة في المجتمعات الشرقية من الدرجة الادني الي الاعلي علي مر الزمن.
 
فقديما كان يتم وأد البنات بعد ولادتهن، ومن كان منهن محظوظات للعيش لم يكفل لهن حقوقهن الطبيعية في الحياة.
 
فعلي سبيل المثال لم يكن لهن ان يختاروا شريك حياتهن مثلا، بل هن كانوا اداة جنسية عند الزوج.
 
أما دور الزوجة في هذه الحالة فهو يقتصر علي إرضاء الزوج بكافة الطرق الممكنة وخدمته كخدمة العبد لسيده.
 
ومع مضي الزمن، ودخول عصور الانفتاح علي الثقافات الاوروبية والغربية، تبدلت نوعا ما المفاهيم الشرقية عن المرأة.
 
وباتت تاخذ بعضا من حقوقها المهدرة منذ قرون عدة فاصبح لها حقا في التعليم وفي العمل وفي التفاعلات الاجتماعية والوطنية والسياسية.
 
ولكن رغم كل هذا مازالت المرأة الشرقية تعاني ففي مصر مازالت المرأة هي السبب في التحرش بسبب ملابسها.
 
وهي السبب في الانحلال الخلقي للشباب، ومازال ينظر لها ككائن مجرد من اغلب الحقوق، هذا خارج اطار المنزل.
 
اما في المنزل فغالبا مازالت بعض الافكار السلطوية تسيطر علي فكر الرجل، فما زالت بعض السيدات تعاني من فكر السيادة عند الرجل وفكر الخضوع عند المرأة.
 
الرجل يفكر ويقرر اما المرأة فعليها الخضوع والخنوع، ومازالت تعاني من التخنيق والتحديد والتحجيم وقصر دورها ومهارتها في فنون الاكل والنظافة والاعتناء بتربية الاطفال.
 
الحقيقة ان المرأة ليست اقل من الرجل في شيء، فلا تنسوا ان المرأة المصرية في القديم قادت جيوش وهزت عروش.
 
لا تطمسوا المرأة، فإن حدث طمس معها المجتمع باكمله، فهي ليست نصف المجتمع، بل أما للمجتمع كله، فاعيدوا لتلك الكائن الرقيق العذب مكانته وكرامته.
 

المواطنة نيوز – الكاتب ماجد ملاك .

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات