مايكل صدقى يكتب للمواطنة نيوز بشر وحجر

الكاتب مايكل صدقى

لم اكن من المهتمين بفن العمارة ولكن تحول الامر بعدما وُجهَت لى دعوة لحضور ندوة بعنوان ( بشر وحجر ) هذا الاسم الذى اجبرنى ان اضعه عنوان لهذا المقال ومشاهدة فيلم تسجيلى عن رمز من رموز العمارة القبطية وهو دير الانبا انطونيوس بسلاسل جبال البحر الاحمر ( جبال القلالة ) والذى تأسس فى القرن الرابع الميلادى وكانت هذه الندوة بقاعة ملحمة تراث العمارة ببيت المعمار المصرى .
وبدأت كاميرا الفيلم تطوف وتجول لتُظهر لنا الكثير من مواطن الجمال المعمارى التى تظهر في الابنية القديمة والتى تكسب كل من يزورها الاحساس بالراحة وهذا نتاج اللجو الروحانى المتسامى المتوافر في المكان .
وبدأت الندوة الثرية لتحدثنا عن عظمة المعمار المصرى بوجه عام والقبطى بوجه خاص والذي كان ولا زال حتى الان شاهداً على تاريخ عريق.
وكما اوضحوا المتخصصين خلال الندوة ان العمارة القبطية ترجع أصولها بشكل كبير جدا إلى العمارة المصرية القديمة ويظهرهذا التشابة في طرق بناء الكنائس و المعابد القديمة هي التقدم من الفناء الخارجي إلى الجزء الداخلي ( الملاذ ) الذي تواجهه في الكنائس القبطية المنظقة الخارجية صحن الكنيسة والجزء الداخلى حامل الايقونات وقدس الاقداس ( الهيكل ) ،

وان معمار الدير كان في توافق مع الاطار البيئى و الطبيعى المحيط بهِ وكيف كان يتم تبادل التأثير والتأثر مابين البشر والحجر في صياغة هذا المعمار بمكوناته عبر المراحل التى مر بها .
وكان من اهم ماقيل خلال الندوة انه تمت ازاله الكثير من المعالم القيَمة مثال ( شارع القلالى ) والذي تم ازالته تماما , وكيف ابدوا المعماريين استيائهم من موجود الابنية الحديثة التى تمت اضافتها والتى شوهت بوجودها التراث المعمارى للمكان لما فيها من اشكال تتعارض مع روح المكان وجوهُ السامى الذى يأخذ الناظرين نحو العلو والسمو وكم تمنوا الا يشوه المعمار الحديث مثل هذه الاماكن الاثرية الثرية بما فيها من فن معمارى فريد .
واوضحوا كم ان هناك تقصير كبير في التعرف على جوانب كثيرة من المعمار في مصر كالمعمار القبطى و مدى قصور مناهج التعليم المعمارى للالتفات لاهمية هذا الجانب الذى هو جزء اصيل من البدن المعمارى المصرى .
وكما اثرت الندوه في نفوس الحاضرين ايضا تأثرنا بالجو المحيط بنا وهو وجودنا في قلب القاهرة بجوار مسجد السلطان حسن والذى يعتبر تحفه معمارية ويهمس فى اذاننا صوت الاذان ونحن نستمع الى الحديث عن اقدم الاديرة المصرية .
والجدير بالذكران الفيلم من إخراج :ا/ ميشيل منير...وأدار الندوة التشكيلى م/ رمسيس غطاس و بتعليق كل من المعمارى م/ ماجد الراهب والمعمارى م/ عصام صفى الدين . كانت الندوة ضمن جدول أنشطة وفعاليات بيت المعمار المصرى الذى تتولى إدارته د.هبة صفى الدين . ضمن المراكز الإبداعية التابعة لصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة .

ياليتنا جميعا نسعى لحضور مثل هذه الندوات الثقافية التى تفتح عقولنا على ما كنا نجهلة من عظمة ورقى تاريخنا المصرى ولنفخر بمصريتنا ووطننا الذى انصهرت داخلة كل الفنون بمختلف اشكالها وانواعها لتصنع لنا حضارة مشرفة نتفاخر بها امام الجميع , لنثقل عقولنا لكى يكون نتاجها افكارا خلاقة تصنع مستقبل افضل لاولادنا لكى يفتخروا بما نصنع ونترك لهم تاريخ وقيم كما تركوا لنا اجدادنا .

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات