“البى بى سى” توضح السبب الحقيقى لإقالة رئيس جهاز المخابرات المصرية .

سلطت الصحف اليومية المصرية اليوم السبت، الضوء على نبأ تغيير قيادة المخابرات العامة دون الخوض في التفاصيل أو الملابسات أو التوقيت الزمني للقرار.

وكانت الرئاسة المصرية قد أصدرت بيانا أشارت فيه إلى تكليف اللواء عباس كامل، مدير مكتب الرئيس، بتسيير أعمال جهاز المخابرات العامة خلفا للواء خالد فوزي الذي تم إعفاؤه من منصبه.

لكن التغطية المقتضبة للتغيير الذي طرأ في قمة هذا الجهاز المعلوماتي الأبرز في صحف القاهرة ووسائل الإعلام المحلية كانت مثار انتقاد الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الذي أشار إلى أن “أحدا لا يفهم حتى الآن أسباب هذه الخطوة”،وفقا لـ”بى بى سى”.

من هو المدير العام لجهاز المخابرات المصري السابق؟

وقال نافعة “موقف غريب أن تنشر الصحف سطورا قليلة عن هذا الخبر رغم أهميته كما أن مواقع غير مصرية هي التي بادرت بنشره في أول الأمر، وحتى القنوات الفضائية لم تعلق على هذا النبأ وكأن الموضوع لا يهم الناس وليس له أي دلالة، إن هناك حاجة شديدة للمكاشفة والمصارحة”.

ويتولى جهاز المخابرات العامة المصرية عددا من الملفات الخارجية المهمة ومن بينها العلاقات مع الفصائل الفلسطينية المختلفة والقضايا المتعلقة بالقرن الأفريقي وكذلك الاهتمام بملف الإعلام.

“مرض فوزي”

وقال عضو مجلس النواب مصطفى بكري أمس الجمعة إن سبب إعفاء فوزي يعود إلى مرضه “الصعب”، وتدهور حالته الصحية وتقدم الأخير بطلب للرئاسة لإعفائه من المنصب.

السيسي وفوزي

ووصف بكري في تغريدات عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن ما يسرده بخصوص إعفاء فوزي بأنه “وفقا لمعلومات هامة من مصادر رفيعة المستوى” بـ”القصة الحقيقية”.

وكشف بكري وهو صحفي مقرب من النظام ويقدم برنامجا أسبوعيا بفضائية خاصة أن “اللواء خالد فوزي يعاني من مرض صعب أدى لفقدان وزنه كثيرا وسفره للخارج عدة مرات للعلاج”.

وأضاف “في الفترة الأخيرة حدث تدهور كبير في صحة فوزي منعه من حضور اجتماعات هامة، مما دفعه للتقدم بطلب للرئاسة لإعفائه فقبلته وقررت سفره للعلاج”.

وأكد أن فوزي، سيسافر خلال ساعات للخارج للعلاج، مشيرا إلى أنه لا تغييرات داخل جهاز المخابرات.

ولعب فوزي دور دورا هاما في تحقيق المصالحة الفلسطينية وتحقيق توافق بين فصائل سورية وكذلك في ملف ليبيا.

ويأتي قرار إعفاء فوزي بعد أيام من نشر صحيفة “نيويورك تايمز” مضمون ما قالت إنها تسريبات لمحادثات هاتفية أجراها ضابط في جهاز المخابرات العامة بمصر، وهو يوجه شخصيات إعلامية وفنية للحديث بطريقة معينة في قضايا مثل القدس والانتخابات الرئاسية، ولكن الحكومة المصرية نفت جملة وتفصيلًا صحة التسجيلات المذكورة.

شح المعلومات

واعتبر الكاتب عبد الله السناوي رئيس التحرير السابق لصحيفة العربي الناصرية أن شح المعلومات قاد “إلى ترديد العديد من الفرضيات التي لا تدعمها أي أدلة بشأن هذا التغيير، ومنها ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز من تسريبات، وفرضية أخرى تتعلق بالطريقة التي عومل بها الفريق أحمد شفيق لدى عودته إلى مصر”.

صحف مصرية

واستطرد السناوي “كنت أتمنى أن تكون هناك شفافية بإسناد هذه القرارات إلى أسباب واضحة لأن هذا يساعد الرأي العام على تكوين وجهة نظر صحيحة بعيدا عن الافتراضات المطلقة والمعلقة في الهواء”.

وجاء الإعلان عن هذا التغيير قبل أقل من شهرين من الانتخابات الرئاسية، التي يعتقد على نطاق واسع أن عبد الفتاح السيسي سيخوضها لنيل ولاية ثانية، كما جاءت بعد أيام من تعديل وزاري شمل أربعة حقائب، وبعد أشهر من تعيين رئيس جديد لأركان الجيش.

“نمط السيسي”

ويقول العميد خالد عكاشة مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية إنه نمط الرئيس المصري في التعامل مع الأجهزة الأكثر اقترابا من دائرة صنع القرار.

وأوضح عكاشة “دأب الرئيس المصري على استبدال القيادات رفيعة المستوى بعد فترات معقولة يتولى فيها المسئول المنصب العام، هذا النمط لم يكن معتادا في الإدارة المصرية حيث كان المسئول في عهود سابقة يبقى في منصبه لفترات طويلة وقد شهدنا هذا في حزمة من التغييرات بدأت برئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب، وامتدت لتشمل مسئولين كبارا مثل وزير الداخلية وقيادات أمنية ومدير المخابرات الحربية ورئيس أركان الجيش. عموما الرئيس المصري واضح أنه لا ينحاز لبقاء المسئول في منصبه لفترة طويلة حتى لو حقق إنجازا في الملفات التي كان مكلفا بها”.

السيسي وعباس

وشغل اللواء كامل منصب مدير مكتب السيسي منذ أن كان رئيسًا للمخابرات الحربية قبل أن يتولى السيسي وزارة الدفاع لينتقل كامل مديرا لمكتبه، ثم ينتقل كامل للمرة الثالثة مديرا لمكتب رئيس البلاد منذ يونيو 2014، لينتدب اليوم بشكل مؤقت رئيسا لجهاز المعلومات الأبرز في البلاد.

وقد ثارت التساؤلات بشأن تعيين مسئول من خارج الجهاز في هذا المنصب، لكن عكاشة أوضح أن مدير المخابرات العامة غالبا ما كان يعين من خارج الجهاز وقد جرى هذا خلال فترتي الرئيسين السابقين حسني مبارك وأنور السادات، وقد كانت المخابرات الحربية هي المصدر التقليدي لاختيار مدير المخابرات العامة أما الوزير خالد فوزي فقد كان استثناء من هذه القاعدة.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات