ناعوت: أشهدُ أنني لم أسمع في كنيسة كلمة تسيء لي كمسلمة ولا لديني

الكاتبة والأديبة فاطمة ناعوت

كتبت: ماريا ألفي

وجهت الكاتبة والأديبة فاطمة ناعوت، رسالة لأقباط مصر، قالت خلالها :”أقباطَ مصر المسيحيين، أنتم أكثر سموًّا وشرفًا وغفرانًا مما نستحقّ، أنتم أكثر وطنيةً من كل أدعياء الوطنية والتديّن”..

وأضافت، عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، صباح اليوم، :” لن أطلب منكم أن تسامحونا على ما يفعل السفهاءُ منّا كل يوم في حقكّم. لأنني أعلم أنكم مجبولون على السماحة والغفران، وتلاقون إساءاتنا الكثيرة بالمحبة والغفران. وأقرُّ أننا مدينون لكم بالكثير والكثير وأننا غير قادرين على سداد ديوننا نحوكم مهما فعلنا”.

وتابعت :”الآن لم يعد بوسعي حتى تقديم واجبات العزاء لكم لأنني غارقةٌ في الشعور بالخجل والخزي مما نفعله بكم منذ عقود طوال، وإلى أمد لا يعلمه إلا الله”.

وقالت ناعوت :”تعبتُ من كثرة أخطائنا، وتعبتُ من كثرة غفرانكم، وتعبتُ من الرجاء بأن ينتهي كل هذا دون أن ينتهي، وتعبتُ من عدم القدرة على فهم ما يحدث حولي”.

وأضافت :”أشهدُ أنني لم أسمع في كنيسة كلمة تسيء لي كمسلمة ولا لديني ولا لأي إنسان.

أشهدُ أنني أسمعكم في كنائسكم تدعون لمصر ونيل مصر ورئيس مصر وللمصريين مسلمين قبل مسيحيين.

أشهدُ أنكم ترعون في طقوسكم الخدمية أبناءنا المسلمين الفقراء كما ترعون أطفالكم المسيحيين.

أشهد أن راهبةً مسيحية لم ألتق بها إلا مرة واحدة في حياتي تُصلّي منذ سنوات لابني المريض “عمر نبيل” في كل صلواتها حتى يشفيه الله.

أشهد أن مسيحيين قد ساندوني في محنتي بما لا مجال لأن أنساه ما حييت.

أشهدُ أن صلوات كثيرة رُفعت باسمي في محنتي طوال العامين الماضيين أنا المسلمة التي لم تقدم لكم أي شيء.

أشهدُ أنكم لا تعرفون إلا الحب لكل الناس دون قيد أو شرط. ومن يفعل غير هذا منكم فهو ليس منكم. أنتم تتبرأون منه قبل ان يرتدّ إليه طرفه كما تتبرأ منها نصوصكم في العهد الجديد وكما علمكم السيد المسيح رسول السلام عليه السلام. ومن يفعل الشر منكم فهو لا يسير على خطى السيد المسيح ولا تقبلونه بينكم.

أشهدُ أنني تعلمت من أساتذتي المسيحيين في مراحل التعليم المختلفة ألا أكره حتى من آذاني لأن الكراهية دنسٌ للنفس، وألا أقابل الإساءة بالإساءة.

وقالت ختامًا :”هذا العالم تعسٌ ودنسٌ وغير جميل. سامحني يا ربُّ فأنا لا ألعن الدهرَ؛ بل ألعن الفحشاء والوحشية والغدر وانعدام الإنسانية في بني الإنسان. وفي بني جلدتي. وفي بني ديني الذي من المفترض أن يحثنا على الرحمة والتراحم”.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات