الكاتبة منى فؤاد تكتب للمواطنة نيوز ” أنا و إنت والحزام الناسف “

الكاتبة منى فؤاد
كانت كل معلوماتي عن الحزام؛ أنه حزام بنطلون، وطبعا ده مهم علشان البنطلون ميقعش مننا، وفيه حزام الأمان في العربية؛ لتجنب الحوادث، ويوجد الحزام الناري المرضي، وده مؤلم جدا، وفيه كمان الحزام اللي كنا بنتضرب به وإحنا أطفال، وده كان أعنف حزام بالنسبة لنا. ربما كلمة حزام كانت لا تزعجنا إلا وقت التهديد واللسوعه به على أجسامنا ونحن أطفال.
أتذكر أول مرة سمعت فيها كلمة حزام ناسف لم أفهم معناها، ولا حتى تخيلت الموديل أو اللون، أو توكة الحزام؛ أهي ذهبية أم فضية؟ أهو يليق بالبنطلون فقط أم يمكن إستخدامه أيضا على فستان؟
لم أدرك أنه حزام من نوع آخر: “حزام للموت” ومن يرتديه لا يعبأ أو يهتم، لا بحياته ولا بحياة الأخرين. أول مرة رأيته كان في فيلم “السفارة في العمارة” لما مولانا الشيخ لبسه لبطل الفيلم “عادل إمام”، وقال له: أنت مكانك مش هنا أنت مكانك فوق…فوق. ساعتها عرفت أهمية هذا الحزام السحري اللي بيخلي اللي بيلبسه بقدرة قادر وفي لحظة وطرفة عين في الجنة مع الملائكة وهي تخدم عليه هو وحور العين. قلت: هل هذا هو الخلاص في لحظة؟
تمنيت أن أقابل هذا الطامع في الجنة ونعيمها وأجري معه هذا الحوار: أخي المؤمن الفاضل: لقد خلقنا الله وفي فطرتنا حب الحياة والبقاء؛ حتى إننا نفعل كل ما بوسعنا كي نحيا.
هل لديك هذه الفطرة مثلنا؟  قال: أنا ليس من هذا العالم أنا مكاني فوق ثم إن العالم وضع في الشرير.
هل هانت عليك نفسك للدرجة أنك ترتدي هذا الحزام اللعين حتى تفجر نفسك؟ قال: وما المتعة في هذه الحياة إنها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل وما الحياة بدون الله وبدون الحوريات؟
الم تفكر لحظة في موت أبرياء لا ذنب لهم فـي جنتك هذه التي إختارتها لنفسك؟ قال: الحياة هي الله والموت ربح، ومملكتى ليست من هذا العالم وهؤلاء كفرة عبدة الثلاث آلهة، ووجب علينا قتلهم لنخلص العالم من شرورهم.
ألم تفكر يوم أن من ضمن الضحايا أبرياء من دينك يقومون بعملهم لحراسة الكفرة لتوفير حياة كريمة لإبنائهم، ويعبدون إلهك الواحد الأحد ويموتون أيضا بدون ذنب ؟ قال: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، وده نصيبهم وأكيد هيبقوا شهداء.
قلت له: أكثر الله من أمثالك يا مؤمن أدركت أن هذا المؤمن يؤمن بكلمة الله الحية الفعالة الأمضى من كل سيف زي حدين. رميت عليه السلام ورحمة الله وبركاته وقلتله: نتقابل في الجنة، وأنا وأنت والحزام الناسف. 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات