عفت فرج تكتب للمواطنة نيوز ” عندما تهمس الطبيعة. . . تعلموا “

في صباح يوم أمس قررت أن استمتع بقسط من الهدوء والإسترخاء ، وأن احتسي قهوتي الصباحية بطعم اللامبالاه من كل مايشغل بالي عادة … وقد كان ، أحضرت قهوتي المظبوطة ودخلت بلكونتي التي اعشق الجلوس بها ، وجلست في حضن الشمس الدافئة ونسمة هواء ملئت رئتي بانتعاش الربيع ، وأخذت رشفة من كوب القهوة ” كما أحب أن أشربها دائما ” فالفنجان لايكفي .. وأغمضت عيني كمن يريد أن يحتفظ بداخله بذلك الإحساس الرائع الذي يستولي علي في هذه اللحظة … و … وفتحت عيني علي صوت عصفور قريب جدا مني ، لأري عصفور غاية في الرقة والجمال يقف مغردا علي غصن الوردة التي تفتحت توا في خجل وحمرة لونها تشي بها … وقف العصفور يغرد فرحا علي الغصن في خفة وجمال .. ونظرت إذا الوردة تتمايل علي وقع اللحن الذي يتردد صداه في الأجواء ، وكأنما راقصة باليه تجيد خطواتها ملامسة الأرض … منظر جعلني أندم أنني تركت هاتفي الخلوي بعيدا عن متناول يدي ملتمسة هدوءا ، فلم يسعني تسجيل المشهد الإحتفاظ به وقتما أحتاج إلى ما يسعد لحظتي بكل هذا الجمال … وأستمر هذا الإبداع المتناغم بين العصفور والوردة فقط لدقيقتين ، وأنا لا أرمش جفن حتي لايفوتني روعة المنظر ….. وفجأة … طار العصفور محلقا إلي الأعلي نحو السماء وقد أرتفع أكثر فأكثر تغريده وكأنه أكتسب جمالا علي جمال ونظرت وإذا بالوردة مازالت تهتز متمايلةعلي وقع مايأتيها من صداه …

ياله من مشهد رائع أخذني من كل شيء حتي من قهوتي المعدة بعناية هذا الصباح .. ولم يسعني إلا أن أقول سبحان الله … ولكني أيضا تسألت كيف لهذه الكائنات الغير عاقلة أن تحيا هكذا معا في إنسجام حتي أنها تبهرنا نحن البشر بروعة الأداء .. أليس الأجدى بفعل هذا مايسمونهم بالعقلاء ؟!! لقد أعجبت ب العصفور الذي لم يؤذي الوردة حين وقف علي غصنها رغم ضعفها ، وحسدت الوردة التي استمتعت بصحبة العصفور دون خوف أو بغضاء … ليتنا نتعلم نحن المدعوون عقلاء من الطبيعة الأم كيف أنها رغم تنوعها وإختلافها لم تنفر يوما من بعضها ولا شنت يوما حرب علي الأرض شنعاء ليتنا نرتقي ب أفكارنا وسلوكنا فنشبه في حياتنا الوردة والعصفور ، فنحتمل بعضنا البعض بحب ورحمة لنصنع معا حياة لها من الجمال والرقي ما يجعلنا نستحق حقا أن نسمي عقلاء

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات